سجّل سعر الذهب رقماً قياسياً جديداً، حيث تجاوز التداول مستوى 4,400 دولار (ما يعادل نحو £3,275) للأونصة للمرة الأولى.
ارتفع سعر المعدن النفيس على توقعات بتخفيض إضافي في أسعار الفائدة من قِبَل البنك المركزي الأميركي خلال العام المقبل، حسبما أفاد محللون.
بدأ الذهب العام وهو يُتداول عند نحو 2,600 دولار للأونصة، لكن التوترات الجيوسياسية وتعريفات ترامب التجارية وتوقعات خفض الفائدة ضاعفت الطلب على الأصول الملاذ الآمن مثل الذهب وسلع أخرى.
كما شهدت أسعار معادن ثمينة أخرى ارتفاعاً، منها الفضة والبلاتين.
بلّغ سعر الذهب الفوري أعلى مستوى عند 4,420 دولار يوم الإثنين قبل أن يتراجع قليلاً.
ارتفعت قيمة الذهب بأكثر من 68% خلال العام الحالي، في أكبر قفزة منذ عام 1979، وفقاً لأدريان آش، مدير الأبحاث في سوق الذهب BullionVault (بوليونفولت).
قال آش إن عام 2025 تميّز بـ«اتجاهات سَلامية بطيئة الاشتعال حول أسعار الفائدة وحول الحروب وتوترات التجارة»، وهي عوامل ساعدت على دفع سعر الذهب نحو الأعلى.
وأضاف: «سوق المعادن النفيسة يرى أن الرئيس ترامب قد أشعل شرارة ما — والذهب جنّ هذا العام. هناك حرب تجارية، وهجمات على مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، وتوترات جيوسياسية؛ كل هذه الاستفزازات صادرة عن ترامب».
توقعات أسعار الفائدة المنخفضة تعني عادةً عائداً أقل على استثمارات مثل السندات، ما يدفع المستثمرين إلى البحث عن عوائد في السلع مثل الذهب والفضة، وفي الوقت نفسه إلى تنويع محافظهم.
الإجماع بين المحللين حالياً هو أن الولايات المتحدة ستخفض أسعار الفائدة مرتين في 2026.
عامل آخر يزيد الطلب هو توسع البنوك المركزية عالمياً في مقتنياتها الفعلية من الذهب كوسيلة لمواجهة اضطرابات اقتصادية وتقليل الاعتماد على الدولار الأميركي وتنويع المحافظ، وفق تحليلات غولدمان ساكس التي توقعت استمرار هذا النمط في 2026.
ضعف الدولار الأميركي ساهم أيضاً في صعود أسعار الذهب لأنه يجعل المعدن أرخص للمشترين الأجانب.
عانت معادن ثمينة أخرى عاماً قياسياً أيضاً؛ فقد سجلت الفضة مستوى قياسياً عند 69.44 دولاراً للأونصة يوم الإثنين.
حتى الآن في 2025، قفزت الفضة بنسبة 138% منذ بداية العام، بينما بلغ البلاتين أعلى مستوياته خلال 17 عاماً، متفوقاً بكثير على الذهب، مدعوماً بضغط طلب قوي وقيود في العرض، حسب المحللين.
وبخلاف الذهب، تُستخدم المعادن الثمينة الأخرى على نطاق واسع في الصناعة التحويلية، ما يعزّز الطلب عليها.
من جهة منفصلة، ارتفعت أسعار النفط يوم الإثنين بعد أن أمرت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي بـ«حصار» لناقلات نفط خاضعة للعقوبات عند دخولها وخروجها من البلد.
صعد سعر خام برنت 53 سنتاً إلى 60.99 دولاراً للبرميل، بينما ارتفعت أسعار النفط الأميركية بنسبة 1.6% إلى 57.40 دولاراً. ومع ذلك، يبدو أن كلا المقياسين سيسجلان في نهاية 2025 أسعاراً أدنى مما كانت عليه عند بداية العام.