زيلينسكي يتوجه إلى داونينغ ستريت لمباحثات رفيعة المستوى بشأن أوكرانيا

رويترز — سيجتمع الرئيس فولوديمير زيلينسكي مع قادة أوروبيين بارزين في لندن يوم الاثنين، في وقت يحاول فيه حلفاء أوكرانيا تنسيق موقفهم رداً على ضغوط أميركية مستمرة لحث كييف على قبول تنازلات ضمن محادثات السلام.

ينضم إلى زيلينسكي ورئيس الوزراء السير كير ستارمر رؤساء فرنسا وألمانيا، سعياً لضمان أن أي اتفاق مستقبلي يردع هجوماً روسياً جديداً. ويعقد الاجتماع رفيع المستوى بعد ثلاثة أيام من المحادثات في فلوريدا، حيث ضغط كبير مفاوضي زيلينسكي من أجل تعديل خطة البيت الأبيض التي اعتبرها كثيرون تماشيًا مع مطالب الكرملين المركزية.

قالت الولايات المتحدة وأوكرانيا إن ثمة تقدماً، لكن الرئيس دونالد ترامب بدا انتقاديًا لزيلينسكي يوم الأحد، قائلاً إنه «لم يطلع بعد» على مسوَّدة الاتفاق. وأضاف ترامب للصحفيين أنه «من المحبط بعض الشيء أن الرئيس زيلينسكي لم يقرأ المقترح حتى الآن، الذي كان متاحاً قبل ساعات قليلة». وتابع: «ناسُه يحبونها… [روسيا] ربما تفضّل استعادة البلاد كلها لو أمكن، لكن، أعتقد أن روسيا راضية عنه — لكني لست متأكداً أن زيلينسكي راضٍ عنه».

كان يتحدث على ما يبدو عن آخر مسودة مقترحة اتُخذت خطوات لتعديلها في ميامي عقب محادثات قادها المفوض التفاوضي الجديد لزلينسكي روستين أوميروف، وبحضور مساعدَي ترامب المقربين المبعوث الخاص ستيف ويتكوف وصهره جاريد كوشنر. وفي الوقت ذاته تقريباً، قال زيلينسكي إنه من المقرر أن يطلعه أوميروف على تفاصيل المفاوضات إما في لندن أو في بروكسل، مضيفاً أن «بعض القضايا لا تُناقش إلا حضورياً» بدلاً من الهاتف. ووصف زيلينسكي محادثاته مع ويتكوف وكوشنر بأنها «بَنّاءة، وإن لم تكن سهلة».

ستنضم إلى محادثات يوم الاثنين في لندن شخصية ستارمر وكذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، وهم يمثلون الدول الثلاث في حلف الناتو ذات أكبر موازنات عسكرية بعد الولايات المتحدة. وصرحت داونينغ ستريت بأن الاجتماع سيركز على «مفاوضات السلام الجارية وخطوات المتابعة»، في حين قال الوزير البريطاني بات مكفادن إنه سيبحث سبل ضمان قدرة أوكرانيا على «تقرير مستقبلها بنفسها».

يقرأ  المحكمة العليا الأمريكية توقف أمراً قضائياً بشأن تحيّز عرقي محتمل في الخريطة الانتخابية الجديدة لتكساس

أشار إلى الحاجة إلى ضمانات أمنية ذات معنى في حال التوصل إلى اتفاق سلام، لا إلى «منظمة بلا أنياب». وقد قادت بريطانيا وفرنسا محادثات لتشكيل ما يُسمى «تحالف الراغبين» — أو «القوة متعددة الجنسيات لأوكرانيا» — لتقديم دعم دفاعي مستقبلي، بما في ذلك قوة طمأنة قد تُنشر داخل البلاد. ولا يزال من غير الواضح ما المهام التي ستؤديها هذه القوة، رغم أن مصادر دبلوماسية أشارت سابقاً إلى أنها لن تُستخدم لحفظ خط وقف إطلاق النار، وأنها ستختلف عن قوة حفظ السلام من حيث عدم حياديتها.

أظهرت ألمانيا ودول أوروبية أخرى، منها إيطاليا وبولندا، استعداداً لتقديم أشكال من الدعم الدفاعي، لكنها أعربت عن تشككها في احتمال نشر قوات برية على الأرض داخل أوكرانيا — خطوة اعتبرها الكرملين تصعيداً محتملاً. وتضغط الولايات المتحدة على كييف وموسكو للتوصل بسرعة إلى خطة متعددة النقاط لإنهاء الحرب، لكن أدلة الانفراجة لا تزال قليلة، حتى بعد أن أجرى ويتكوف محادثاتٍ وجهاً لوجه لمدة خمس ساعات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو الأسبوع الماضي.

وتبقى المفاوضات شائكة بشكل خاص بشأن موضوع التنازلات الإقليمية. تقترح الولايات المتحدة أن تنسحب القوات الأوكرانية بالكامل من المناطق الشرقية التي حاولت روسيا ضمَّها بالقوة ولم تتمكن من السيطرة الكاملة عليها، مقابل انسحابات روسية في مناطق أخرى ووقف القتال. وخصَّ المبعوث الأمريكي المنتهية ولايته لأوكرانيا كيث كيلوغ بالذكر المحادثات المتعلقة بمحطة زابورِجيا النووية بوصفها من أكثر القضايا تعقيداً. شهدت المنطقة في أوقات متقطعة قتالاً عنيفاً؛ والمحطة، الأكبر في أوروبا، تخضع حالياً لسيطرة روسية. وكانت مسودة مبكرة مسرّبة للخطة المدعومة من الولايات المتحدة قد اقترحت قسمة الطاقة المنتَجة مستقبلاً بين أوكرانيا وروسيا.

قال كيلوغ في فعالية بكاليفورنيا إن الاتفاق قريب لكن المحادثات بشأن تلك الملفات لا تزال مستمرة، مضيفاً: «إذا تمكنا من حل هاتين القضيتين أعتقد أن بقية الأمور سَتسير على نحوٍ جيد إلى حد كبير».

يقرأ  كاجا كالس: واشنطن «أكبر حليف» رغم تراجع الالتزام الأمني الأمريكي

تُعد محادثات لندن أحدث محاولة لحلفاء أوكرانيا الأوروبيين لبلورة دور لهم ضمن الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لوقف الحرب، كونهم يخشون أن تُضعف تسوية سريعة مصالح القارة الطويلة الأمد. وقد رفض القادة الأوروبيون نسخاً أولية من الخطة الأمريكية التي عدلت بعد انتقادات بأنها مُيِّزت روسيا لصالحها. وعلى الرغم من الضغوط الاقتصادية الهائلة والخسائر الميدانية، لم تُبدِ موسكو استعداداً واضحاً للتنازل عن مطالبها الأساسية، بما في ذلك استبعاد أي مسار مستقبلي لانضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو.

أعاد بوتين الأسبوع الماضي التأكيد على استعداده «لمواصلة القتال حتى تستولي قواته على كامل منطقتَي دونيتسك ولوهانسك»، اللتين تسيطر موسكو حالياً على نحو 85% منهما. ومن جهة أخرى، رحَّب الكرملين بالنسخة المحدثة من الاستراتيجية الوطنية للأمن التي أصدرتها إدارة البيت الأبيض، والتي تحدد منهج الإدارة في السياسة الخارجية. تقول الوثيقة إن على الولايات المتحدة إعطاء أولوية لتحسين العلاقات بين أوروبا وروسيا من أجل «التخفيف من خطر» صراع أوسع، وتعرض نقداً لسياسات القارة بشأن الاقتصاد والهجرة والحريات، ما وصفته واشنطن بأنه أدى بأوروبا إلى «مرحلة من محو الحضارة». وقال الكرملين إن الاستراتيجية «تتسق إلى حد كبير» مع رؤيته وتشكل «خطوة إيجابية» إلى الأمام. لم تُدرج أي نصّ للترجمة. هل يمكنك إرسال النص الذي تريد إعادة صياغته وترجمته إلى العربية بمستوى C2؟

أضف تعليق