هجوم روسي على مستشفى للأطفال في جنوب أوكرانيا
أصيب ما لا يقل عن تسعة أشخاص في هجوم روسي استهدف مستشفى للأطفال في مقاطعة خيرسون بجنوب أوكرانيا، وفق ما أفادت السلطات، وذلك بعد وقت قصير من استهداف كييف لمواقع طاقة روسية بطائرات مسيّرة.
أدى القصف، الذي وقع مساء الأربعاء، إلى إصابة أربعة أطفال من بين الجرحى. ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الحادث بأنه «هجوم متعمّد يدل على أن موسكو لا تريد السلام». وقال: «لم يكن من الممكن ألا يدركوا مكان استهدافهم. هذا هجوم روسي متعمّد ضد الاطفال وضد الطواقم الطبية وضد أبسط ضمانات الحياة في المجتمع».
وأفاد رئيس وزراء أوكرانيا بأن نحو مئة شخص كانوا داخل المستشفى أثناء الهجوم، وكان أصغر المصابين صبياً في الثامنة من عمره. ولم تُدْلِ موسكو بأي تعليق حول الحادث.
تبادل ضربات بالطائرات المسيّرة
في وقت سابق من الأربعاء، أعلنت موسكو أن أوكرانيا أرسلت عدداً من الطائرات المسيّرة نحو العاصمة الروسية لليلة الثالثة على التوالي، مستهدفةً بنى تحتية للطاقة ومؤدّيةً إلى اضطرابات في الحركة الجوية. وقالت وزارة الدفاع الروسية عبر تيليغرام إن وحدات الدفاع الجوي أسقطت ما مجموعه نحو مئة طائرة مسيّرة أوكرانية خلال الليل، بينها ستة فوق منطقة موسكو والباقي فوق 11 إقليماً وشبه جزيرة القرم.
من جهتها، أفادت هيئة الأركان العامة الأوكرانية بأنها ضربت مصفاة مارييسكي في إقليم ماري إيل، ومصفاة أخرى في قرية نوفوسباسكوي في إقليم أوليا نوفسك، ومحطة غاز في بلدة بوديونوفسك في إقليم ستافروبول الجنوبي. وقالت هيئة الطيران الروسية «روسافياتسيا» إن ثلاثة من مطارات موسكو الأربعة وأخرى عدة في أنحاء البلاد أُغلقت مؤقتاً لأسباب تتعلق بالسلامة.
وتواصل كييف في الأسابيع الأخيرة شن ضربات جوية بعيدة المدى على موسكو ومناطق روسية أخرى، مؤكدة أن الهدف هو إلحاق ضرر بالبنى التحتية للطاقة والقدرات العسكرية والصناعية. وأبلغت وزارة الطاقة الأوكرانية عن ضربات طالت منظومات كهرباء في أقاليم أوديسا ودنيبروبتروفسك ودونيتسك، فيما قالت شركة DTEK للطاقة إن نحو 27 ألف منزل في إقليم أوديسا الجنوبي انقطع عن الكهرباء إثر غارات ليلية روسية.
أمنياً، أعلنت كييف احتجاز مدرّب عسكري سابق من دولة أوروبية لم يُكشف عنها، متهمة إياه بالتجسّس لصالح روسيا.
اختبار نووي ثانٍ
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الأربعاء نجاح اختبار طائرة تحت مائية مسيّرة نووية القدرات ومزودة بوحدة طاقة نووية، في ما وصفته موسكو بأنه الاختبار الثاني لنظام أسلحة نووي جديد خلال أيام قليلة. وقال بوتين خلال تصريحات متلفزة أثناء زيارته مستشفى عسكرياً يعالج جنوداً روساً جرحوا في أوكرانيا: «أُجري أمس اختبار آخر لمنظومة مستقبلية — الجهاز تحت المائي غير المأهول ‘بوسيدون’، المزود أيضاً بوحدة طاقة نووية».
وصرح بأن «لا وسيلة لاعتراض» تلك الطوربيدية المسيرة، التي يمكنها السير بسرعة تفوق سرعة الغواصات التقليدية وتصل إلى أي قارة في العالم. وكان بوتين قد أشرف يوم الأحد على اختبار صاروخ كروز نووي آخر اسمه «بورييفستنيك» قال إنه يمتلك مدىً «غير محدود».
ردود غربية وتوترات إقليمية
وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ذلك الاستعراض بأنه غير «مناسب» وحث بوتين على التركيز بدلاً من ذلك على إنهاء الحرب في أوكرانيا. وفي وقت سابق هذا الأسبوع ألغى ترامب قمة مخططة مع بوتين في بودابست مبرراً القرار بأنه على قادة روسيا عدم التصلّب إذا كانوا جادين بشأن التوصل إلى حل للنزاع.
على صعيد آخر، تصاعد التوتر في أوروبا بعد أن اعترضت سلاح الجو البولندي طائرة استطلاع روسية فوق بحر البلطيق. وقالت القوات المسلحة البولندية إن طائرة من طراز إيليوشين إي إل-20 تم رصدها تطير في المجال الجوي الدولي يوم الثلاثاء من دون خطة طيران وببدون تشغيل جهاز الإشارة، فأعترضتها طائرتان مقاتلتان من طراز ميغ-29 وأخضعتاها لمرافقة حتى خارج المنطقة. ونفى الجيش البولندي أن يكون المجال الجوي للبلاد قد انتهك خلال الحادث.
تُعد بولندا واحدة من أقرب الحلفاء السياسيين والعسكريين لأوكرانيا وتلعب دوراً لوجستياً مركزياً في إيصال المساعدات العسكرية الغربية إلى كييف. وترى وارسو نفسها مهدَّدة من روسيا وتعمل بوتيرة سريعة على تعزيز قواتها المسلحة.