سرقة متحف اللوفر تخلق «صورة مروعة» عن فرنسا، بحسب وزير العدل

سرقة فريدة من نوعها في متحف اللوفر وأصداء سياسية وأمنية

أعرب وزير العدل الفرنسي جيرالد دارمانين عن استيائه الشديد، واعتبر أن الإجراءات الأمنية “فشلت” في منع سرقة مجوهرات كبيرة من متحف اللوفر في باريس يوم الأحد، مؤكداً أن الحادث أساء بصورة بالغة لسمعة البلاد. وقال إن المهاجمين “استطاعوا أن يركِنوا رافعة أمتعة في قلب باريس، يصعد عليها أشخاص خلال دقائق قليلة، ينغمسون في سرقة جواهر لا تقدر بثمن، ويمنحون فرنسا صورة سيئة”.

تفاصيل السطو تشير إلى أن عصابة مكوّنة من أربعة أشخاص ملثمين اقتحمت المتحف نهاراً مستخدمة أدوات كهربائية لقطع الزجاج، واستولوا على ثمانية قطع موصوفة بأنها ذات قيمة لا تُقاس، ثم لاذوا بالفرار على متن دراجات نارية صغيرة (سكوترات). الحادث وقع بين التاسعة والنصف والتاسعة والأربعين صباحاً، مباشرة بعد فتح أبواب المتحف للزوار.

المخاوف ترتبط بخطر تفكيك هذه القطع وتهريبها سريعاً خارج البلاد: من بين المسروقات قلادة من الزمرد والماس أهداها الإمبراطور نابليون لزوجته، وتيجان وتيجات مزيّنة بالماس قد تُكسر إلى أجزاء صغيرة وتُباع مفككة. وحذر رئيس منظمة متخصصة في تعقّب واستعادة الأعمال الفنية المسروقة، كريس مارينيلو، من أن هناك سباقاً مع الزمن؛ فإذا لم تُلقَ القبض على الجناة خلال 24 إلى 48 ساعة فالأثر المرجّح هو أن القطع ستكون “مفقودة منذ وقت طويل”.

قال مارينيلو إن اللصوص لن يحتفظوا بهذه التيجان والقلائد سليمة: سيقومون بتفكيكها، إذابة المعادن الثمينة، إعادة قطع الأحجار الثمينة وبيان أدلة الجريمة، مما يجعل بيع القطع كاملة أمراً بالغ الصعوبة. وأضاف أن الشرطة تعلم أن المدة الحرجة قصيرة، وأنهم قد يلقون القبض على المشتبه بهم لكن يستبعدون استعادة المجوهرات سليمة.

كيفية التنفيذ: توجه اللصوص إلى الواجهة المطلة على نهر السين، واستعملوا شاحنة مزودة برفّاعة ميكانيكية وصعدوا إلى شرفة قريبة من غاليري أبولون. أظهرت الصور سلمًا متصلاً بالمركبة يؤدي إلى نافذة الطابق الأول. قطع اثنان منهم زجاج النوافذ بواسطة قاطع أقراص يعمل بالبطارية، ثم دخلا إلى المتحف وهددَا الحراس الذين قاموا بإخلاء المبنى. حُطمت صناديق العرض الزجاجية ونُهِبَت القطع التي تحتوي على آلاف من الماسات والأحجار الكريمة.

يقرأ  أكثر من ٥٠ برنامجًا مميزًا لعامي ٢٠٢٥–٢٠٢٦

استغرق السطو سبع دقائق فقط. ومع اشتعال إنذارات المتحف، طبّق الموظفون البروتوكول وتواصلوا مع قوات الأمن وفق بيان لوزارة الثقافة. وأضاف البيان أن اللصوص حاولوا إشعال النار في مركبتهم خارج المبنى بَعد الفرار، لكن تدخل أحد العاملين في المتحف حال دون ذلك.

المسروقات المؤكدة تضم ثمانية قطع من بينها قلادة الزمرد والماس الهدايا الإمبراطورية لنابليون لزوجته ماري لويز، وتيجان كانت تعود للإمبراطورة أوجيني (زوجة نابليون الثالث) وتضم نحو ألفي ماسة، وقلادة كانت تخص ماري أميلي، آخر ملكات فرنسا، تحتوي على ثمانية زبرجديات و631 ماسة حسب موقع اللوفر الرسمي.

الخلاصة: الحادث أثار نقاشاً حاداً حول فعالية الإجراءات الأمنية في مواقع التراث العالي الحساسية، وأطلق تحذيرات من فقدان أثر نفائس فنية لا تقدر بثمن إذا لم تتم عملية تعقب سريعة ومنسقة بين القوى الأمنية والمنظمات الدولية المتخصصة.

أضف تعليق