التبادلات كانت التقدّم الوحيد الملحوظ في محادثات البلدين بينما الحرب تدخل عامها الرابع.
يعمل الرئيس فولوديمير زيلينسكي على استئناف تبادلات الاسرى مع روسيا التي قد تُعيد نحو ١٢٠٠ أوكراني إلى ديارهم، وجاء ذلك بعد يوم من إعلان أمين مجلس الأمن القومي الوطني عن إحراز تقدم في المفاوضات.
كتب زيلينسكي على منصة إكس يوم الأحد: «نحن… نعوّل على استئناف تبادل أسرى الحرب. تجرى حالياً لقاءات ومفاوضات واتصالات عديدة لضمان ذلك.»
قال روستم عميروف، أمين مجلس الأمن والدفاع الوطني الأوكراني، يوم السبت إنه أجري مشاورات بوساطة تركيا والإمارات لإعادة تفعيل آليات تبادل الاسرى بين الطرفين، وهي آليات تمت بنجاح مرات عدة سابقاً.
وأضاف أن الأطراف اتفقت على تفعيل الاتفاقات المبرمة في اسطنبول للإفراج عن نحو ١٢٠٠ أوكراني. تُشير هذه الاتفاقات إلى بروتوكولات التبادل التي توسطت فيها تركيا عام ٢٠٢٢ وحددت قواعد لعمليات تبادل واسعة ومنسقة؛ ومنذ ذلك الحين جرت بين روسيا وأوكرانيا عمليات تبادل لآلاف الأسرى، وإن كانت متقطعة.
ومع ذلك، ظلّت هذه التبادلات هي الإنجاز الوحيد الملحوظ في جولات التفاوض بينما تستمر الحرب وتقترب شتاءً قاسياً، مع استهداف مواقع نفط وطاقة من جانب الطرفين.
السلطات في موسكو لم تُدُلِ بتعليق فوري حول الموضوع.
أعرب عميروف عن أن مشاورات فنية ستُعقد قريباً لاستكمال التفاصيل الإجرائية والتنظيمية، معبّراً عن أمله أن يتمكن العائدون من «الاحتفال برأس السنة وأعياد الميلاد في وطنهم — على مائدة العائلة وبجانب ذويهم».
وفي شأن آخر، قال الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب لوكالة أسوشيتد برس إن وقف إطلاق نار في أوكرانيا يبدو غير مرجح قبل الربيع، وأن الحلفاء الأوروبيين مطالبون بالحفاظ على الدعم رغم فضيحة فساد اهتزت حول كييف.
وقال إن أوروبا ستحتاج إلى «سيسو» — كلمة فنلندية تعني المثابرة والصمود والجلد — لتجاوز الشتاء، في ظل استمرار روسيا بهجماتها الهجينة وحرب المعلومات عبر القارة.
«لست متفائلاً كثيراً بتحقيق وقف لإطلاق النار أو بدء مفاوضات سلام هذا العام على الأقل»، قال ستوب، وأضاف أنه سيكون من الجيد «إطلاق مبادرة ما» بحلول مارس.
في تطورات ميدانية أخرى، تضررت بنية تحتية للطاقة من ضربات بطائرات مسيرة روسية ليلة الأحد في إقليم أوديسا وفق ما أفادت خدمة الطوارئ الحكومية؛ ومن بين المواقع المتضررة محطة للطاقة الشمسية.
تحاول أوكرانيا يائسة التصدي لهجمات جوية روسية متواصلة تسببت في انقطاعات كهربائية متقطعة مع اقتراب الشتاء. وقد تزامنت الضربات الصاروخية والمسيَّرة على شبكة الكهرباء مع جهود أوكرانيا لإيقاف دفعة روسية ميدانية تهدف إلى استعادة السيطرة على معقل بوكروفسك في منطقة دونيتسك.
قالت القوات الجوية الأوكرانية يوم الأحد إن روسيا أطلقت ١٧٦ طائرة مسيرة وأطلقت صاروخاً واحداً خلال الليل، مضيفة أن القوات الأوكرانية أسقطت أو حيّدت ١٣٩ طائرة مسيرة.
أفاد الأركان العامة الأوكرانية بأن القوات الأوكرانية استهدفت مصفاة نفط كبرى في إقليم سامارا الروسي ومستودعاً يخزن طائرات مسيرة لوحدة روبّيكون المتخصصة في دونيتسك التي تحتل أجزاء منها روسيا جزئياً؛ ولم تؤكد المسؤوليات الروسية هذه الهجمات فوراً.
تهدف شهور من ضربات الطائرات المسيرة الأوكرانية بعيدة المدى على مصافي النفط الروسية إلى حرمان موسكو من عائدات تصدير النفط اللازمة لمواصلة الحرب.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية يوم الأحد إن قواتها أسقطت ٥٧ طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل، وإن قواتها استولت كذلك على قريتي مالا توكماشكا وريفنوبليا في منطقة زابوروجيه الشرقية.