صدمة وذهول يسودان مانشستر بعد الهجوم على كنيس أخبار الدين

سكان كرَمبسال في مانشستر يعبّرون عن صدمتهم بعد هجوم بالسيارة والسكين قرب المعبد اليهودي أسفر عن مقتل شخصين

تجمّعت أعداد من السكان قرب معبد “هيتون بارك” العبري في كرَمبسال شمال مانشستر بعد ساعات من حادثة قاد فيها رجل سيارته إلى مرأى المارة ثم خرج مهاجماً بعضهم بسكين، وذلك في صباح يوم كيبور — أقدس أيام السنة لدى اليهود. كثيرون قالوا إن مثل هذا العنف لا يحدث في أحياء مثل هذه، ولا سيما في يوم مقدّس.

وقع الاعتداء نحو التاسعة والنصف صباحاً، قبل أن ينجح موظفو الأمن بالمعبد وبعض المارة في منع المهاجم من الدخول إلى المبنى حتى وصول الشرطة. وفق ما أفادت به الشرطة، أطلقت قوات الأمن النار على المهاجم وقتلته بعدما بدا أنه كان يرتدي ما بدا كـ«جهاز متفجر». نُقل أربعة مصابين إلى المستشفى في حالة خطرة، وأُلقى القبض على شخصين منذ الحادث حسب ما صرح به مساعد مفوض شرطة مكافحة الإرهاب.

الهوية والدوافع المحتملة للمهاجم لم تُكشف بعد. واقفاً مع بعض أفراد عائلته قرب حاجز الشرطة وبطيارة هليكوبتر للشرطة تحوم فوق الموقع، قال شاب اسمه زكي (23 عاماً) إنه لا يزال غير مصدّق ما جرى. «سمعت إطلاق النار هذا الصباح، ولم أظن أن ما سمعته حقيقياً — ظننته ألعاب نارية»، قال لوسائل الإعلام.

تكررت الروايات ذاتها من المارة: هذا الحي متعدد الثقافات منذ زمن طويل، وهناك انسجام بين جيرانه. قال زكي: «الجميع في مجتمعنا متفاهمون. جيراننا يهود». وعبّر سام مارتن (41 عاماً) عن صدمته قائلاً: «هنا كل الناس — مسلمون ويهود وغيرهم. لم أجد إلا محبة ولطفاً من مجتمعنا اليهودي. لا أصدق أن شيئاً كهذا حصل».

رغم أن الحرب الإسرائيلية على غزة أثّرت على المشهد العام، أفاد سكان الحي بأن الانقسام الجذري لم ينتشر بينهم، إلا أن خشيتهم الآن متجهة إلى استفادة المتطرفين من الحادث لإشاعة الفوضى. وفعلاً استغل ناشط يميني متطرف الحادث سريعاً، ووجّه أصابع الاتهام إلى مؤسسات يهودية وحزب العمال الحاكم في المملكة المتحدة رغم عدم وضوح هوية أو دوافع المهاجم.

يقرأ  القتل عن بُعد — الشؤون العسكرية

من جهته دان وزير الخارجية الإسرائيلي الهجوم وكتب معبراً عن غضبه من تصاعد ما وصفه بالتحريض المعادي للسامية في شوارع لندن والحرم الجامعي، معبّراً عن تعازيه العميقة لأسر الضحايا وتمنّياته بالشفاء العاجل للمصابين.

وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن المهاجم «شخص حقير» ودُفع لشنّ الهجوم على اليهود «لأنهم يهود». وفي الحي، قال شاب آخر يُدعى أكيفا (23 عاماً) إنه متأكد من أن اليمين المتطرف الإنجليزي سيحاول استثمار الحادث، وأضاف أن الاعتداء زعزع مشاعر السكان اليهود وقد يزرع شرخاً في مجتمع كان يعيش هدوءاً وتكاملاً.

نُقل عن أعضاء آخرين في الجالية اليهودية شعورهم بأنهم استُهدفوا لمجرّد انتمائهم الديني، وأن هذا الاعتداء حلّ عليهم في أسوأ توقيت ممكن — في يوم مقدّس يخصّهم. الجهود الآن تتركّز على دعم العائلات المتضررة واحتواء أي توترات محتملة في المنطقه، بينما تواصل السلطات تحقيقها في ملابسات الهجوم.

أضف تعليق