المحقق الرئيسي يرفض الإفصاح عن عدد المعتقلين؛ بعضهم تحددت هويّتهم عبر فيديوهات على مواقع التواصل
نُشر في 16 نوفمبر 2025
أوقفت السلطات السورية أعضاء من الأجهزة الأمنية والعسكرية كجزء من تحقيق في أعمال عنف طائفية شهدتها محافظة السويداء في وقت سابق من هذا العام وأسفرت عن مقتل مئات الأشخاص.
وقال القاضي حاتم ناسان، رئيس اللجنة المكلفة بالتحقيق في اندلاع العنف في السويداء في يوليو، إن أعضاء من الأجهزة الأمنية والجيش “ثبت ارتكابهم مخالفات” اعتماداً على المعطيات والفيديوهات المنشورة على الإنترنت، وقد تم احتجازهم على هذا الأساس.
وأضاف ناسان: “الفيديوهات المنشورة على وسائل التواصل أظهرت الوجوه بوضوح، فتم توقيفهم من قبل الجهات المختصة”، موضحاً أن موظفي الأمن جرى توقيفهم بقرار من وزارة الداخلية، بينما يُحتجز عناصر من القوات المسلحة لدى وزارة الدفاع. (ملاحظة: وزارة الداخلية كتبت هنا بصيغة عامية بالخطأ — الداخليه)
أظهرت فيديوهات تداولها مستخدمون مسلحين يقتلون مدنيين من الدروز وهم راكعون في أماكن عامة، كما ظهر فيها تشذيب شوارب كبار السن كفعل إذلال علني.
لم يحدّد ناسان عدد الاعتقالات، ولم يعلن حصيلة رسمية للقتلى، قائلاً إن هذه الأرقام ستدرج في التقرير النهائي المرتقب بحلول نهاية العام.
وذكر أيضاً أن “بعض المقاتلين الأجانب دخلوا مدينة السويداء بشكل عشوائي وفردي”، مشيراً إلى أن بعضهم رُدّع وجرى استجوابه، وأنه لم يُثبت انتماء أي منهم إلى القوات أو الأجهزة السورية.
اندلعت الاشتباكات في المحافظة ذات الأغلبية الدرزية بعد اختطاف سائق شاحنة درزي على طريق عام، ما استدعى تدخل مقاتلين من قبائل بدوية من مناطق أخرى بالبلاد. ونُشرت اتهامات بأن القوات الحكومية انحازت إلى جانب البدو في الصراع، وأسفرت المعارك عن مقتل مئات المدنيين، معظمهم من الدروز، وكثيرون منهم على يد مقاتلين مرتبطين بالحكومة.
تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار بعد أسبوع من العنف.
وزعمت إسرائيل أنها تحمي الدروز فتدخّلت، حيث شنت عشرات الغارات الجوية على قوات حكومية في السويداء وحتى على مقر وزارة الدفاع السورية في وسط دمشق.
ومنذ نهاية حكم آل الأسد الذي دام 54 عاماً في ديسمبر، نفذت إسرائيل مئات الضربات الجوية في أنحاء البلاد، تستهدف وفقاً لها منشآت تابعة للجيش السوري كما قامت أيضاً بعمليات توغّل محددة.
بعد أحداث يوليو، بات كثيرون في السويداء يطالبون بنوع من الحكم الذاتي في إطار نظام فيدرالي، بينما تطالب مجموعة أصغر بالانفصال الكامل.
يسعى الرئيس أحمد الشراع بحذر إلى إعادة إدماج سوريا في المجتمع الدولي وحقق نجاحات بارزة في هذا المسار؛ فقد كان في سبتمبر أول زعيم سوري يخاطب الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ ستة عقود، ودُعي إلى البيت الأبيض يوم الاثنين لعقد الاجتماع الثاني مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب. كما كان أول زعيم سوري يزور البيت الأبيض منذ استقلال البلاد عام 1946.
ألغت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بعض العقوبات عن سوريا، واستقطبت البلاد استثمارات خليجية كبرى تمنحها دعماً اقتصادياً حيوياً بعد سنوات الحرب.
مع ذلك، يواجه مشروع الشراع لتحقيق وحدة وطنية بعد حرب أهلية مدمّرة استمرت 14 عاماً تحديات داخلية وخارجية جسيمة.