فانكوفر، كندا — بعد ما يقرب من ثلاثة أسابيع على دخول مضيفي ومضيفات الطيران في إضراب ضد شركة أير كندا، أكبر ناقل جوي في البلاد، يُدلي نحو 10,500 من العاملين بأصواتهم على اتفاق مؤقت لحل النزاع الذي أحيا الحركة العمالية في كندا.
خلفية الإضراب
مضى 16 أغسطس قبل أن يشرع المضيفون في إضراب دام ثلاثة أيام، وهو توقيت جاء خلال ذروة السفر الجوي الصيفية. بعد يوم واحد على خطوط الاعتصام، أصدرت الحكومة الفدرالية أمراً بإرجاعهم إلى العمل — لكن قادة النقابة رفضوا الامتثال، معرضين أنفسهم لخطر السجن والغرامات. الآن، الاتفاق المؤقت الذي تم التوصل إليه في 19 أغسطس خاضع للتصويت من قبل الأعضاء؛ يغلق باب الاقتراع يوم السبت، ومن المتوقع إعلان النتائج فور فرز الأصوات.
الخسائر والآثار
تُقدّر الخسائر التي تكبّدتها الشركة بنحو 300 مليون دولار كندي، وأدت الاضطرابات إلى إلغاء رحلات أثرَت على نحو نصف مليون مسافر. وما ميز هذا الإضراب أنه كان أول نقابة تتحدى بنداً غامضاً في قانون العمل الكندي لأكثر من أربعين عاماً، بند استُخدم مراراً لوقف إضرابات في الأشهر الأخيرة.
مضمون الاتفاق وردود الفعل
الاتفاق الذي تصفّه نقابة الخدمات العامة الكندية (CUPE) بأنه «تحوّلي» يتضمن زيادة أجور بنسبة 12% للمجندين الجدد، و8% للعاملين الأقدم، وحوالي 3% في السنوات التالية. تقول إدارة أير كندا إنها تحسّن الأجور والمعاشات والمزايا «دون تنازلات من النقابة»، لكنها تعترف بإمكانية رفضه. وفي حال رفض بنود الأجور سيحال الجزء المتعلق بالأجور إلى تحكيم ملزم، بينما تبقى بنود أخرى سارية دون السماح بإضراب أو إقفال.
ضغط الدولة والإجبار
اتهم بعض المضيفين النقابة والحكومة بأنها فرضت الاتفاق «تحت الإكراه»، بعد أن أعلنت الحكومة الإضراب «غير قانوني» وأمرت العمال بالعودة إلى مهامهم في أول يوم للاعتصام. قال أوليفر كوبر، مدير خدمة بأير كندا في فانكوفر، إن التهديد بسجن القادة وفرض غرامات على النقابة جعل التفاوض بعيداً عن الحرية الحقيقية. وصف أستاذ دراسات العمل آدم دونالد كينغ الاتفاق بأنه «عرض لا يمكن رفضه» فعلياً بالنسبة للعاملين.
انقسام بين الأعضاء
مع بدء التصويت ظهرت انقسامات داخل صفوف المضيفين حول ما إذا كان ينبغي قبول الاتفاق، فبين من يرى أنه خطوة للأمام خصوصاً لرفع رواتب المجندين الجدد، وبين من يشعر بأن الزيادات لا تواكب التضخم وأن الأجر الابتدائي، الذي قُدّر أقل من 34 دولاراً كندياً للساعة، لا يخرج الكثيرين من دائرة الفقر. يقول بعض المضيفين إنهم «ناقِدون ومستعدون للمخاطرة» رفضاً لما وصفوه بالتنازلات غير الكافية.
قضية العمل غير المدفوع
أثار الاتفاق نقطة حسّاسة أخرى: ساعات العمل غير المدفوعة. يشتكي العديد من المضيفين من عدم تقاضي أجر عن أعمال أرضية متكررة مثل مساعدة الركاب على الصعود، التعامل مع أمتعة زائدة، انتظار تأخيرات، أو التعامل مع حالات طبية؛ إذ لا يدفع لهم الأجر إلا من لحظة إقلاع الطائرة وحتى هبوطها وفق النظام القديم. ينص الاتفاق الجديد على دفع ما يصل إلى 60 دقيقة عن الوقت على الأرض، لكن بأجر نصف الساعة فقط. يؤكد كثيرون أن ذلك غير عادل، وأن القطاع بحاجة إلى مراجعة شاملة لسياسات التعويض.
تحقيق حكومي واتهامات بالانحياز
أعلنت وزيرة العمال فتح تحقيق في ظاهرة العمل غير المدفوع بقطاع الطيران، معتبرة أن «لا أحد يجب أن يعمل مجاناً». في المقابل احتدت الاتهامات تجاه اللوحَة الفدرالية للعلاقات الصناعية بعد إصدارها قرار العودة إلى العمل، واشتكت النقابة من «تصوّر معقول للتحيّز» ضد المضيفين بسبب الروابط السابقة لرئيسة المجلس مع أير كندا كمستشارة قانونية داخلية وممثلة قانونية لدى مكاتب محاماة تعاملت مع الشركة. رفضت رئيسة المجلس هذه الاتهامات، قائلة إن «الخبرة السابقة وحدها لا تثبت وجود تضارب مصالح»، فيما اكتفت الهيئة بالقول إن «قراراتها تتحدث عن نفسها».
الخلاصة
بينما ينتظر الآلاف نتائج التصويت، يبقى النزاع مرآة لأسئلة أوسع حول توازن القوى بين العمال والدولة والشركات الكبرى، وعن مدى حماية العاملين من ممارسات العمل غير المدفوعة. النتيجة قد تحدد مسار العلاقة بين أير كندا ومضيفيها، وتترك أثراً على المشهد النقابي الكندي بأسره.
«الأمر يتكلم عن نفسه، والحكومة لم تفعل شيئًا حياله.»
«جرس إنذار»
قال كينغ ان بينما كانت المادة 107 من قانون العمل موجودة لعقود، نادراً ما استُخدمت لصالح تشريعات برلمانية تُعيد العمال إلى العمل.
خلال العام الماضي استُخدمت هذه المادة نصف دزينة مرات في أماكن عمل خاضعة للتنظيم الفدرالي، شملت الموانئ والبريد والسكك الحديدية والقطاع الجوي.
«امتثلت نقابات أخرى ورفعت تحديات قضائية، لكنها أنهت إضراباتها»، قال كينغ. «هذه المرة الأولى التي ترفض فيها نقابة ذلك.»
ومنذ ذلك الحين رفعت CUPE دعوى ضد أوتاوا بشأن المادة 107، مدعيةً انتهاك حقوق المنظمين النقابيين المحمية بموجب الميثاق — الحق في الدفاع عن هذه الحقوق التفاوضية الحيوية ضد هجمات مستقبلية.
وصف كينغ هذه اللحظة في التاريخ الكندي بأنها «لحظة استثنائية»، مشيراً إلى نمط بعد الجائحة؛ أن العمال صار لديهم توقعات أعلى و«استعداد أكبر للمواجهة».
كانت موقف المضيفات الجويّات التحديّ مؤقتاً، لكنه قد يشكل «جرس إنذار» حول تصاعد جرأة الحركة العمالية، كما يقول كوبر.
«ما حصل مع إير كندا ربما يكون مجرد جرس إنذار»، قال. «قادة العمل غداً سيجدون أنفسهم في حالة يأس؛ فجأة قد لا يبدو الإضراب العفوي أو الإضراب العام مهدداً إلى هذا الحد، فقد تفوق المنافع الجماعية التكاليف المحتملة.»
بالنسبة للمضيفة هنلي لاردن، نائبة رئيس فرع CUPE في فانكوفر، بغض النظر عن نعم أم لا، هذا الأسبوع التصويتة هي فرصة لزميلاتها ليُعبرن أخيراً عن رأيهن — رغم أن أصواتهن «كُبتت» من قِبل كل من ربّ العمل والحكومة.
«سيُتاح لكل واحدٍ منا فرصة تقييم الاتفاق على أساس مزاياه والتصويت بالموافقة أو الرفض»، كتبت في تدوينة، «حُرّون من الضغوط أو التأثير غير المبرر.»
قال كوبر إنه يشعر بالفخر تجاه زملائه بعد تمسّكهم بموقفهم.
«كانت الأجواء ملتهبة جدًا»، تذكر. «كان أمراً يبعث على الفخر.»