روسيا تشنّ قصفًا على أوكرانيا ويسفر عن مقتل المزيد من المدنيين قبيل اجتماع في البيت الأبيض

قُتل ما لا يقل عن 12 شخصاً في هجمات روسية استهدفت مدناً أوكرانية كبرى، فيما يقوم الرئيس فولوديمير زيلينسكي بزيارة إلى واشنطن بدعم من قادة أوروبيين لإجراء محادثات سلام حاسمة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تحدد مستقبل أوكراينا ومآل الحرب التي دخلت عامها الرابع.

في خاركيف، قضت عائلة بأكملها، بينها طفل رضيع ومراهق عمره 16 عاماً، ضمن سبعة قتلى جراء ضربة بطائرات مُسيّرة استهدفت حيّاً سكنياً ليلاً، وفقاً للسلطات. وأسفرت الهجمة عن إصابة 20 مدنياً من بينهم ستة أطفال.

في منطقة دونيتسك بشرق البلاد، قتلت القوات الروسية خمسة أشخاص وأصابت أربعة آخرين في هجمات مستمرة حيث تدور بعض أشد المعارك على الأرض، ويضغط الكرملين عبر الرئيس فلاديمير بوتين من أجل انسحاب أوكراني من ثلث المنطقة التي ما زالت كييف تسيطر عليها.

في زابوريجيا، أصيب 17 شخصاً وفقاً لمحافظ المنطقة إيفان فيدروف، كما استهدفت الغارات الروسية منطقتي سومي وأوديسا في الشمال الشرقي والجنوب على التوالي.

أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن موسكو شنت خلال الليل نحو 140 طائرة مسيّرة وأربع صواريخ، مضيفة أنها أسقطت 88 من تلك الطائرات.

وذكرت بعثة الأمم المتحدة لمراقبة أوكرانيا تسجيل نحو 2600 هجوم بطائرات مسيّرة خلال الشهر الماضي، وهو أعلى معدل منذ اندلاع الحرب، وأسفر ذلك عن مقتل أكثر من 300 مدني.

من جهة أخرى، أعلنت القوات المسلحة الأوكرانية أنها نفذت ضربة بطائرات مسيّرة استهدفت محطة ضخ نفط في منطقة تامبوف على بُعد 1,923 كيلومتراً من أوكرانيا، ما أدّى إلى تعليق تزويد الخام عبر خط أنابيب دروجبا. وقال هيئة الأركان العامة في بيان: «نتيجة الضربة اندلع حريق في المنشأة، وتوقّف ضخ النفط عبر الخط الرئيسي لدروجبا بشكل كامل».

يقرأ  إيطاليا تفرض غرامات باهظة على رمي النفايات من المركبات

في إقليم بيلغورود الحدودي داخل روسيا جُرح أربعة أشخاص جراء هجوم بطائرة مسيّرة أوكرانية بينما أفاد مسؤولون روس بسقوط مئات الطائرات والذخائر أثناء عمليات الدفاع الجوي.

التفاوض على إنهاء الحرب

وصف زيلينسكي الهجمات الأخيرة بأنها «استعراضية ووقحة»، مضيفاً على منصة إكس أن بوتين يلجأ لعمليات قتل استعراضية للحفاظ على ضغطه على أوكرانيا وأوروبا ولإذلال الجهود الدبلوماسية.

المراسل تشارلز ستراتفورد في كييف رأى أن قتل المدنيين يُستخدم كاستراتيجية تهدف إلى منح ترامب أوراق تفاوض إضافية للضغط على أوكرانيا لقبول صفقة سلام مجحفة. وقال إن ذلك يبيّن مقدار الضغط الواقع على زيلينسكي قبيل ما قد يكون أهم مبادرة دبلوماسية لإنهاء الحرب.

من المقرّر أن يلتقي زيلينسكي يوم الاثنين ترامب في البيت الأبيض برفقة وفد من القادة الأوروبيين، بينهم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، لبحث تنازلات أرضية محتملة وضمانات أمنية على شاكلة الناتو التي تطالب بها أوكرانيا كشرط لأي اتفاق سلام.

حتى الآن رفض زيلينسكي احتمال التخلّي عن أراضٍ أوكرانية لإحلال السلام، وهو أمر محظور أيضاً بموجب الدستور الأوكراني.

تأتي هذه الجولة بعد قمة جمعت ترامب وبوتين يوم الجمعة لم تسفِر عن اختراق واضح بشأن الحرب في أوكرانيا. المحلل العسكري شون بيل أعرب عن تشككه في أن تخرج قمة واشنطن بصفقة سلام، موضحاً أن الواقع القاسي يقول إنه ما لم يحقّق بوتين أهدافه فليس لديه رغبة في التفاوض. وأضاف أن أي تَنازل كامل من جانب زيلينسكي سيكون بمثابة استسلام لا تستطيع أوكرانيا قبوله، وفي المقابل لا يتوقع أن تقبل روسيا اتفاقاً يتضمن ضمانات أمنية تشبه عضوية الناتو.

رأى بيل أن هناك حاجة إلى «حافز» لوقف الحرب، وأعطى مثالاً على ذلك فرض ترامب لتعريفات جمركية صارمة على مشتري النفط والغاز الروسيين مثل الهند، وهي عقوبات ثانوية هدد بها الرئيس الأمريكي لكنه امتنع حتى الآن عن توسيع الضغوط على عائدات صادرات الوقود الروسية. وأضاف: «حقيقة تجنّب ترامب تطبيقها تعني استمرار القتل».

يقرأ  لانترن تعيد صياغة مفهوم «السفر المستدام» في أوروبا من واجب إلى رغبة

يبدو أن قوة التأييد والطمأنينة في التواجد الجماعي وراء زيارة زيلينسكي إلى واشنطن سبب استدعاء القادة الأوروبيين، لا سيما وأن الذاكرة لا تزال حاضرة عن الاستقبال العدائي الذي واجهه زيلينسكي في فبراير عندما وبّخه ترامب ونائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس علانياً واعتبرياه جاحداً و«غير محترم».

أضف تعليق