توضيح
مع انطلاق موسم الأعاصير لهذا العام، تستعرض هذه المادة الفروقات بين أنماط العواصف المختلفة.
مع أولى أعاصير موسم الأطلسي، اعترفت التغطية بأن إعصار ايرين أصبح أول إعصار فعلي للموسم — الذي يمتد من 1 يونيو إلى 30 نوفمبر — متصاعداً بسرعة إلى الفئة الخامسة يوم السبت قبل أن يضعف إلى الفئة الثانية يوم الثلاثاء. رغم بقاء المركز بعيداً في عرض البحر، ولّد الإعصار أمواجًا عاتية امتدت على طول الساحل الشرقي للولايات المتحدة. وحذّرت السلطات في جزر أوتر بانكس الشمالية بكارولاينا من فيضانات ساحلية وأصدرت أوامر إخلاء.
مرّت العاصفة فوق جزر ليوارد الشمالية، جزر العذراء، بورتوريكو، هيسبانيولا، وجزر تركس وكايكوس، مع تسجيل ارتفاعات أمواج وصلت إلى جزر البهاما، برمودا، الساحل الشرقي الأمريكي، والمناطق الأطلسية من كندا.
تُدرَج سرعة تضخّم قوة الإعصار إلى الفئة الخامسة خلال فترة وجيزة ضمن أسرع حالات التقوية المسجلة في المحيط الأأتلسي، وقد ربط العلماء هذا النوع من التسارع بالتغير المناخي؛ فارتفاع درجات الحرارة العالمية يزيد من بخار الماء في الغلاف الجوي وحرارة المحيطات، ما يزود الأعاصير بوقود إضافي يسمح لها بالتقوّي بسرعة وإحداث أمطار أبلغ كثافة.
تصاعد قوة العواصف بهذه الوتيرة يجعل التنبؤات أصعب ويزيد صعوبة تخطيط الجهات الحكومية للطوارئ والاستجابة لها.
تنشر المنظمة العالمية للأرصاد قائمة أسماء مرتّبة أبجدياً للأعاصير المدارية القادمة. تُختار هذه الأسماء لتكون قصيرة وسهلة النطق ومناسبة عبر لغات متعددة وفريدة من نوعها.
كان ايرين خامس عاصفة حُدّد لها اسم هذا الموسم، لكنه أصبح أول إعصار لأن الأربع عواصف السابقة لم تبلغ قوة الإعصار. (الجزيرة)
هل الأعاصير، الإعصارات والتيفونات هي ذات الشيء؟
بالمجمل، نعم — الأعاصير والإعصارات والتيفونات هي في الأساس نفس الظاهرة: نظم عاصفية يبلغ فيها سرعتها أكثر من 119 كم/س (74 ميل/س). الاختلاف الوحيد هو البحر أو المحيط الذي نشأت فيه.
– الأعاصير: تحدث في شمال المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ الشمالي الشرقي، وتؤثر غالباً على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، الخليج ومنطقة الكاريبي. تقاس شدة الإعصار على مقياس من 1 إلى 5؛ فالإعصار من الفئة الأولى يُسجّل رياحاً مستمرة بين 119 و153 كم/س (74–95 ميل/س)، في حين أن إعصار الفئة الخامسة قد تتجاوز سرعته 252 كم/س (157 ميل/س).
– الإعصارات المدارية (Cyclones): تظهر في جنوب المحيط الهادئ والمحيط الهندي، غالباً ما تؤثر على بلدان تمتد من أستراليا حتى موزمبيق. موسم الإعصار في هذه المناطق يمتد عادة من نوفمبر حتى أبريل.
– التيفونات: تنشأ في شمال غرب المحيط الهادئ، وتضرب غالباً الفلبين واليابان. وتكون موسمية أكثر بين مايو وأكتوبر، مع إمكانية تشكلها على مدار السنة. تُصنّف التيفونات وفق مقاييس عدة، وتُعرف أخطرها باسم “تيفونات فائقة”.
كيف يتكوّن الإعصار المداري؟
تتكوّن العواصف المدارية فوق مياه المحيط الدافئة قرب خط الاستواء. يصعد الهواء الدافئ، فينشأ نطاق ضغط جوي أقل. عندما يبرد الهواء المرتفع يُزاح جانباً بفعل تيارات هواء دافئة صاعدة تحته، فتتولد الرياح القوية وهطولات مطرية غزيرة.
إذا اكتسب هذا الدوران زخماً وتقوى دورته، يتشكّل نظام مداري؛ ومع تسارع دوران النظام يبرز “العين” في المركز، وهي منطقة هادئة وصافية نسبياً ذات ضغط جوي منخفض جداً.
يُطلق على النظام اسم “عاصفة مدارية” عندما تصل سرعة الرياح إلى 63 كم/س (39 ميل/س). وعندما تبلغ سرعة الرياح 119 كم/س (74 ميل/س) يصبح النظام إعصاراً مداريّاً أو تايفوناً أو سيكلوناً بحسب موقعه الجغرافي.