زعيم كولومبي سابق، المعروف بحربه المثيرة للجدل ضد المتمردين، يكرم ذكرى مرشح رئاسي قُتل

بوغوتا، كولومبيا — أقام الرئيس السابق ألفارو أورييبي، يوم السبت، وقفة تأبينية في حديقة ببغوتا تخليداً لذكرى مرشّح الرئاسة المغدور ميغيل أوريبي تورباي، الذي قُتل برصاص أثناء حملة انتخابية، ودعا إلى تشديد الإجراءات الأمنية في ظل تزايد موجة العنف على مستوى البلاد.

كان السياسي البالغ من العمر 39 عاماً قد تعرض لإطلاق نار في ظهره أثناء إلقائه خطاباً انتخابياً في العاصمة في يونيو، برفقة حراسة صغيرة. والرجلان ليسا من أسرة واحدة، لكنهما ينتميان لنفس الحزب السياسي.

وقال أوريبي إلى جانب صورة لميغيل أوريبي تورباي: «ليكن هذا المكان شعلة أبدية، كما كان حب ميغيل لكولومبيا أبدياً. وليجد المارّون هنا أن ميغيل يلهم الأمان اللازم ليتحقق السلام يوماً ما».

توفي أوريبي تورباي في أغسطس بعد شهرين أمضاها في العناية المركزة. وأدّت وفاته إلى صدمة وطنية، إذ رُصِد مرة أخرى اغتيال سياسي يرشح نفسه للرئاسة، وهو حدث لم تشهده البلاد منذ ثلاثين عاماً. وفي أعقاب ذلك أعلن والده، ميغيل أوريبي لوندونيو، نيته التقدم بترشّحٍ ليحل محل ابنه في السباق الرئاسي.

أشعل الحادث نقاشاً حول كيفية منع تصاعد العنف في البلاد قبيل انتخابات الرئاسة المقررة العام المقبل، انتخابات يأمل الزعيم السابق أن يكون لها تأثير.

رافق أوريبي في زيارته يوم السبت حراسة مشددة: أُغلقت شوارع، وراقبت طائرات مسيرة المتنزهات، ووقف رجال شرطة مزوَّدون ببنادق على أسطح منازل مجاورة.

وبكت فيلمَا راميريز، وهي من سكان الحي، قائلةً: «لو كان لدى ميغيليتو هذا النوع من الحماية، لم يكن لِيُقتل». وانضمت إلى حشد يقارب 200 شخص تجمعوا في الحديقة.

تعدّ الزيارة من أول الظهورات العامة لأوريبي بعد أن رفعت محكمة أمر الإقامة الجبرية عنه بينما يستأنف حكم السجن الصادر ضده لمدة 12 عاماً بتهم التلاعب بالشهود والاحتيال.

يقرأ  اليوم الذي أقدم فيه مستوطنون إسرائيليون على قتل شابين بوحشية في الضفة الغربية تقرير تفاعلي

عرف أوريبي خلال حكمه بين 2002 و2010 بحملته العسكرية الحازمة التي أضعفتَت المتمردين الماركسيين المعروفين بـ«القوات المسلحة الثورية لكولومبيا» أو فارك، الذين وقعوا اتفاق سلام مع الحكومة عام 2016.

أفقده ذلك صفة أن يكون الصوت الأقوى على اليمين، لكنه أيضاً مثّل سبباً لاتهامات بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، من بينها مزاعم بأن حكومته قتلت آلاف المدنيين وادّعت أنهم مقاتلون، بغرض رفع أعداد القتلى وتحسين النتائج الانتخابية، وراح كثيرون يصفون هذه الممارسات بأنها تزييف للمعطيات وسوء استغلال للسلطة، وأدى هذا إلى احتجاجات ومطالبات بتحقيقات مستقلة من المجتمع المدني ومختلف المؤسسات.

يوم السبت طالب أوريبي وأعضاء حزبه «المركز الديمقراطي» بتحقيق نزيه وشامل في مقتل أوريبي تورباي. وأوقفت السلطات ستة مشتبهين، بينهم قاصر يُزعم أنه من أطلق النار، وتحقق الجهات الأمنية فيما إذا كانت إحدى الفصائل المنشقة عن فارك، والمعروفة بمسمّى «منشقو فارك»، متورطة في الجريمة.

وقال أوريبي محملاً المسؤولية لمن وصفهم بـ«القتلة الذين يعملون بدعمٍ من المخدرات والمال وسلسلة من المؤلفين الفكريين والمحرضين»: «هنا أخذ القاتل، بمساندة هذه الشبكة، ميغيل منا».

يسعى الرئيس السابق إلى التأثير في انتخابات 2026 التشريعية والرئاسية وتقوية جناح اليمين في البلاد، في ظل استياء متصاعد من حكومة الرئيس غوستافو بيترو، أول زعيم يساري يتولى منصب الرئاسة في كولومبيا.

وبرغم وعود بيترو بتحقيق «سلام كامل» في بلد مزقته الصراعات لسنوات، شهدت البلاد تصاعداً في أعمال العنف بين مجموعات إجرامية متحاربة.

وفي هجومين وقعا يوم الخميس — استهدفا مروحية للشرطة بسيارة مفخخة واستخدمت فيهما متفجرات — قُتل 19 شخصاً بينهم عناصر شرطة، وأصيب أكثر من 70 آخرين.

وقالت كلوديا مارسلا باديّو، شرطية متقاعدة حضرت التجمع وكانت من مؤيدي أوريبي تورباي: «البلاد تنهار في هذه اللحظة. الحرب عادت، الإرهاب عاد»، وأضافت بمرارة واضحة في صوتها وهي تنظر إلى الحشد المتجمّع.

يقرأ  زعيم كوريا الشمالية يشرف على اختبار صاروخي جديد وفقًا لوسائل الإعلام الرسمية

أضف تعليق