أعلنت كييف عن إرسال وفد إلى واشنطن لإجراء محادثات تهدف إلى تعزيز قدراتها الدفاعية وتأمين مرونتها الطاقية، فيما تواصل القوات الروسية استهداف البنية التحتية للكهرباء قبل أشهر الشتاء القارس.
وقد نُشر يوم الإثنين خبر مغادرة وفد رفيع المستوى تقوده رئيسة الوزراء يوليا سفيريدنكو، تزامناً مع إعلان وزارة الطاقة الأوكرانية عن فرض انقطاعات كهربائية على نطاق البلاد كإجراء لتخفيف الضغط عن الشبكة بعد الهجمات الروسية المدمرة.
هجمات على شبكة الطاقة
تصاعد الحديث عن تعزيز الضغوطات على موسكو جاء بعد تكثيف الهجمات الروسية على منشآت الطاقة الأوكرانية، الأمر الذي دفع وزارة الطاقة إلى الإعلان عن إجراءات تقييدية في سبع مناطق في محاولة لحماية الشبكة المتضررة والحفاظ على الإمدادات. وأكدت الوزارة أن «بسبب الوضع المعقّد في المنظومه الموحدة للطاقة الأوكرانية الناجم عن الضربات الروسية السابقة، تم تنفيذ انقطاعات طارئة» في هذه المناطق.
ولفت البيان إلى أن المناطق المتأثرة تتركز أساساً في وسط وشرق البلاد، بما في ذلك إقليم دونيتسك، حيث حثت الجهات الرسمية المدنيين على المغادرة بسبب استهداف المنشآت الكهربائية. وأضافت الوزارة أن «الانقطاعات الطارئة سترفع بمجرد استقرار وضع الشبكة».
خلف الحملة الصاروخية، تُرك أكثر من مليون منزل ومؤسسة بلا كهرباء مؤقتاً في تسع مناطق يوم الجمعة، بينما أدت هجمات ليلية إلى جرح اثنين من موظفي أكبر شركة طاقة خاصة في أوكرانيا. وعلق الرئيس فولوديمير زيلينسكي قائلاً إن «روسيا جعلت هجماتها على قطاع الطاقة أكثر شراسة—كوسيلة للتعويض عن إخفاقاتها على الأرض».
وفد إلى واشنطن
رداً على تلك الهجمات، أعلن رئيس مكتب زيلينسكي، أندريه ير ماك، أن وفداً يضمّ سفيْريدنكو ووزير مجلس الأمن والدفاع رستم عمرُوف قد غادر إلى واشنطن لإجراء محادثات. ونشر على منصة X تصريحاً قال فيه إنهم «يتوجهون إلى محادثات رفيعة المستوى لتعزيز دفاع أوكرانيا، وتأمين مرونتنا الطاقية، وتصعيد الضغط بالعقوبات على المعتدي». وأضاف أن «الغاية النهائية تبقى ثابتة: سلام عادل ودائم».
جاءت هذه الخطوة بعد أن أفاد زيلينسكي بأنه تحدث مرتين خلال يومين مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في محادثات شملت «دفاع الحياة في بلدنا» و«تعزيز قدراتنا — في الدفاع الجوي، والمرونة، والقدرات بعيدة المدى». وأشار إلى أنهما ناقشا أيضاً تفاصيل متعلقة بقطاع الطاقة وأن فرق الجانبين تتهيأ للمباحثات.
التوماهوك على الطاولة
بعد المحادثة، صرّح ترامب للصحفيين على متن رحلته إلى إسرائيل بأنه قد ينظر في منح أوكرانيا صواريخ توماهوك ذات الدقة والإطلاق بعيدة المدى إذا لم تُنهِ روسيا الحرب قريباً. وقال: «هم يرغبون في الحصول على توماهوك. هذه خطوة تصاعدية»، وأضاف: «التوماهوك سلاح مذهل وهجومي جداً. وبصراحة، روسيا لا تحتاج إلى ذلك».
ورد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف على المقترح بتحذير من أن مثل هذه الخطوة قد تُترتب عليها عواقب وخيمة. وذهب ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، أبعد من ذلك محذراً ترامب يوم الاثنين من أن تزويد أوكرانيا بالتوماهوك «قد ينتهي سيئاً» بالنسبة له. وموسقو منذ وقت طويل تعبّر عن قلقها من احتمال نقل أسلحة متقدمة إلى أوكرانيا، معتبرةً أن مثل هذه التسليمات قد تعني تورطاً مباشراً للولايات المتحدة في الصراع.