زيلينسكي: جولة مفاوضات حول الضمانات الأمنية وسط احتدام القتال في حرب أوكرانيا

يجتمع قادة دول البلطيق والدول الإسكندنافية في كوبنهاغن مع الرئيس الأوكراني زيلنسكي، الذي يقوم بجولة دبلوماسية تهدف إلى ترسيخ ضمانات أمنية لكييف حال التوصل إلى اتفاق سلام ينهي حرب روسيا على أوكرانيا.

وقالت رئاسة وزراء الدنمارك إن الرؤساء ورؤساء الحكومات سيناقشون كيفية تأمين دعم إضافي لأوكرانيا «على الجبهة وفي غرفة المفاوضات». يجمع الاجتماع قادة ثمانية دول من المنطقة المعروفة بـ«الثماني الإسكندنافية-البلطيقية» (الدانمارك، إستونيا، فنلندا، آيسلندا، لاتفيا، ليتوانيا، النرويج والسويد) مع زيلنسكي لمناقشة مستقبل أوكرانيا.

أشار الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب إلى إحراز تقدم بشأن الضمانات الأمنية لأوكرانيا، لكنه شدد على أن تطبيق مثل هذه التدابير مشروط باتفاق سلام. وقال إن التنسيق مع الولايات المتحدة ضروري لأنها ستوفر «دعما احتياطيا» لهذه الترتيبات، وأن رؤساء الأركان يعملون على رسم خطط عملية لما يمكن أن تبدو عليه هذه العمليات. وأضاف أنه رغم التقدم في المسار التفاوضي، فإنه لا يتوقع هدنة أو اتفاق سلام وشيكاً.

«التحالف الطوعي»
توقع الأمين العام لحلف الناتو مارك روتّه وضوحاً عند قمة حلفاء أوكرانيا يوم الخميس «أو بعده بفترة قصيرة» بشأن ما يمكن أن تقدمه أوروبا كضمانات أمنية لكنه أشار إلى ضرورة إشراك الجانب الأمريكي في صياغة تفاصيل المشاركة. سيترأّس رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اجتماعاً افتراضياً إلى حدّ كبير لقادة ما يُطلق عليه «التحالف الطوعي» — مجموعة دول غربية تعمل على ضمانات طويلة الأمد لأوكرانيا بالتعاون مع الناتو — فيما سيلتقي زيلنسكي بماكرون في باريس قبيل القمة.

تهدف الضمانات الغربية إلى ردع روسيا عن شن عدوان لاحق بعد وقف الأعمال القتالية، ومن المتوقع أن تركز على استمرار الدعم العسكري لكييف إلى جانب قوة دولية تطمئن الطرف الأوكراني. ورغم ذلك جدد القادة الأوروبيون تأكيدهم أن أي قوة أوروبية من هذا النوع ستكون ممكنة فقط بمشاركة أمريكية. تعهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الشهر الماضي بمشاركة أمريكية، لكن واشنطن لم توضح بعد شكل مساهمتها. وحاول روتّه طمأنة أعضاء الناتو الشرقيين بأن موارد ضمانات أوكرانيا لن تأتي على حساب دفاعات الحلف.

يقرأ  شي جينبينغ:العالم أمام خيار — حرب أم سلام — أثناء استضافته استعراضًا عسكريًا كبيرًا

موسكو ترفض فكرة قوات حفظ سلام أوروبية على أرض أوكرانيا، وتصرّ على أن أي تسوية مستقبلية يجب أن تعكس ما تسميه «الوقائع الإقليمية الجديدة». قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لصحيفة إندونيسية إن المناطق التي ضمتها روسيا — القرم ودونيتسك ولوهانسك وزابوريجيا وخيرسون — يجب أن تُعترف بها وتُرسَّخ قانونياً دولياً لضمان سلام دائم. تناولت تقارير أيضاً اقتراحات بأن تسوية نهائية قد تتضمن تنازلات أرضية من أوكرانيا، وهو ما يراه كثيرون مطلباً جوهرياً من جانب فلاديمير بوتن. زيلنسكي رفض مراراً مثل هذه التنازلات، محذراً من أن فقدان أي أرض سيشجع روسيا على تجدد الهجمات، كما أن الدستور الأوكراني يمنع التنازل عن الأراضي.

روسيا تكسب مزيداً من الأرض في خرسون
مع استمرار المناورات الدبلوماسية، تصاعد القتال في شرق أوكرانيا؛ إذ ادعت القوات الروسية أنها أغلقت الحصار حول مدينة كوبيانسك الاستراتيجية في إقليم خاركيف وسيطرت على «نحو نصفها»، كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية استيلاء قواتها على مستوطنة فيدوْريفكا في دونيتسك. وشنّت روسيا حملة جوية ليلية واسعة ضربت أهدافاً في تسع مناطق، ما أسفر عن إصابة عمال سكك حديدة وإحداث أضرار مادية، ودفعت بولندا إلى تحريك طائرات دفاعية بعدما دوّت انفجارات قرب حدودها.

أفادت خدمات الطوارئ الأوكرانية بجرح خمسة أشخاص وتدمّر 28 منزلاً في هجوم على مجتمع زناميانكا بإقليم كيروفوهراد، كما تسببت الضربات في تعطلات كبيرة بخدمات النقل في خملنيتسكي بعد إصابة مبانٍ سكنية واندلاع حرائق. وأعلنت السلطات المحلية سقوط قتلى بمدن في زابوريجيا وخرسون ومنطقة كييف ودونيتسك، فيما ذكرت منصة Kyiv Independent أن موجة الضربات الأخيرة قتلت خمسة مدنيين على الأقل في أنحاء البلاد.

من جهة أخرى، قالت روسيا إنها أسقطت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 158 طائرة مسيرة أوكرانية، وإن هجمات عبر حدودها أودت بحياة 12 شخصاً وأدت إلى مئات الجرحى خلال الأسبوع الماضي، فيما أفاد حاكم بيلغورود بأن ضربة بطائرة مسيرة أوكرانية جرحّت ثلاثة أشخاص في قرية بروتيلارسكي.

يقرأ  سبيس إكس تلغي إطلاق «ستارشيب» في انتكاسة جديدة لإيلون ماسك

التقارب الروسي مع بيونغ يانغ وبكين
جاءت هذه التحركات الدبلوماسية والعسكرية بينما يسعى بوتن إلى تعميق العلاقات مع كوريا الشمالية والصين؛ إذ أجرى لقاءً مع كيم جونغ أون في بكين حضره الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال عرض عسكري احتفالي، ما أبرز التقارب المتنامي بين موسكو وبيونغ يانغ. وردّ ترامب باتهام القادة الثلاثة بالتآمر ضد الولايات المتحدة، وهو ما رفضته الكرملين. عذراً، لم يُقدَّم أي نصّ لترجمته. أرجو إرسال النصّ الذي ترغب في إعادة صياغته وترجمتهه.

أضف تعليق