قوات روسية تواصل التقدم شرقي أوكرانيا
تواصل القوات الروسية الإعلان عن إحراز تقدم في شرق أوكرانيا، فيما تصعّد الولايات المتحدة ضغوطها الدبلوماسية المكثفة على كييف وحلفائها الأوروبيين للقبول بخطة من 28 بنداً اقترحتها واشنطن وتميل في كثير من محاورها إلى مطالب الكرملين، مع مهلة نهائية محددة يوم الخميس. الولايات المتحدة تمارس ضغطاً مكثفاً عبر مسارات سياسية ودبلوماسية لتعجيل الموافقة على المقترح.
قالت وزارة الدفاع الروسية يوم السبت إن جنودها «حرّروا» مستوطنة زفانيفكا في منطقة باخموت بمحافظة دونتسك، مُعلنة أنها ألحقّت خسائر كبيرة بالقوات الأوكرانية. ونشرت الوزارة أيضاً لقطات لهجمات جوية وهجمات بطائرات درون من طراز FPV على مواقع أوكرانية في إقليم زابوريجيا، حيث تقترب القوات الروسية من المدينة الاستراتيجية هوليايبول مستخدمة قنابل انزلاقية وعمليات توغل أرضية تكتيكية.
وأضافت الوزارة أن منطقة نوفوي زابوروجيه خضعت لسيطرة القوات الروسية، متضمنة ما وصفتها بـ«عقدة دفاعية كبرى للعدو» تغطي نحو 14 كيلومتراً مربعاً أو أكثر. وإذا تأكد ذلك، فسيضيف ذلك إلى قائمة القرى في جنوب شرق أوكرانيا التي سيطر عليها الجيش الروسي منذ سبتمبر، في إطار محاولاته لدفع القوات الأوكرانية إلى الوراء واستهداف بنى تحتية للطاقة مع اقتراب شتاء آخر قاسٍ على خلفية الحرب.
تُشير التقارير إلى أن الجنود الأوكرانيين يتعرضون أيضاً لهجمات عنيفة في محيط بوكرُوفسك، حيث يُعتقد أن الاشتباكات شرسة مع إعادة انتشار القيادة الروسية لقواتها لتعزيز الهجوم. وأعلنت السلطات الإقليمية الأوكرانية سقوط مدني واحد على الأقل و13 جريحاً خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية نتيجة ضربات جوية روسية؛ وقد كان الضربة القاتلة في دونيتسك وفق ما صرّح المحافظ فاديم فيلاشكين.
من جهتها، أفادت القوات الجوية الأوكرانية بأن القوات الروسية أطلقت صاروخاً باليستياً من طراز إسكندر-إم من شبه جزيرة القرم المحتلة، بالإضافة إلى 104 طائرات مسيرة من عدة محاور باتجاه مناطق أوكرانية متعددة خلال الليل وحتى صباح السبت، وتم إسقاط 89 طائرة من بينها. وأوضحت أن غالبية الطائرات المسيرة كانت بتصميم من صناعة إيران. وذكر الإعلام الأوكراني أن محطة تحويل ياني كابو الكهربائية في شمال القرم استُهدفت بطائرات مسيرة الليلة الماضية، مع تداول مشاهد لانفجارات وضربات على منصات التواصل، فيما قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها الجوية أسقطت ست طائراتٍ مسيّرة ثابتة الجناح أوكرانية فوق القرم فجر السبت من دون تأكيد إصابات على الأرض.
ردّ الاتحاد الأوروبي على الخطة الأميركية
لم تستقبل دول حلفاء أوكرانيا الخطة التي طرحتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي جرى تقديمها من دون مشاورات واسعة، بترحاب يذكر، رغم اقتراب المهلة النهائية التي حدّدتها واشنطن. وقال قادة غربيون مجتمعون في جنوب إفريقيا على هامش قمة مجموعة العشرين يوم السبت إن الخطة الأميركية «تشكل أساساً يتطلّب عملاً إضافياً» قبل أي اعتماد.
وجاء في بيان مشترك لرؤساء دول وحكومات من دول أوروبية رئيسية فضلاً عن كندا واليابان: «موقفنا واضح من حيث المبدأ: لا يجوز تغيير الحدود باستخدام القوة». وأضافوا أنهم «قلقون أيضاً من القيود المقترحة على القوات المسلحة الأوكرانية، والتي قد تترك أوكرانيا عرضة لهجمات مستقبلية»، موضحين أن أي عناصر تنفيذية من الخطة مرتبطة بالكتلة الأوروبية المؤلفة من 27 دولة أو بحلف الناتو يجب أن تُنفّذ بموافقة الدول الأعضاء.
قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس إن حرب روسيا لا يمكن أن تُنهى إلا بموافقة أوكرانيا «بلا قيد أو شرط». وأضاف على هامش القمة: «لا يمكن للقوى الكبرى أن تُنهي الحروب فوق رؤوس الدول المتضررة.»