أمطار موسمية غزيرة تسببت في مصرع مئات الأشخاص في شمال غرب باكستان (إقليم خيبر بختونخوا) وشرق البنجاب خلال أغسطس، لكن لقطات درامية تظهر مياه الفيضانات وهي تجرف حافلة ركاب ظهرت أول مرة على الإنترنت قبل أكثر من ثلاث سنوات، وكانت تقارير إخبارية قد عرضت لقطات مشابهة عن غرق ركاب في شمال شرق ايران في يوليو 2022.
في تسجيل نُشر على فيسبوك في 28 أغسطس، حمل التعليق بالأردية ادعاءً مفاده أن حافلة مدرسية مع مجموعة من الأطفال أصبحت ضحية فيضان ضخم. يُظهر المقطع حافلة خضراء تُجرفها مياه طينية، بينما يصرخ الركاب طالبين النجدة ويتحرك الناس على الضفة محاولين الإنقاذ، ثم تُرى الحافلة بعد فترة وقد انقلبت على السدّ الترابي.
تضمن المنشور أيضاً وسوماً تشير إلى نهر رافي وفيضانات وأسماء مواقع ومدن، وهو نفس المقطع الذي تكرر تداوله على منصات أخرى مثل إنستغرام وX وتيك توك. لكن التحقيق أظهر أن الفيديو منشأه تغطيات إخبارية لسيول ضربت ايران قبل ثلاث سنوات.
بحث عكسي للصور باستخدام لقطات مفصلية من المقطع قاد إلى تقرير نُشر في 31 يوليو 2022 على قناة The Independent Persian، حيث تضمنت وصفاً بالفارسية يفيد بأن الحادث وقع في 30 يوليو على الطريق بين قرية مياومي وقرية تشِنارَك في محافظة خراسان الرضوية، وأن 13 شخصاً كانوا على متن الحافلة ومنهم مواطنون عراقيون، وقد توفي سبعة منهم وفقاً لمحافظ مشهد آنذاك. كما نشرت وسائل إعلام إيرانية أخرى صوراً وتقارير مماثلة عن الحادث.
من جهة أخرى، شهدت ثلاثة أنهار عابرة للحدود في شرق باكستان ارتفاعات استثنائية في أغسطس نتيجة الأمطار الغزيرة الآتية من الهند، ما أدى إلى إطلاق تحذيرات في أنحاء مقاطعة البنجاب التي يقطنها نحو نصف سكان باكستان. ونُشرت صور مفبركة لمشهد الحافلة وعلى بعضها علامة حمراء أضافتها وكالة أنباء لبيان عدم صحتها. تم نشر إشعارات لإجلاء السكان والماشية قرب أنهار تشيناب ورافي وساتلج، ونُشرت قوات الجيش للمساعدة في عمليات الإخلاء.
تسببت الانهيارات الأرضية والفيضانات الناتجة عن موسم موسمي أثقل من المعتاد في مصرع أكثر من 850 شخصاً في باكستان منذ يونيو، بينما أسفرت موجة أمطار حديثة عن مقتل ما لا يقل عن 32 شخصاً حتى 31 أغسطس 2025. وأكدت تحقيقات وكالة فرانس برس ووكالات أخرى فحص العديد من الادعاءات الكاذبة المتداولة حول آثار الأمطار الموسمية على جنوبآسيا، مع نشر تحقيقات مضادة وتصحيحات لتوضيح أصول لقطات قديمة وإساءة استخدامها في سياق أحداث لاحقة.