قال فولوديمير زيلينسكي إن أوكرانيا اعترضت 150 طائرة مُسَيَّرة روسيه في ليلة واحدة باستخدام طائرات اعتراض مخصّصة.
ويعادل ذلك نحو خُمس القوة التي أطلقتها روسيا في أكبر هجوم حتى الآن، إذ أطلقت موسكو ما مجموعه 810 طائرات مسيرة في موجة واحدة، منها أكثر من 400 ذخيرة جوالة من طراز «شاهد».
وتُعدّ هذه الحصيلة مؤشراً آخر على السعي الحثيث لتحويل مفهوم كان جديداً إلى ركيزة فعلية في منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية.
في خطابه الدوري بيّن زيلينسكي أن طائرات الاعتراض الأوكرانية استهدفت 150 من الطائرات الهجومية والطائرات الخداعية طويلة المدى في ليلة واحدة، مشدداً على أهمية مضاعفة القدرات.
تشير الأرقام إلى أن نحو خُمس موجة الطائرات أسقطت في تلك الليلة بواسطة طائرات الاعتراض — تقنية دفاع جوي منخفضة التكلفة تسعى أوكرانيا إلى إنتاجها على نطاق واسع وبسرعة.
«بالطبع ليس كل شيء يُسقط بعد، وما زلنا بحاجة إلى تعزيز دفاعنا الجوي أكثر»، قال زيلينسكي في خطابه.
طائرات الاعتراض صُممت أصلاً لاعتراض وتدمير طائرات الاستطلاع؛ هي منظومات جوية غير مأهولة عالية السرعة يجب أن تطير بسرعة كافية لمطاردة الهدف في الجو والاصطدام به.
كثير من هذه الطائرات تعمل بنظام منظور الشخص الأول (FPV)، حيث ينقل جهاز الكاميرا صوراً حية إلى مُشغّل يقود الطائرة نحو الاشتباك والاصطدام بالهدف. ومع تزايد استخدام روسيا لذخائر «شاهد»، تحوّل أوكرانيا تركيز تطوير منظومات الاعتراض لمواجهة هذا النوع من القذائف الجوالة.
وكما هو الحال مع كثير من تقنيات الطائرات المسيرة المحلية، فإن الجهد إنتاجي لامركزي يدفعه مصنعون محليون متعدّدون، كلٌّ ينتج نموذجَه الذي يُباع أو يُهدى إلى قوات الدفاع الجوي بتنسيق مع الحكومة.
«هذا أولوية قصوى»، قال زيلينسكي. «يحافظ الروس على أعداد الشاهد في الضربات الجماعية عند مستوى 300 إلى 400 طائرة لكل ضربة، ويجب أن تصل طائرات اعتراضنا إلى مستوى موازٍ. هذا أمر واقعي».
يعتمد بقية منظومة الدفاع الجوي على التشويش، صواريخ جو-جو، صواريخ أرض-جو، ومجموعات نيران متنقلة — أطقم مركبات مزوّدة برشاشات مثبتة. غير أن هذه الوسائل غالباً ما تُغرقها الأعداد الهائلة للطائرات التي تُطلقها روسيا في موجة واحدة، إذ باتت موسكو تجمع طائرات هجومية وصواريخ بالستية لإطلاقها بأعداد كبيرة ومتزامنة.
طائرة «شاهد-136»، المصممة أصلاً في إيران، كانت عنصراً ثابتاً في تلك الهجمات الليلية. وتُقدَّر سرعتها القصوى بنحو 115 ميلاً في الساعة (حوالي 185 كم/س)، ما يستلزم أن تكون طائرات الاعتراض عادة أسرع لإدراكها والالتحاق بها.
كما تستخدم الكرملين نموذجاً مشابهاً يُعرف باسم «جيربيرا» لتقليد «شاهد» في محاولة لإغراق دفاعات أوكرانيا. تأمل كييف أن تصبح طائرات الاعتراض وسيلة رخيصة وموثوقة لصدّ الهجوم: يُقدَّر سعر «شاهد» بنحو 35,000 دولار للوحدة، بينما تتراوح كلفة كثير من طائرات الاعتراض عادة بين 2,000 و6,000 دولار لكل طائرة.
قال زيلينسكي يوم الأحد إن حكومتة تعمل على تأمين التمويل والاتفاقيات اللازمة لشراء وإنتاج طائرات الاعتراض.
«تطوير هذه التكنولوجيا ونشرها وتدريب الأطقم عليها — كل ذلك ينقذ أرواحاً»، أضاف.
وذكرت السلطات الأوكرانية أن هجوم الأحد الذي أشار إليه زيلينسكي كان الأكبر حتى الآن: فقد نجحت حوالي 56 طائرة في اختراق الدفاعات، وأصاب واحد على الأقل مقر البرلمان في كييف، بحسب المسؤولين.
ولقي أربعة أشخاص على الأقل مصرعهم في الهجوم، من بينهم رضيـع.