زيلينسكي: الولايات المتحدة تسعى لإقامة «منطقة اقتصادية حرة» في شرق أوكرانيا

زيلينسكي: واشنطن تضغط لسحب القوات من دونيتسك وتحويلها إلى «منطقة اقتصادية حرة»

دفع الرئيس فولوديمير زيلينسكي بأن الولايات المتحدة تضغط على اكرانيا لسحب قواتها من إقليم دونيتسك بهدف إقامـة «منطقة اقتصادية حرة» في الأجزاء التي تسيطر عليها كييف من شرق البلاد، وهي المناطق التي تسعى موسكو للسيطرة عليها.

أكد زيلينسكي الخميس أن بلاده قدَّمت للجانب الأميركي مجموعة مكوّنة من عشرين نقطة كبدائل للتسوية في سياق المحادثات حول الضمانات الأمنية مع كبار المسؤولين الأميركيين، مشدداً على أن أي تنازل إقليمي يجب أن يُعرض على استفتاء شعبي داخل اكرانيا.

«هم يرون الأمر كسحب وحدات أوكرانية من إقليم دونيتسك، والتسوية المفترضة تقضي بعدم دخول القوات الروسية هذا الجزء من الإقليم. لكنهم لا يعرفون من سيحكم تلك الأراضي»، قال رئيس الجمهورية. وأضاف أن الروس يصفون المنطقة المقترحة بـ«منطقة منزوعة السلاح»، بينما تُسمِّيها البعثة الأميركية «منطقة اقتصادية حرة».

«أعتقد أن شعب اكرانيا هو من سيجيب عن هذا السؤال. سواء عبر انتخابات أو استفتاء، يجب أن يكون هناك موقف واضح من الشعب،» شدد زيلينسكي.

يتعرض زيلينسكي لضغوط أميركية متزايدة لتأمين اتفاق مع روسيا، مع تقارير تفيد بأن الرئيس الأميركي يسعى إلى اتفاق قبل عيد الميلاد. يخضع الإطار العام للسلام، الذي يتضمّن قائمة العشرين وثائق منفصلة عن الضمانات الأمنية وإعادة الإعمار، لتعديلات مستمرة، ولم تُنشر كل تفاصيله بعد، خصوصاً بعد مراجعة مسودة أميركية اعتُبرت ميالة لصالح موسكو.

أوضح زيلينسكي أن نقاط الخلاف الأساسية تبقى السيطرة على إقليم دونيتسك في دونباس، ومستقبل إدارة محطة زابوريجيا النووية التي تسيطر عليها حالياً القوات الروسية. كما رفض فكرة الانسحاب الأحادي الجانب للقوات الأوكرانية من دونيتسك، قائلاً: «لماذا لا ينسحب الطرف الآخر نفس المسافة في الاتجاه المقابل؟» ومشيراً إلى أن «هناك الكثير من الأسئلة» التي لم تُحل بعد.

يقرأ  ترامب يقوّض وكالة حماية المستهلك الأمريكية لإشباع جشع وول ستريتالأعمال والاقتصاد

بعد محادثات عقدها الخميس مع وزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الدفاع بيت هيغسث والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، وصف زيلينسكي الضمانات الأمنية بأنها «من أبرز العناصر الحاسمة لكل الخطوات اللاحقة». وأكد أن وثيقة الضمانات الأمنية يجب أن تُقدم «إجابات ملموسة» حول الإجراءات التي ستُتخذ حال قررت روسيا استئناف عدوانها.

«الصراع على عتبة بيوتنا»

وحذر، في سياق متصل، رئيس وزراء هولندا مارك روتيه في خطاب ألقاه ببرلين، من أن روسيا قد تكون مستعدة لاستخدام القوة العسكرية ضد الحلف خلال خمس سنوات، داعياً الأعضاء إلى «زيادة الإنفاق والإنتاج الدفاعي بسرعة». قال روتيه: «الصراع على عتبة بيوتنا. نحن الهدف التالي لروسيا. أخشى أن الكثيرين يشعرون بالرضا الصامت ولا يشعرون بالإلحاح. حان وقت العمل الآن».

على صعيد آخر، ناقشت حلفاء أوكرانيا في ما يُسمى «تحالف المستعدين» تقدّماً في جهود تعبئة الأصول السيادية الروسية المجمدة خلال اجتماع افتراضي، حسبما أفاد مكتب رئيس الوزراء البريطاني. المفوضية الأوروبية تدفع لاستخدام نحو 200 مليار يورو من أصول مصرف روسيا المركزي المجمدة داخل الاتحاد لتأمين تمويل عاجل لتمويل كييف، لكن تجميد هذه الأصول يتطلب حالياً تجديداً بالإجماع مرتين سنوياً، ما يترك الباب مفتوحاً لفيتو من المجر القريبة سياسياً من موسكو.

اتفقت أغلبية سفراء دول الاتحاد الـ27 الخميس على صيغة تسمح بالإبقاء على تجميد هذه الأموال طالما دعت الحاجة دون الحاجة لتجديد كل ستة أشهر، على أن تحظى الفكرة بموافقة وزراء المالية. لكن بلجيكا، مكان مقر «يوروكلير» التي تحتفظ بمعظم الأصول، أعربت عن مخاوف من تداعيات قانونية ومالية من موسكو، ما يعني أن الأمر غير محسوم بعد.

إقليمياً ودولياً، يسعى الرئيس ترامب وفق تقارير إلى تهميش الدول الأوروبية في عملية السلام مفضّلاً سياسة تفاوض مباشرـة مع موسكو وكييف عبر دبلوماسية تنقّل يقودها المبعوث الخاص ويتكوف و، مؤخراً، صهره جاريد كوشنر. وقال المستشارون إن وفداً أميركياً قد يُرسل إلى مباحثات في أوروبا هذا الأسبوع إذا وُجدت فرصة حقيقية لتوقيع اتفاق.

يقرأ  أعضاء حزب العمال البريطاني يصوتون في المؤتمرللاعتراف بإبادة جماعية في غزة

في برلين، قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس، الذي التقى روتيه، إن مزيداً من المباحثات مع الأميركيين مرتقبة في عطلة نهاية الأسبوع، وأن اجتماعاً دولياً حول أوكرانيا قد يُعقد مطلع الأسبوع المقبل. ونقلت مراسلة الجزيرة من كييف أن ميرتس وروتيه «اتفقا على أن أوكرانيا باتت أقرب من أي وقت مضى إلى وقف لإطلاق النار»، وأن أي تنازلات إقليمية ينبغي أن تُوافق عليها كييف، وأن زعماء أوروبيين يجب أن يكون لهم دور في أي مفاوضات سلام لاحقة.

في البيت الأبيض، قالت المتحدثة كارولين ليفيت إن الرئيس «محبط للغاية من الطرفين» و«سئم الاجتماعات من دون نتائج»، وإنه سيُرسل ممثلاً إلى أوروبا إذا كانت هناك فرصة حقيقية لإبرام اتفاق.

موسكو: المبادرة الاستراتيجية بأيدينا

من جانبه، حرص الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يسعى لعرض تفاوضه من موقع قوة، على القول الخميس في اتصال مع قيادات عسكرية إن القوات الروسية «تتحكم بالكامل بالمبادرة الاستراتيجية» على ساحة المعركة. في 2022 أعلنت روسيا ضم دونيتسك وخيرسون ولوغانسك وزابوريجيا رغم عدم سيطرتها الكاملة عليها، وقال بوتين إن موسكو مستعدة للاستمرار في القتال للاستيلاء على الأراضي التي تعتبرها روسية إذا لم تتخلى عنها كييف.

في المعارك الميدانية أفاد نائب القائد العام سيرغي ميدفيديف بأن القوات الروسية سيطرت على مدينة سيفرسك في دونيتسك، فيما نفى جهاز العمليات «قوة المهام الشرقية» الأوكراني هذا الادعاء، مؤكداً أن روسيا «تحاول التسلل إلى سيفرسك بمجموعات صغيرة مستغلة سوء الأحوال الجوية، لكن معظم هذه الوحدات تُدمَّر على المداخل». وأضاف أن القوات الأوكرانية ما زالت تمسك بالمناطق الشمالية من بُكروفْسْك، محور لوجستي سابق في دونيتسك.

في التطورات العملياتية الأخرى، أفادت تقارير بأن طائرات درون طويلة المدى أوكرانية ضربت منصّة نفط روسية تابعة لشركة لوك أويل في بحر قزوين، ما أدى إلى توقف الضخ من أكثر من عشرين بئراً بعد تلقي المنصة أربع ضربات، بحسب مصدر أمني أوكراني لم يُكشف عن هويته. ولم يصدر تعليق فوري من الجانب الروسي أو الشركة.

يقرأ  المحكمة العليا الأمريكية توافق على استخدام تكساس خريطة دوائر مُعاد رسمها في انتخابات التجديد النصفي لعام ٢٠٢٦ أخبار دونالد ترامب

كما شنت أوكرانيا واحدة من أكبر هجماتها بالطائرات المسيرة خلال الحرب ليل الأربعاء – الخميس، ما أدى إلى تعليق الرحلات من وإلى أربعة مطارات في موسكو لمدة سبع ساعات.

ختم زيلينسكي مداخلته أمام تحالف المستعدين بالتأكيد على أن وقف إطلاق النار شرط لإجراء الانتخابات في اكرانيا؛ وهو موقف بات يلقى ضغطاً متزايداً من جانب واشنطن التي تطالب بإجراء اقتراع بعدما انتهت مدة ولايته رسمياً العام الماضي.

أضف تعليق