المحادثات في تركيا لم تُسفر عن نتائج بعد أن اتهمت حركة طالبان باكستان بعدم تقديم مطالب قابلة للتنفيذ.
نُشر في 8 نوفمبر 2025
انقر هنا للمشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي
حكّام طالبان في أفغانستان حمّلوا باكستان مسؤولية فشل المحادثات التي وساطت فيها قطر وتركيا وعُقدت في اسطنبول، مشيرين إلى أن احتمال استمرار الاشتباكات بين البلدين الجارين لا يزال قائمًا.
اختتمت المباحثات يوم الجمعة دون التوصل إلى حل، وذلك بعد أن أعلنت طالبان مقتل عدد من المدنيين الأفغان وإصابة آخرين في اشتباكات على طول الحدود مع باكستان.
قصص موصى بها
أُجريت محادثات طيلة يومين بحسن نية، وكان المتوقع من اسلام آباد أن تُعرض “مطالبًا واقعية وقابلة للتنفيذ للوصول إلى حل جذري”، بحسب ما قال المتحدث باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد في بيان نشره على منصات التواصل صباح السبت.
وأضاف مجاهد أن الجانب الباكستاني “حاول خلال الحوار إحالة كل مسؤوليات الأمن إلى الحكومة الأفغانية، وفي الوقت نفسه لم يُظهر أي رغبة في تحمل مسؤولية أمن أفغانستان أو أمن بلاده”.
وصف مجاهد موقف باكستان بأنه “غير مسؤول وغير متعاون”، ما أدى إلى “غياب أي نتيجة” عن المباحثات.
وليست لدى الحكومة الباكستانية رد فوري على هذا البيان.
إلا أن باكستان كانت قد أكدت الجمعة أيضًا أن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود، وأنه لم يحرَز أي تقدم حقيقي، في حين ظل وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه قطر ساريًا.
وقال وزير الإعلام الباكستاني عطاء الله تارار إن اسلام آباد “لن تدعم أي خطوات من حكومة طالبان لا تصب في مصلحة الشعب الأفغاني أو الدول المجاورة”.
وتؤكد باكستان أن سلطات طالبان لم تُنفّذ التعهدات التي قطعتها أمام المجتمع الدولي بموجب اتفاق الدوحة عام 2021 لمكافحة “الإرهاب”.
ترى باكستان أن السلطات في كابول تؤوي جماعات مسلحة، وعلى رأسها حركة طالبان باكستان (تحريك طالبان باكستان أو تي تي بي)، التي نفّذت عقودًا من الهجمات الدامية داخل باكستان، فردّت الدولة بشن سلسلة هجمات جوية مميتة داخل أفغانستان. كما شهدت كابول انفجارات الشهر الماضي ألقت حكومة طالبان باللوم فيها على باكستان.
تنفي طالبان احتضانها لمجموعة تي تي بي، وتؤكد التزامها بالأمن المتبادل.
وقال مجاهد إن طالبان “لن تسمح لأحد باستخدام الأراضي الأفغانية ضد دولة أخرى، ولن تمنح أي دولة الحق في استخدام الأراضي الأفغانية للقيام بأفعال تقوّض سيادة أو استقلال أو أمن أفغانستان”.
وأشار إلى أن شعب باكستان “أصدقاء وإخوة”، لكن كابول ستدافع بحزم عن نفسها أمام أي عدوان.
وكانت اسلام آباد قد شكرت قطر وتركيا على وساطتهما، لكنها أكدت أنها ستتخذ “كل التدابير الضرورية” لحماية شعبها وسيادتها.
وفق الأمم المتحدة، أسفرت الاشتباكات التي اندلعت أوائل أكتوبر عن مقتل 50 مدنياً وإصابة 447 آخرين على الجانب الأفغاني من الحدود. كما أدت الانفجارات في كابول إلى مقتل خمسة أشخاص على الأقل.
من جانبها قالت القوات الباكستانية إن 23 جنديًا من صفوفها قُتلوا في هجمات نسبت إلى طالبان وأُصيب 29 آخرون، لكنها لم تذكر أي حصيلة للضحايا المدنيين.