روسيا تشن موجة جديدة من هجمات المسيّرات المفخخة على شبكة السكك الحديدية الأوكرانية

شهدت روسيا منذ أوائل أغسطس تصعيداً ملحوظاً في هجماتها بطائرات من دون طيار على شبكة السكك الحديدية الأوكرانية، مستهدفة القطارات والمحطات والبُنى التحتية الحيوية ضمن حملة جديدة قاتلة.

ووفق مسؤولين، أطلقت موسكو ما يقرب من 300 ضربة على منظومة السكك الحديدية الأوكرانية خلال تلك الفترة، في تصعيد يواكبه ارتفاع كبير في إنتاج الطائرات من دون طيار بعيدة المدى، ما أتاح لروسيا المزيد من الوسائل لصيد القطارات.

ممثلة شركة السكك الحديدية الحكومية الأوكرانية، أوكرزاليزنِتسيا، ربطت هذه الوتيرة المتصاعدة من الهجمات بـ«الزيادة الدراماتيكية» في إنتاج الطائرات البعيدة المدى لدى روسيا، معتبرة أن ذلك منح موسكو قدرة أكبر على توجيه ضربات موجهة للّوكوموتيفات والقطارات بدلاً من الاقتصار على أهداف استراتيجية بعيدة.

منذ بداية الحرب، طال القصف شبكة السكك الحديدية الأوكرانية، لكن تكثيف الاستهداف بدأ فعلياً في أوائل أغسطس بهدف «قطع الاتصالات الحيوية»، بحسب ما صرّحت يوليا سفيريدينكو، رئيسة الوزراء الأوكرانية. وأضافت أن موسكو تسعى من خلال هذه الضربات إلى إحداث ذعر بين المسافرين وتعطيل النشاط الاقتصادي.

أوليكسي كوليبا، نائب رئيس الوزراء الأوكراني لشؤون الإعمار، قال إن العاصمة الروسية شنت منذ أغسطس نحو 300 هجمة على النظام الحديدي، واستهدفت القطارات والمحطات وبنى تحتية أخرى. ومنذ اندلاع الحرب، أصيب 221 عاملاً في السكك الحديدية وأُغتيل 37 أثناء قيامهم بواجبهم نتيجة الضربات الروسية؛ ومع تصاعد الهجمات من المتوقع أن ترتفع هذه الأرقام.

في 4 أكتوبر أدى هجوم استهدف محطة قطار إلى مقتل شخص وإصابة نحو 30 آخرين، مما يعكس الخطر المباشر الذي يتهدّد المدنيين والعاملين في النقل العام. ممثل أوكرزاليزنِتسيا أكد أن موسكو لا تكتفي فقط بالطائرات من دون طيار، بل تستخدم أيضاً صواريخ في «هجمات منهجية» على شبكة السكك الحديدية، في محاولة لقطع شرايين الحياة التي تنقل الناس وتمكّن الإخلاء الطبي وتوزيع الإمدادات الحيوية عبر البلاد — انهم يهدفون إلى إضعاف القدرة على الحركة والإنقاذ قبل الشتاء.

يقرأ  كندا تقيّم علاقاتها مع إسرائيل إثر الهجوم في قطر— وزير الخارجية

أشار المسؤولون إلى أن روسيا قد وسعت بشكل ملحوظ قواعد إطلاق الطائرات ومواقع الإطلاق في الأشهر الأخيرة، واستطاعت مصانعها إنتاج نحو 4,000 طائرة شهرياً، ما مكّنها من تنفيذ مئات الضربات الليلية، في حين تحذر أجهزة استخبارات غربية من أن هذا الرقم قد يرتفع ليصبح بالآلاف.

ممثّل الشركة شرح لوسائل الإعلام أن روسيا في السابق لم تكن تمتلك موارد كافية لاستخدام طائرة انتحارية مفردة مثل «شاهد» لصيد لُوكوموتيف واحد، أما الآن فقد صار بإمكانها أن توظف هذه الطائرات لضرب لِقْطعات متفرقة من الخطوط ومركبات النقل بدلاً من الاقتصار على أهداف إستراتيجية واسعة.

بالرغم من ذلك، أكّد كوليبا أن فرق أوكرزاليزنِتسيا عادة ما تعيد تشغيل البنية التحتية المتضررة خلال ساعات قليلة من وقوع الهجمات، وغالباً ما تستأنف العمليات في نفس اليوم، في استجابة لوجستية سريعة تهدف إلى الحد من الشلل الاقتصادي والاجتماعي.

على صعيد موازٍ، تصاعدت هجمات أوكرانيا منذ أوائل أغسطس أيضاً، باستخدام طائرات بعيدة المدى لاستهداف بنى تحتية طاقة روسية، بما في ذلك مصافي النفط، في محاولة لتعطيل مصادر تمويل الحرب وممارسة ضغوط على الكرملين.

يبقى تصاعد الهجمات بالطائرات المسيرة وتوسّع مواقع الإطلاق دليلاً واضحاً على أن الصراع دخل مرحلة جديدة من القتال بعيد المدى، حيث أصبحت السكك الحديدية هدفاً مركزياً لكلا الطرفين، مع تداعيات إنسانية واقتصادية باتت تتضح تبعاتها يوماً بعد يوم.

أضف تعليق