شي جينبينغ يحيي المحاربين القدامى خلال احتفال يوم النصر ويؤكد الرواية الصينية للحرب العالمية الثانية

أحيت الصينن صباحًا مسيرة عسكرية ضخمة بمناسبة مرور ثمانين عامًا على نهاية الحرب العالمية الثانية، ثم أقامت مساءً حفلًا ثقافيًا في قاعة الشعب الكبرى لتأكيد روايتها الخاصة عن الحرب العالمية الثانية وإبراز قوتها العسكرية ومكانتها الدبلوماسية المتصاعدة.

بدأ الحفل التذكاري الذي امتد لحوالي ساعة ونصف عند الثامنة مساءً يوم الأربعاء، بحضور الرئيس شي جينبينغ وأعضاء اللجنة الدائمة للمكتب السياسي الذين صافحوا عددًا من قدامى المحاربين الصينيين الناجين من الحرب. لاقت تلك المصافحات تصفيقًا حارًا، مما عزز طابع الحفل على كونه مناسبة للتذكر والوفاء.

كان معظم هؤلاء المحاربين تجاوزوا التسعين عامًا، وربما كانت هذه آخر مشاركة لهم في عرض يوم النصر. حضر أيضًا مسن واحد من الحزب القومي الصيني (الكومينتانغ). وقد صافحهم الرئيس شي، كما صافحهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جون أون خلال المسيرة العسكرية التي جرت صباح الأربعاء.

لم يحضر أي زعماء أجانب الحفل المسائي.

حمل الحفل عنوان «العدالة ستنتصر» وضم خمسة برامج موضوعية مقسمة إلى ثمانية عشر فصلاً تمزج بين الغناء والرقص والشعر والدراما. عرض البرنامج نضال الصين الذي امتد أربعة عشر عامًا ضد العدوان الياباني ورواية الحزب الشيوعي عن الانتصار النهائي. افتتح الحفل بمشهد في شمال شرق الصين عام 1931، مؤكّدًا التأكيد الرسمي على مفهوم «حرب المقاومة الأربعة عشر سنة» بدلًا من رواية «الحرب الثماني سنوات» السابقة.

تشير الرواية التقليدية إلى الحرب الممتدة من حادث جسر ماركو بولو عام 1937 وحتى استسلام اليابان عام 1945، بينما أعادت بكين تحديد بدء الصراع إلى عام 1931 بعد تفجير استهدف سكة حديد يابانية قرب شنيانغ (المعروفة آنذاك بفينغتيان)، معتبرة أن الفترة الممتدة منذ 1931 تعكس الدور الحاسم الذي أدّاه الحزب الشيوعي الصيني في مقاومة الغزو.

يقرأ  الذكاء الاصطناعي: قوة دافعة لحلول التعلم الإلكتروني السريعة

خلال الحرب العالمية الثانية شكّل الكومينتانغ، الذي كان يحكم الصين آنذاك، تحالفًا مؤقتًا مع الحزب الشيوعي لمواجهة العدوان الياباني، وأسفر ذلك في النهاية عن استسلام اليابان عام 1945. وبعد هزيمته في الحرب الأهلية الصينية تراجع الكومينتانغ إلى تايوان عام 1949.

تضمّن الحفل مشاهد استعراضية تذكّر بمقر قيادة الحزب الشيوعي في يانان وأدى فيه عدد من نجوم التمثيل الصينيين المشهورين. كما ذكر العرض دور أجانب داعمين لمقاومة الصين، على رأسهم الطبيب الكندي نورمان بيثون.

كرر الحفل رسالة شي من خطاب صباح الأربعاء: «اعتزّوا بالسلام وابنوا المستقبل». في القسم الثاني من العرض تم التركيز على إنجازات التنمية الصينية، خصوصًا في البنية التحتية وسياسة الاعتماد على الذات في التكنولوجيا، مع إعادة لقطات من عرض المساء نفسه صباح الخميس. وردد أحد المؤدين بصوت جهوري: «يا أسلافنا، لقد تطورنا، ونحن قادرون على صون السلام».

اختتم الحفل بمقاطع تحت عنوان «مصير مشترك» وأداء جماعي لأنشودة «نشيد للوطن»، خاتمة حماسية دعت إلى الوحدة والسعي نحو السلام.

تقرير إضافي: إينوك وونغ.

نُشِر هذا المقال أصلاً في صحيفة South China Morning Post، الجهة الإعلامية الموثوقة في تغطية أخبار الصين وآسيا لأكثر من قرن. حقوق النشر © 2025 محفوظة لشركة South China Morning Post Publishers Ltd.

أضف تعليق