سوء التغذية بفعل إسرائيل يجتاح غزة الأمهات والمواليد الجدد الأكثر عرضة للخطر أخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

في عيادة مكتظة بمخيم النصيرات للاجئين في وسط قطاع غزة، كانت سمر أبو عجوة تمسك بمولودها الضعيف بينما ينهمر منه شهقات خافتة. تم تشخيص أيّاد بأنه مُصاب بسوء تغذية، ويزن ما يزيد قليلاً عن 1.9 كغم. قالت أبو عجوة، التي تعاني أيضاً من نقص التغذية نتيجة الحصار القاسي على المساعدات الإنسانية: «هو بحاجة إلى الحليب، ونناشد كل من يقدر أن يساعد لأننا لا نستطيع».

أميرة تفش أحضرت رُؤى، طفلتها النحيلة البالغة ستة أشهر، إلى العيادة أملاً في العثور على غذاء يكفيها. «رضعتُها بعد الولادة، لكن استمر ذلك أسبوعاً فقط لأنني لم أكن أُنتج ما يكفي من الحليب»، قالت لأجهزة الإعلام. «أحتاج إلى حليبٍ بديل، لكنه غير متوفر».

وأفادت هند خضري المراسلة من النصيرات أن الأمهات يائسات في بحثهن عن طعام يطعمون به أطفالهن وأنفسهن في ظل ما تصفه تقارير بأن مجاعة مفروضة بفعل سياسات اسرائيل داخل القطاع.

منذ أن أنهت اسرائيل الهدنة من جانب واحد في مارس، منعت توزيع الغذاء والمساعدات عبر الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية، واقتصرت العمليات على نقاط توزيع قليلة خاضعة لسيطرة جيشها، بدعم أمريكي وتسيير من جهة أمريكية تسمى GHF. وقد أفادت وزارة الصحة في غزة أن جنوداً إسرائيليين ومقاولين أمنيين تابعين للـGHF فتحوا النار على طالبي المساعدة في تلك المواقع، ما أسفر عن مقتل أكثر من 2200 فلسطيني وإصابة أكثر من 16,225 منذ بدء عمليات الوكالة أواخر مايو.

وصفت وكالات الأمم المتحدة هذا النظام بأنه «وصمة» و«فخ للموت»، وطالبت مراراً بالسماح لها باستئناف عمليات التوزيع الخاصة بها.

أكدت منظومة التصنيف المتكامل لمرحلة الأمن الغذائي هذا الشهر حدوث مجاعة في الجزء الشمالي من القطاع، وتوقعت امتدادها إلى المناطق الوسطى والجنوبية بحلول نهاية سبتمبر. وبحلول ذلك الحين، يُتوقع أن يواجه نحو ثلث سكان غزة — أي ما يقرب من 641,000 شخص — ظروفاً كارثية.

يقرأ  اختبار واقع العائد على الاستثمار مقاييس التعلم أم تأثير الأعمال؟

نساء ومواليد جدد في خطر حاد

حذرت تحليلات المنظومة من أن الحوامل والمواليد الجدد في خطر حاد من المجاعة. ويُقدّر عدد الحوامل والمرضعات اللواتي يعانين من نقص التغذية بحوالي 55,500 امرأة يحتجن استجابة تغذوية عاجلة. وأضاف التقرير أن ما لا يقل عن 132,000 طفل دون سن الخامسة سيواجهون خطر الوفاة بسبب سوء التغذية الحاد بحلول يونيو.

ووفق وزارة الصحة في غزة، فقد توفي حتى الآن 339 شخصاً خلال الحرب بسبب المجاعة وسوء التغذية، من بينهم 124 طفلاً.

وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المجاعة في غزة بأنها «كارثة صنعها الإنسان، وادانة أخلاقية وفشل للانسانية ذاتها».

من جانبها، تنكر اسرائيل وجود سوء تغذية منتشر بين الفلسطينيين في غزة وتعارض أرقام الوفيات المذكورة.

قال صندوق الأمم المتحدة للسكان، وكالة الأمم المتحدة للصحة الجنسية والإنجابية، إن الأمهات في غزة يُجبرن على الولادة وهنَّ مُنهكات ومُسْتنزَفات القوى ومعرَّضات أكثر لخطر الوفاة. وأضاف الصندوق أن ذلك يعني أن الأطفال يولدون أصغر حجماً وأكثر ضعفاً أو قبل ميعادهم بحيث لا يستطيعون النجاة، وأن الأمهات غير قادرات على الإرضاع لأنهن كذلك جائعات.

«لا ينبغي لأي امرأة أن تُجبر على الولادة في ظروف مجاعة، ولا ينبغي لأي طفل أن يبدأ حياته جائعاً. كل يوم من التقاعس يدين مزيداً من الأمهات والمواليد الجدد إلى المعاناة»، جاء في بيان للوكالة.

وحذرت مديرة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، كاثرين راسل، من علامات «لا لبس فيها» لامتداد سوء التغذية: أطفال بأجسام مُهدَدة بالهزال، أضعف من أن يصرخوا أو يأكلوا؛ رضع يموتون جوعاً أو من أمراض يمكن الوقاية منها؛ وأهل يصلون إلى العيادات بلا شيء ليطعموا أطفالهم به.

«لا وقت لنضيعه. من دون وقف فوري لإطلاق النار وفتح إنساني كامل، ستنتشر المجاعة، وسيموت مزيد من الأطفال»، قالت راسل.

يقرأ  الحرب الروسية–الأوكرانيةقائمة الأحداث الرئيسية — اليوم الـ١٢٨٠ | أخبار الحرب