طالبان تُحيي الذكرى الرابعة لعودتها إلى السلطة وسط تهديدات داخلية — أخبار طالبان

حذّر زعيم حركة طالبان من أن أهل أفغانستان الذين لا يُظهرون الامتنان لحكم الحركة المتشدد سيُعاقَبون عقاباً إلهياً شديداً، في بيان نُشر بمناسبة الذكرى الرابعة لعودة الحركة إلى السلطة. وجاء في منشور هبة الله آخندزاده على وسائل التواصل الاجتماعي، الجمعة، بمناسبة ما وصفه بـ«يوم النصر»، بعد انسحاب القوات الأميركية وحلف الناتو الفوضوي قبل أربع سنوات واستيلاء طالبان مجدداً على كابل.

كان في التحذير تذكير صارخ بالقيود الواسعة وقمع الحريات، لا سيما حقوق النساء والفتيات، التي فرضتها الحركة استناداً إلى تفسيرها الصارم للشريعة الإسلامية. وادّعى آخندزاده أن الأفغان عانوا عقوداً باسم إقامة «الحكم الديني» الذي — حسب قوله — أنقذ الناس من «الفساد والظلم والاغتصاب والمخدرات والسرقة والنهب». وأضاف: «هذه نعم إلهية عظيمة لا ينبغي لشعبنا أن ينساها، وعلى المرء أن يَبدي شُكرَه لله تعالى كي تتكاثر النعم. وإن لم نشكر النعم وكنّا جاحدين، فإننا معرضون للعقاب الشديد من عند الله».

وطالب أيضاً وزراء الحكومة بإزالة لقب «قائم بالأعمال» من مسمياتهم الوظيفية، في إشارة إلى ترسيخ حكم إدارته وسط غياب معارضة داخلية فعّالة.

يوم النصر
بعد مرور أربعة أعوام على عودتها إلى السلطة، لا تزال حكومة طالبان معزولة دولياً بدرجة كبيرة بسبب القيود الجسيمة على الحقوق، رغم أن روسيا أصبحت أول دولة تعترف رسمياً بإدارة طالبان في أوائل يوليو. كما تربطها علاقات وثيقة مع الصين والإمارات وبعض دول آسيا الوسطى، لكنها لم تنل اعترافاً رسمياً من تلك الدول إلى حدّ كبير.

أُعدت احتفالات واستعراضات في عدة مدن أفغانية، وكان من المخطط أن تُنَسَّم هليوكبترات فوق كابل زهوراً. وأظهرت صور مراسم رسمية افتتاحية في كابل قاعة مكتظة بمندوبين ذكور حصراً.

«جرح مفتوح في التاريخ»
بدلاً من الاحتفال، نظمت حركة نساء أفغانيات ناشطات احتجاجاً داخلياً في إقليم تخار شمال شرق البلاد، احتجاجاً على حكم طالبان القمعي. وقالت الحركة في بيان لوكالة أسوشييتد برس: «هذا اليوم يشكّل بداية سيادة سوداء استبعدت النساء عن العمل والتعليم والحياة الاجتماعية». وأضافت: «نحن، النساء المحتجات، لا نتذكّر هذا اليوم كمجرد ذكرى، بل كجرح مفتوح في التاريخ لم يلتئم بعد. سقوط أفغانستان لم يكن سقوط إرادتنا. نحن صامدات حتى في الظلام».

يقرأ  الدعوة إلى التفكير الناقد في ظلّ التوترات الاجتماعية— تيتش ثوت

ورُفعت احتجاجات داخلية مماثلة أيضاً في العاصمة الباكستانية إسلام آباد.

القمع وتهديدات القتل
نددت الأمم المتحدة وحكومات أجنبية ومنظمات حقوق الإنسان بمعاملة طالبان للنساء والفتيات، الممنوعات من معظم أشكال التعليم والعمل، ومن التواجد في الحدائق وصالات الرياضة ومن السفر دون محرم ذكر. وتفرض مفتشيات «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» ارتداء المرأة للعباءة أو الشادور الذي يغطي الجسم كله، بينما نصّ قانون اعلن قبل عام على حظر غناء النساء أو إلقاء الشعر علناً، وعلى «إخفاء» أصواتهن وأجسادهن خارج المنزل.

في الشهر الماضي أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف ضد آخندزاده ورئيس القضاء الأفغاني بتهم الاضطهاد القائم على النوع الاجتماعي ضد النساء والفتيات. ورأى قضاة المحكمة أن طالبان «حَرمت بشدة» الفتيات والنساء من حقوق التعليم والخصوصية والحياة الأسرية وحرية التنقل والتعبير والفكر والضمير والدين.

ووجد تقرير للأمم المتحدة صدر في أغسطس 2024 أن ما لا يقل عن 1.4 مليون فتاة حُرِمن عمداً من حقهن في التعليم تحت حكم طالبان. ومن بين القيود المفروضة على النساء حظر العمل لدى المنظمات غير الحكومية وغيرها من الوظائف؛ وكشف تقرير أممي هذا الشهر أن عشرات النساء الأفغانيات العاملات لدى بعثة الأمم المتحدة في البلاد تلقين تهديدات مباشرة بالقتل.

وقالت البعثة إن طالبان أبلغتها أن عناصرها غير مسؤولة عن تلك التهديدات، وتجري وزارة الداخلية تحقيقاً في الأمر. وأكد الناطق باسم وزارة الداخلية، عبد المتين قاني، لاحقاً لوكالة أسوشييتد برس أنه لا توجد تهديدات قد صدرت.

في هذه الأثناء، تواصل كلّ من إيران وباكستان والولايات المتحدة إعادة لاجئين أفغان إلى حكم طالبان، حيث يواجهون مخاطر الاضطهاد والتمييز.

أضف تعليق