سلسلة وفيات بين مرشحي «البديل» اليميني المتطرف في ألمانيا قبيل الانتخابات المحلية

بول كيربي — محرر رقمي لأوروبا

توفي ما يصل إلى ستة مرشحين عن حزب “البديل من أجل ألمانيا” (AfD) في الأسابيع الأخيرة قبيل انتخابات محلية مرتقبة في ولاية شمال الراين-وستفاليا، أكبر الولايات الألمانية من حيث عدد السكان.

أوضحت الشرطة أنه لا توجد دلائل على وقوع جريمة، لكن ذلك يضطر الجهات الانتخابية إلى طباعة بطاقات اقتراع جديدة ويجبر بعض الناخبين بالبريد على إعادة التصويت. يعيش في شمال الراين-وستفاليا نحو 18 مليون نسمة، ومن المقرر أن يخوض حوالي 20 ألف مرشح المنافسة في انتخابات 14 سبتمبر.

أثارت الوفايات المتكررة استفسارات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، غير أن وزارة الداخلية أشارت إلى أن مرشحين من أحزاب أخرى، بما في ذلك الخضر والاشتراكيون الديمقراطيون، توفوا أيضاً. أصبح حزب البديل ثاني أكبر حزب في انتخابات البرلمان الاتحادي في شباط/فبراير، بعد أن توسع حضوره من معقله التقليدي في الشرق الى أجزاء من الغرب أيضاً.

في أيار/مايو اعتبرته وكالة الاستخبارات الداخلية منظمة يمينية متطرفة، قبل أن تُعلَّق تلك الصفة مؤقتاً بسبب استئناف معروض أمام المحكمة؛ وفي ثلاث ولايات شرقية لا تزال جمعيات الحزب مصنفة على أنها متطرفة.

بدأت التقارير الأولية بالإبلاغ عن وفاة أربعة مرشحين، ثم تلتها أنباء عن وفاة مرشحين احتياطيين اثنين، ما أشعل موجة من نظريات المؤامرة على الإنترنت. لم تكف القائدة المشتركة للحزب أليس فايدل عن تغذية التكهنات، إذ أعادت نشر مزاعم اقتصادي متقاعد، ستيفان هومبورغ، بأن عدد الوفيات “يكاد يكون مستحيلاً إحصائياً”.

من جانبه، اعترف كاي غوتشالك، النائب الثاني للحزب في ولاية شمال الراين-وستفاليا، يوم الثلاثاء بأن “المعطيات المتوافرة لديّ — وإن كانت جزئية — لا تدعم حالياً هذه الشبهات”. وأكد في مقابلة على بودكاست Berlin Playbook التابع لصحيفة Politico أن الحزب يريد فتح تحقيقات “دون الانزلاق فوراً إلى عالم نظريات المؤامرة”، وأن التعامل مع عائلات الضحايا يتطلب حساسية لأنهم فقدوا أحد أقربائهم.

يقرأ  إعادة إدماج المهارات الحِرَفية في صلب التعليم الليبرالي

قالت الشرطة لوكالة الأنباء الألمانية (DPA) إن أسباب الوفاة الأربعة الأولية كانت طبيعية أو أنّ سببها لم يُكشَف حفاظاً على خصوصية العائلة، وقد وُصفت الوفاتان الإضافيتان بنفس السجل.

يأمل استراتيجيون بالحزب في تحقيق مكاسب في انتخابات شمال الراين-وستفاليا المحلية، التي تُعتبر أول امتحان انتخابي حقيقي للناخبين منذ تولي الحكومة الفيدرالية الحالية السلطة. في انتخابات الولاية السابقة في مايو 2022 حصل الحزب على 5.4% فقط في إقليم يشهد قلب الصناعة الألمانية في وادي الروهر ويتأثر بفقدان وظائف كبير. أما في الانتخابات الاتحادية في فبراير فقد نال الحزب 16.8%، وتشير استطلاعات الرأي إلى أنه قد يقترب مجدداً من تلك النسبة.

وجد الحزب دعماً بين شخصيات يمينية بارزة في الولايات المتحدة التي اتهمت الحكومة الألمانية بمحاولة تهميشه عبر البيروقراطية. كما كرر الملياردير التقني إيلون ماسك، الذي أيّد سياسات الحزب بشأن الهجرة في وقت سابق هذا العام، تأييده مؤخراً، قائلاً: «إما أن يصوّت الألمان للبديل، أو ستكون هذه نهاية ألمانيا».

أضف تعليق