ساركوزي يتجه إلى السجن على خلفية تمويل حملته الانتخابية

نيكولا ساركوزي سيصبح أول رئيس فرنسي سابق يدخل السجن فعلياً، إذ بدأ تنفيذ حكم بالسجن لمدة خمس سنوات بعد إدانته بالتواطؤ لتمويل حملته الانتخابية بأموال يُزعم أنها من نظام معمر القذافي. الحكم صدر الشهر الماضي لكنه سيظل قيد الطعن، لكنه مُطالَب بتنفيذ العقوبة خلف القضبان إلى حين الفصل في الاستئناف.

لم يسبق منذ محاكمة فيليب بيتان بتهمة الخيانة عام 1945 أن وُضع رئيس سابق لفرنسا خلف القضبان، مما يجعل هذه القضية سابقة تاريخية في السياسة الفرنسية.

ساركوزي، الذي تولى الرئاسة بين 2007 و2012، سيمضي فترة الاحتجاز في سجن لا سانتيّة في جناح العزل، وستقاس زنزانته بنحو تسعة أمتار مربعة تقريباً (حوالي 95 قدماً مربعاً). أكثر من مئة شخص تجمعوا أمام السجن بعد أن دعا نجله لوي البالغ 28 عاماً أنصار والده إلى التجمّع، بينما طلب نجله الآخر بيير رسالة حب فقط «لا شيء غيرها، رجاءً».

كان من المقرر أن يصل ساركوزي في العاشرة صباحاً (08:00 ت.غ) إلى هذا السجن المعروف الذي يعود إلى القرن التاسع عشر في حي مونبارناس جنوب نهر السين، ولا يزال يُنفي ارتكابه أي مخالفات في ما صار يُعرف بملف الأموال الليبية المثير للجدل.

رغم أن ساركوزي طلب ألّا يُعامل معاملة تفضيلية في لا سانتيه، فقد وُضع في قسم العزل لأسباب تتعلق بسلامته الشخصية، إذ إن بعض النزلاء الآخرين مدانون بجرائم تجارة مخدرات أو بتهمة الإرهاب.

باستثناء فيليب بيتان، فإن آخر رئيس دولة فرنسي سابق سُجن كان الملك لويس السادس عشر قبل إعدامه في يناير 1793.

تشتمل زنزانته على مرحاض ودش ومكتب وتلفاز صغير، وسيُسمح له بساعة يومية واحدة لممارسة الرياضة بمفرده.

في نهاية الأسبوع الماضي قابله في قصر الاليزيه الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي قال للصحافيين إن «المسألة إنسانية» واعتبر طبيعياً أن يستقبل أحد أسلافه في هذا الظرف. كما أعلن وزير العدل جيرالد دارمانان أنه سيزوره في السجن في إطار حرصه على سلامته وضمان سير العمل داخل المؤسسة، مضيفاً: «لا أستطيع أن أكون غافلاً عن معاناة إنسان».

يقرأ  قصف أوكراني لمنشأة نووية روسية تزامناً مع احتفالات كييف بيوم الاستقلال

قبل دخوله السجن قدّم ساركوزي سلسلة مقابلات صحافية؛ أبلغ فيها صحيفة لا تريبيون بأنه «لا يخشى السجن، وسيمضي برأس مرفوع حتى عند بوّابات السجن».

لطالما نفى ساركوزي ارتكاب أي فعل خاطئ في القضية التي تتضمّن ادعاءات بأن حملته الرئاسية في 2007 موّلت بملايين اليوروهات من أموال ليبية. وقد برّأ القضاءُه من تلقي الأموال بشكل شخصي، لكنه أدانَه بتهمة «الجمعية الجنائية» إلى جانب اثنين من مساعديه المقربين، بريس هوتفيو وكلود غوان، اللذين أجريا محادثات مع مسؤول أجهزة استخبارات القذافي وشقيقه عام 2005 عبر وسيط فرنسي-لبناني يُدعى زياد تياكِدّين، الذي توفي في لبنان قبيل صدور حكم الإدانة.

مع تقديمه الاستئناف يظل ساركوزي متمتعاً بقرينة البراءة قانونياً، لكن القاضي اعتبر أن خطورة الأفعال «استثنائية» ما استدعى تنفيذ العقوبة فوراً.

قال إنه سيأخذ معه إلى السجن كتابين: سيرة حياة المسيح ورواية «كونت مونت كريستو» التي تروي قصة رجل سُجن ظلماً يفلت لاحقاً ليمارس انتقامه.

أضف تعليق