زهران ممداني يعلن عزمه الانتقال إلى قصر جراسي بعد توليه منصب عمدة نيويورك

من المقرر أن ينتقل زهران ممداني، العمدة المنتخب لمدينة نيويورك، للإقامة في قصر غرايسي في مانهاتن الذي كان مقرًّا تقليديًا لعدّة عُمد منذ منتصف القرن العشرين، متخليًا بذلك عن شقته المؤجرة بموجب نظام استقرار الإيجار التي أثارت جدلاً حادًا أثناء حملته الانتخابية.

تعود جذور قصر غرايسي إلى عام 1799، وقد شغل مقراً رسمياً لمعظم رؤساء بلدية نيويورك منذ حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية.

ورغم أن ملف الإسكان الميسور التكلفة كان محور حملته، لم يؤكد ممداني فور فوزه في نوفمبر أنه سينتقل للإقامة هناك على الفور.

في بيان أصدره يوم الاثنين قال ممداني: «جاء هذا القرار مراعاةً لسلامة أسرتنا ولأهمية تكريس كل تركيزي لتنفيذ جدول أعمال القدرة على تحمل السكن الذي انتخب من أجله سكان نيويورك».

كان ممداني يقيم في حي أستوريا في مقاطعة كوينز، منطقة تشتهر بالأسر المتوسطة وبثقل الجاليات المهاجرة ومطابخ العالم المختلفة.

وأضاف في بيانه مخاطبًا الحي: «إلى أستوريا: شكرًا لأنكم أظهرتم لنا أجمل ما في مدينة نيويورك. قد لا أعيش هناك بعد الآن، لكن أستوريا ستبقى دائمًا داخل قلبي وفي العمل الذي أقوم به».

خلال الحملة ربط ممداني قضيته الأساسية — تجميد الإيجارات — بوضعه السكني نفسه، غير أن معارِضيه، وابرزهم الحاكم السابق أندرو كومو، انتقدوه لاستمراره في شغل الشقة رغم انتمائه إلى عائلة مشهورة؛ والدته المخرجة ميرا ناير ووالده المحاضر الجامعي محمود ممداني أستاذ في جامعة كولومبيا.

وليس كل عمدة اختار الإقامة في غرايسي؛ فمثلاً مايكل بلومبرغ، الملياردير ومؤسس محطات المعلومات المالية التي تحمل اسمه، فضّل خلال ولاياته الثلاث (التي انتهت في 2012) العيش في منزله الخاص في حي أبّر إيست سايد في مانهاتن، معتبرًا أن القصر يجب أن يكون مساحة للفعاليات العامة، ودفع لإجراء ترميمات واسعة للمبنى المتقادم.

يقرأ  تتواصل عمليات الإنقاذ بعد انهيار برج من العصور الوسطى في روما

عندما ينتقل ممداني إلى قصر غرايسي مع مطلع ولايته عند أداء اليمين في الأول من يناير، سيجد محيطًا مختلفًا جذريًا عن البساطة التي كان يعيشها في أستوريا.

بطلاء أصفر زبدي، ونوافذ مزوّقة بستائر خضراء، وأسوار بيضاء، يبدو قصر غرايسي كقطع حلوى تتطلّع إلى نهر الشرق. وفي الداخل، تُزيَّن الطبقة السفلية من هذا المنزل ذي الطراز الفدرالي بروح الحقبة التاريخية التي أنشئ فيها.

يتضمن المجمع، الذي يُقال إنه يضم خمس غرف نوم، تدابير أمنية مشددة لحماية العمدة وعائلته.

وبعيدًا عن السياسة، روى بعض القاطنين قصصًا عن «مقيمين» خارقين للطبيعة في القصر؛ فقد أخبرت شيرلين ماكراي، زوجة العمدة السابق بيل دي بلاسيو، الصحفيين بأن الأبواب أحيانًا تفتح وتغلق من تلقاء نفسها وأن الألواح الخشبية للأرضية تصدر صريرًا مخيفًا.

أما العمدة المنتهية ولايته إريك آدامز فكان أكثر صراحة، إذ صرّح في 2022: «لا أبالي بما يقوله الناس، هناك أشباح هناك، يا رجل».

شقة ممداني الحالية مؤمّنة بنظام استقرار الإيجار الذي تحدد المدينة بمقتضاه سقوفًا للزيادات السنوية في الإيجار. ويعتبر سكان نيويورك مثل هذه الشقق شريان حياة ثمينًا في مواجهة ارتفاع تكاليف السكن التي فاقت قدرة كثيرين على التحمل.

أظهرت السجلات أن ممداني كان يدفع نحو 2300 دولا شهريًا لشقته. وطبقًا لمنصة العقارات زيلو، فإن متوسط إيجار شقة من غرفة نوم واحدة في مدينة نيويورك نحو 3500 دولار شهريًا.

أضف تعليق