منذ الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر، حافظت إسرائيل على قوات داخل منطقة عازلة يخضع دورية لقوات الامم المتحدة في هضبة الجولان، ما فصل بين القوات الإسرائيلية والسورية.
أدانت دمشق زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين كبار آخرين إلى جنوب البلاد، حيث تجوّلوا بين وحدات عسكرية نشرت على أراض سورية محتلّة منذ أشهر، في خطوة اعتبرتها سوريا استفزازاً وتوسّعاً للاحتلال.
إسرائيل وسّعت من سيطرتها على أراضي جنوب سورية مع انهيار نظام الأسد أمام الفصائل المقاتلة في ديسمبر، بحسب تصريحات المسؤولين السوريين.
إبراهيم أولابي، مندوب سوريا لدى مجلس الأمن، قال أمام المجلس يوم الأربعاء: «تدين حكومتنا بشدّة هذه الجولة الاستفزازية التي تجسّد عدوان إسرائيل المستمر على سوريا وشعبها». وأضاف أنه «نجدد دعوتنا للأمم وهذه الهيئة إلى اتخاذ إجراءات حازمة وفورية لوقف هذه الانتهاكات، وضمان عدم تكرارها، وإنهاء الاحتلال وتطبيق القرارات ذات الصلة، ومنها اتفاق فك الاشتباك لعام 1974 الذي تلا حرب 1973».
من جهته، وصف الناطق باسم الامم المتحدة ستيفان دوجاريك الزيارة «العامة جداً» لنتنياهو وكبار المسؤولين الإسرائيليين بأنها «مقلقة على أقل تقدير»، مشيراً إلى أن قرار مجلس الأمن رقم 2799 دعا إلى «السيادة الكاملة، والوحدة، والاستقلال، والسلامة الإقليمية لسوريا».
كانت إسرائيل قد أعلنت سابقاً أن اتفاق 1974 بات لاغياً منذ فرار الأسد، وشرعت، بحسب دمشق ومنظمات دولية، في انتهاك السيادة السورية عبر غارات جوية، وعمليات تسلل برية واستطلاع جوي، وإنشاء حواجز عسكرية، واعتقالات وعمليات اختفاء قسري لمدنيين سوريين. وتؤكد سوريا أنها لم تردّ بالمثل.
خلال جلسة مجلس الأمن، امتنع ممثل إسرائيل، داني دانون، عن التطرق مباشرة إلى زيارة نتنياهو، وبدلاً من ذلك وجّه انتقادات لواجب دمشق، طالباً منها «أن تثبت أنها تتخلى عن التطرف والراديكالية، وأن حماية المسيحيين واليهود ليست مُهمّة ثانوية بل أولوية. أظهروا أن الميليشيات مكبّلة وأن العدالة حقيقية ودورة القتل العشوائي قد انتهت».
وردّ أولابي قائلاً: «أيها السفير، الدليل يقع على أكتافكم. لقد استهدفتم سوريا أكثر من ألف مرة، ونحن ردَنَا بطلبات دبلوماسية… وردّنا كان بلا بوادر عدوان تجاه إسرائيل. انخرطنا بشكل بنّاء وما زلنا ننتظر منكم المثل».
رافق نتنياهو في الزيارة كل من وزير الخارجية غيدعون ساعر، ووزير الدفاع إسرائيل كاتس، ورئيس أركان الجيش إيّال زامير، ورئيس جهاز الشاباك دافيد زيني.
وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين في دمشق «بأشد العبارات هذه الزيارة غير القانونية… واعتبرتها انتهاكاً جسيماً لسيادة وسلامة أراضي سوريا».
هذا الشهر جدد الجيش الإسرائيلي عمليات اقتحامه داخل سوريا عازماً نقاط تفتيش عسكرية في محافظة قنيطره، فيما ذكر رئيس الجمهورية السوري أحمد الشراع في سبتمبر أن إسرائيل نفّذت أكثر من ألف غارة جوية وأكثر من 400 عملية اقتحام برّي منذ الإطاحة بالأسد، واصفاً هذه الأفعال بأنها «خطيرة جداً».
من نيويورك، ذكر مراسل الجزيرة غابرييل إليزوندو أن دمشق وتل أبيب ما تزالان تتفاوضان حول اتفاقية أمنية يقول محلّلون إنها قد تُنجز قبل نهاية العام. وأضاف أن «الاحتكاك الحاد بين السفيرين من غير المرجّح أن يقضي على تلك المفاوضات، لكنه يبيّن مقدار عدم الثقة المتبادل—and كيف يواصل نتنياهو وحكومته السعي لاستفزاز دمشق».