تال هايمي، احتياطي في لواء المظليين التابع لجيش الدفاع الإسرائيلي، كان قائد فرقة الاستجابة الطارئة في كيبوتس نير يتسحاك، وقد اغتيل على يد عناصر حماس المقتحمين في السابع من أكتوبر 2023.
وُلد تال ونشأ في كيبوتس نير يتسحاك، على بُعد كيلومترات قليلة من حدود غزة. عندما تسلل عشرات مسلحي حماس إلى بلدته في صباح ذلك اليوم، أبدى شجاعة استثنائية في الدفاع عنها ومواجهة الزحف العنيف.
ينتمي تال إلى الجيل الثالث من سكان الكيبوتس؛ وُلد عام 1981 وتخرّج من مدرسة معالي البِسور. مثل كثيرين من رفقائه، كان عضواً في حركة الشباب الصهيونية الطلائعية “هاشومر هاتسعار”، وكرّس سنة خدمة للحركة بعد انتهاء دراسته الثانوية.
التحق تال بكتيبة المظليين 202 التابعة للواء المظليين 35. وتصفه صفحة النصب التذكاري للكيبوتس بأنه “برع بمهاراته” وبأنه “مقاتل متميّز” خلال فترة خدمته.
بعد إنهائه الخدمة العسكرية درس الهندسة الميكانيكية في جامعة بن غوريون، ثم عمل لاحقاً في مصنع في رفيفيم، متخصّصاً في قولبة الحقن.
في 2014 استقبل هو وزوجته إيلا توأمين، عيناف ونير، وتبعهما ولدهما عودي في 2017. وصفت إدارة الكيبوتس العائلة بأنها “أعمدة المجتمع”، معروفة بتنظيمها الفعال للفعاليات وباستعدادها الدائم للمساعدة، فكانت جزءاً فاعلاً من نُسيج الحيّ والمجتممم.
في صباح 7 أكتوبر داهم مسلحو حماس الكيبوتس بهدف القتل والاختطاف. حثّ تال إيلا، التي كانت حاملاً في شهرها الثاني، على الاحتماء بغرفة الأمان مع أطفالهما الثلاثة.
بصفته قائد فرقة الاستجابة الطارئة، خرج للدفاع عن مجتمعه إلى جانب متطوعين آخرين. تلقّى اتصالاً هاتفياً بعد ساعات من القتال، لكن رسالة أُرسلت إليه حوالي الظهيرة لم تصلْه.
أمضت إيلا وأطفالهم أكثر من أربعة عشر ساعة محبوسين في غرفة الأمان. تذكرت إيلا لاحقاً: «بدأت أفكّر أنني لا أعلم ماذا جرى لتال. عائلاتنا، أصدقاؤنا — كل شيء كان على وشك أن يتغيّر».
عندما خفّت حدّة القتال عادت فرق الدفاع إلى الكيبوتس، لكن من دون زوجها؛ أُعلن في المساء عن فقدانه، وتم تتبّع هاتفه حتى خان يونس. لأسابيع بقي مصير تال مجهولاً، ثم أبلغ الجيش عائلته منتصف ديسمبر 2023 بأن تال قُتل في 7 أكتوبر وأن جثمانه نُقل إلى قطاع غزة. قالت إيلا عن تلك اللحظة: «لقد حطم قلبي، وحطَّم حياتي».
في تأبينها قالت إيلا: «تركت لي أربعة هدايا على صورتك». وفي مايو 2024 أنجبت طفلهما الرابع، وهو صبي أسموه لوتان. يحمل الاسم في العبرية حرفين مشتركين مع اسم تال، ليبقى بذلك أثره وحضوره قائماً في عائلته والمجتمع الذي استشهد في سبيل حمايته.