أعلنت شركة سبيس إكس أنها ستشتري تراخيص طيف لاسلكي من شركة إكوستار لحساب شبكة الأقمار الصناعية ستارلينك بمقابل يقارب 17 ملياار دولار، صفقة كبيرة تُعدّ محورًا لتوسيع نشاط ستارلينك الناشئ في خدمات الاتصال الجيل الخامس (5G).
كما تضمّن الاتفاق منح مشتركي خدمة Boost Mobile التابعة لإكوستار إمكانية الوصول إلى خدمة ستارلينك المباشرة إلى الهاتف الخلوي، ما سيسهم في تمديد التغطية الفضائية إلى مناطق تفتقر للخدمة.
قالت الشركة إن عملية شراء الطيف ستتيح لها البدء في تصنيع ونشر أقمار صناعية مطوّرة مرتبطة بالليزر، سيؤدي ذلك إلى رفع سعة شبكة الخلوي بأكثر من مئة ضعف، وبهذا الهدف تسعى سبيس إكس إلى «القضاء على مناطق انقطاع الخدمة الخلوية حول العالم… مع امتلاك طيف حصري، ستطور سبيس إكس أقمار ستارلينك المباشرة إلى الهاتف من الجيل التالي، والتي ستحقق قفزة نوعية في الأداء وتمكّننا من تحسين التغطية للعملاء أينما كانوا».
وتأتي هذه الخطوة في ظل ازدياد كبير في استخدام البيانات اللاسلكية؛ فقد سجّل الأميركيون في 2024 استخدامًا قياسيًا بلغ 132 تريليون ميغابايت من بيانات المحمول، بارتفاع نسبته 35 بالمئة عن الرقم القياسي السابق، وفقًا لمصادر قطاع الاتصالات.
أطلقت سبيس إكس أكثر من 8 آلاف قمر صناعي لستارلينك منذ 2020، لتبني شبكة موزعة في مدار أرضي منخفض شهدت طلبًا من مؤسسات عسكرية وشركات نقل وسكان المناطق الريفية. ومن بينها نحو 600 قمر أُطلقت منذ يناير 2024 خصيصًا لشبكة الخدمة المباشرة إلى الهواتف، وهي أقرب إلى الأرض من بقية المجموعة وتصفها الشركة بأنها «أبراج خلويّة في الفضاء».
وتُعدّ مركبة ستارشيب، الصاروخ العملاق من الجيل القادم لدى سبيس إكس، عنصرًا حاسمًا لنشر تلك الأقمار الكبيرة؛ فقد خضعت اختبارات إطلاق متزايدة التعقيد تقرب المركبة من مهماتها التشغيلية الأولى لتزويد ستارلينك، والمتوقعة في وقت مبكر من العام المقبل.
من الناحية المالية، ستدفع سبيس إكس حتى 8.5 مليار دولار نقدًا وتصدر حتى 8.5 مليار دولار أسهمًا، كما وافقت على تغطية مدفوعات فائدة تقارب 2 مليار دولار على ديون إكوستار حتى أواخر 2027. وبعد الصفقة ستستمر إكوستار في تشغيل خدمة تلفزيون الأقمار Dish TV ومنصة البث Sling وخدمة الإنترنت HughesNet وعلامة Boost Mobile.
وجاء الاتفاق بعد أشهر من استجواب لجنة الاتصالات الفدرالية الأميركية لإكوستار بشأن استغلالها لطيف خدمة الأقمار المتحركة وقلقها من مدى التزامها بنشر شبكات الجيل الخامس داخل البلاد. وقالت إكوستار إنها تتوقع أن يحلّ هذا الاتفاق مع سبيس إكس واتفاقها مع AT&T استفسارات اللجنة. وعلّق متحدث باسم لجنة الاتصالات أن «الصفقات التي أبرمتها إكوستار مع AT&T وستارلينك تملك إمكانات لتعزيز المنافسة، وإيصال خدمات مبتكرة جديدة إلى ملايين الأميركيين، وتعزيز ريادة الولايات المتحدة في الاتصالات الجيل القادم».
في وقت سابق من الصيف، باعت إكوستار بعض تراخيص الطيف القومي لشركة AT&T بمقابل 23 مليار دولار، حيث اتفقت AT&T على الاستحواذ على 50 ميغاهرتز من طيف النطاق المتوسط والمنخفض على الصعيد الوطني.
أدّى الإعلان إلى قفزة في أسهم إكوستار التي ارتفعت نحو 14.7 بالمئة وقت الظهيرة في نيويورك، بينما اتجهت أسهم شركات الاتصالات الأميركية نحو الهبوط؛ فسجلت أسهم AT&T تراجعًا بنحو 1.6 بالمئة، وT‑Mobile هبوطًا بنحو 2.2 بالمئة، وفيريزون بنحو 1.8 بالمئة.