ستارمر يرى فرصة واقعية لوقف إطلاق النار في أوكرانيا مع زيارة زيلينسكي إلى لندن

استقبل رئيس الوزراء السير كير ستارمر، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في حديقة الورود بمقر رئاسة الحكومة في داوننغ ستريت، لإجراء محادثات خاصة تناولت السبل الممكنة لوقف الحرب قبل القمة المرتقبة بين الرئيس دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في الاسكا.

جاء لقاء لندن قبل 24 ساعة من قمة حاسمة تُعقد في واشنطن ألاسكا، ويهدف إلى إظهار دعم بريطاني رفيع المستوى لأوكرانيا وتنسيق الموقف الأوروبي المشترك تجاه مبادرات واشنطن.

قال ستارمر إنه يرى “فرصة واقعية” لوقف إطلاق النار، مؤكدًا أن حفظ سلامة الأراضي الأوكرانية وعدم تغيير الحدود الدولية بالقوة يمثلان خطًا أحمر لا تقبل أوكرانيا وأوروبا التفريط فيهما.

زعيم أوكرانيا وقادة أوروبيون آخرون، الذين لن يحضروا قمة الاسكا، أجروا مكالمة مشتركة مع ترامب لتثبيت موقفهم، مؤكِّدين رفضهم أي حلول تقوم على مقايضات إقليمية تقضي بأن تتخلى أوكرانيا عن بعض المناطق—وهذا ما أثار مخاوف من أن يُطلب منها التضحية بأراضٍ مقابل إنهاء القتال.

من جانبها، روسيا تصر على بقاء سيطرتها على الأراضي التي سيطرت عليها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، وتطالب بضمانات بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو وحدود لحجم قواتها المسلحة.

خلال اجتماع افتراضي لزعماء أوروبيين، شدد ستارمر على أن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يكون دائمًا مصحوبًا بضمانات أمنية، مشيرًا إلى تشكيل “ائتلاف الراغبين” من دول أوروبية مستعدة لتقديم دعم عسكري لأوكرانيا — ومن ضمن السيناريوهات الممكنة نشر قوات على الأرض — لردع روسيا عن نقض أي اتفاق سلام.

وأضاف أن الائتلاف يمتلك خططًا عسكرية موثوقة جاهزة للتفعيل حال التوصل إلى اتفاق، وأن أعضائه مستعدون أيضًا لتصعيد الضغوط الاقتصادية ورفع مستوى العقوبات على روسيا إن اقتضى الأمر.

أشاد ستارمر، في حديثه، بالجهود التي بذلها ترامب للوصول إلى إطار تفاوضي، معتبراً أن العمل الدبلوماسي الأخير خلق فرصة واقعية لتحقيق وقف للنار بعد سنوات من الجمود.

يقرأ  من أروقة المدرسة إلى الفصولإعادة التفكير في مشاركة الوالدين في محو الأمية المبكرة

من جهته، صرّح رئيس الاستخبارات البريطانية السابق، أليكس يونغر، لبرنامج Today في راديو بي بي سي بأن “ترامب قد يكون الوحيد القادر نظريًا على دفع عملية التسوية”، لكنه حذر من أن بوتين قد يستغل التفاعلات، وأن مقاربة إعادة ضبط العلاقات الثنائية بذاتها تُعدّ أوهامًا إذا تجاهلت هدف الكرملين في إخضاع أوكرانيا كليًا؛ الأمر الذي يتجاوز بُعد الأراضي إلى صميم السيادة ووجود الدولة الأوكرانية.

نائب الرئيس الأميركي جي. دي. فانس، الذي يتواجد في زيارة شخصية بالمملكة المتحدة، شارك أيضًا في المكالمة، ثم خاطب قوات أميركية متمركزة في قاعدة RAF Fairford، مشيدًا بالعلاقة التاريخية بين واشنطن ولندن وبالانتصارات التي تحققت بشراكة الحليفتين عبر قرن من التعاون.

بعد المكالمة، أعلن ترامب عن احتمال عقد لقاء بين بوتين وزيلينسكي، قائلاً إنه يعتزم استغلال مباحثاته المبدئية مع الرئيس الروسي لمعرفة نقاط الخلاف ثم ترتيب اجتماع مزدوج سريع إذا رغب الطرفان في حضوره، محذرًا بوتين من “عواقب شديدة” في حال رفض الاتفاق على إنهاء الحرب عقب قمة يوم الجمعة.

زيلينسكي، الذي انضم إلى المكالمة من برلين بعد اجتماعه مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس، أكّد استمرار استعداد الولايات المتحدة لدعم أوكرانيا واتهم روسيا بعدم الصدق في سعيها إلى السلام، خاتمًا بأن “بوتين لا يستطيع أن يخدعنا”.

أضف تعليق