نُشر في 31 أغسطس 2025
أعلن القصر الرئاسي الأوكراني عن نية كييف توجيه ضربات عميقة داخل الأراضي الروسية، وذلك بعد ساعات من هجمات بطائرات مسيرة روسية ليلية استهدفت منشآت طاقة وأدت إلى قطع الكهرباء عن نحو 60 ألف مواطن أوكراينا. صرّح بذلك الرئيس فولوديمير زيلينسكي عقب اجتماعه مع القائد العام أولكسندر سيرسكي، مؤكداً على شبكة «X» خطط الضربات الجديدة.
شهدت الأسابيع الأخيرة تصعيداً في الغارات الجوية من الطرفين؛ موسكو كثّفت استهداف شبكات الطاقة والمواصلات ونفّذت ضربات مميتة ضد مناطق مدنية في كييف وزابوريجيا، في حين ردّت أوكرانيا باستهداف مصافي النفط وخطوط الأنابيب الروسية.
أما على صعيد الضربات الأخيرة فذكرت شركة الطاقة الخاصة DTEK أن طائرات روسية مسيرة قصفت أربع منشآت طاقة في منطقة أوديسا ليلاً، ما خلّف انقطاعاً في التيار الكهربائي لنحو 29 ألف شخص وفقاً للسلطات المحلية. وقد كانت مدينة تشورنو مورسك القريبة من أوديسا الأكثر تضرراً، حيث أصيب شخص واحد، وكتب المحافظ أوليه كيبر على تليغرام أن «البنى التحتية الحيوية تعمل على مولدات».
أوضحَت DTEK أن أعمال الإصلاح الطارئة ستبدأ بعد الإشارة الخضراء من الجيش الأوكراني، الذي أفاد أن روسيا شنت هجمات باستخدام 142 طائرة مسيرة في المجموع، وقالت كييف إنها أسقطت معظمها (ما عدا عشرة). من جهتها، زعمت القوات الروسية أنها أسقطت 112 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
في موسكو، حمّل المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أوروبا مسؤولية بقاء الحرب واستعصائها على الحلّ، مؤكداً أن «الطرف الأوروبي المقاتل ما زال متمسكاً بمساره ولا يستسلم»، في إشارة إلى إمدادات الأسلحة من التكتل الأوروبي إلى أوكرانيا. جاءت تصريحاته بعد أيام على غارة جوية روسية أودت بحياة ما لا يقل عن 23 شخصاً وألحقت أضراراً بمكاتب دبلوماسية للاتحاد الأوروبي في وسط كييف.
في وقتٍ لاحق، وفي غضون ساعات من ultimatum للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ليتفاوض على لقاء بين بوتين وزيلينسكي، قال المستشار الألماني فريدريش ميرز إنه يستعد نفسياً لحرب طويلة الأمد، مشدّداً في مقابلة مع القناة العامة ZDF على أن الجهود الدبلوماسية لا يجب أن تُنالَ «بسعر استسلام أوكرانيا».
وفي إطار جولة لقيادة بروكسل، زارت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بولندا كجزء من جولة لبلدان الاتحاد الحدودية مع روسيا وبيلاروس، والتقت رئيس وزراء بولندا دونالد توسك. ووصفت فون دير لاين بوتين بأنه «مفترس» لا يمكن ضبطه إلا عبر رادع قوي، وأعلنت أن دول الاتحاد المجاورة لروسيا وبيلاروس ستحصل على تمويل إضافي من التكتل لأن «دفاع الحدود مسؤولية مشتركة».
في سياق مواز، يبرز التباين بين تحذيرات الاتحاد الأوروبي من الخطر الأمني الذي يمثله تمدد روسيا ومحاولات الكرملين تضخيم إنجازاته العسكرية لإيهام الجمهور بأن النصر في متناول اليد. وقال معهد دراسة الحرب (ISW) إن تصريحات قائد الجيش الروسي الجنرال فاليري غيراسيموف التي تحدثت عن مكاسب روسية كانت مبالغاً فيها، وأن تقييمات القيادة الروسية لا تعكس بالضرورة واقع الميدان.