طبعة ٢٠٢٥ — الوصمة القرمزية والتوعية بالتوحد

في 22 سبتمبر 2025، خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض حضره روبرت ف. كينيدي جونيور ودونالد ترامب، تَصَرَّحا بأن استخدام تايلينول (أسيتامينوفين) أثناء الحمل قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالتوحد، رغم غياب دليل علمي قوي يدعم هذا الادعاء.

وصمة طلب المساعدة كانت دائماً عبئًا على المتعلمين. في مدارس K–12 رُصِفت الفئات التي تحتاج دعماً بلون خاص — الحمراء للدعم المكثف والصفراء للدعم الموجَّه — ثم نُقلت بعض الطواقم إلى فصول منفصلة وأحياناً إلى مدارس منفصلة، وكأنَّ ارتداء علامة تمييزية هو الحل الأمثل. عندما تُروّج شخصيات سياسية لمعلومات مضلِّلة تقول إن تايلينول يسبب التوحد، فإن ذلك يعزّز عزلتهـم ويجعل من الصعب على المُعلِّمين تقديم الدعم الضروري. هذا ليس مجرد خلاف علمي؛ بل هو ضرر فعلي للشباب.

أكبر دراسة متاحة حول الموضوع خلصت إلى أن استخدام تايلينول ليس مرتبطًا بزيادة مخاطر التوحد أو اضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة أو الإعاقة الفكرية لدى الأطفال. المتعلمون ليسوا تشخيصات ولا حكايات تحذيرية ولا أدوات سياسية؛ هم بشر أصحاب كرامة يستحقون دعماً فعّالاً. في زمن المعلومات المضلِّلة ومعاداة العقلانية، يجب على المُعلِّمين أن يؤدّوا دورهم التربوي ويُحرِصوا في الوقت نفسه على الدفاع عن ضرورة الدعم التعليمي.

إضافةً إلى وصمة التوحد، هناك فجوة واضحة في التحضير المسبق والتدريب المهني فيما يتعلّق بدعم ذوي الاحتياجات، والتدخلات، والاستراتيجيات التعليمية. تصوّر أن تكون مُعلِّماً قادمًا من برنامج إعداد المعلمين وتحصل على صف أو صفين كحد أقصى عن كيفية دعم المتعلمين ذوي الإعاقة، ثم تُطلب منك مسؤولية تعليم أطفال من ذوي التوحد دون تدريب مستمر: هذه هي حقيقة كثيرٍ من المعلِّمين. في المتوسط، يحصل مُعلِّم التعليم العام على صف واحد فقط عن الإعاقة أثناء إعدادهم المسبق ونادراً ما يتلقون تعلمًا مهنيًا فعّالاً بعد دخولهم الفصول.

يقرأ  المتحدث باسم الأمم المتحدة: احتجاز موظف أممي عقب مداهمة الحوثيين مكاتب المنظمة في صنعاء

عبارات مثل «تعلمت كل شيء من الصفر» أسمعها كثيراً عندما أعمل مع مُعلِّمين في فهم واستخدام التكنولوجيا المساعدة والمواد التعليمية القابلة للوصول داخل الصف. ومع ذلك، عندما نغيِّر السؤال من «ما الخلل؟» إلى «ما الذي يناسب هذا المتعلم؟» تبدأ ممارسات التدريس بالتحوّل: المُعلِّمون يركِّزون على نقاط القوة—القدرة على التعرف على الأنماط والذاكرة—ويقرنون هذه المميزات بالتعاون مع الزملاء بدلاً من العزل. فيما يلي ثلاث استراتيجيات عملية للمُعلِّمين:

1) جعل الدعم أمراً طبيعياً
الدعم حقٌّ إنساني عام، وليس وصمة عجز. المتعلمون ذوو الإعاقة تم تهميشهم تاريخياً؛ واجبنا أن نعيد إنسانية طلب المساعدة ونبدأ من منظور قائم على الأصول والقدرات. إذا عامل الأقران زملاءهم بشكل مختلف فقد يؤدي ذلك إلى التنمر أو العزل؛ لذا من الضروري استخدام لغة شاملة داخل الصف وتوعية التلاميذ. عرِّف الذكاءات والقدرات الموجودة لدى المتعلم واستثمرها لتقريبه من أهدافه. مثال فعّال: عندما صاغت إحدى المعلمات أدوات حسّية مثل سماعات عزل الضجيج وملصقات حسّية وعُجينة الالتفاف كأدوات تركيز تُساعد الجميع على التعلم، بدأ طلاب صفها في رؤية هذه التسهيلات كعناصر للنجاح لا كعلامات اختلاف. سمَّت المعلمة مجموعات الأدوات «حزم الهدوء» ووفرت لكل متعلم حقيبته الخاصة بأدوات نافعة.

2) مشاركة موارد ميسّرة ومبنية على الأدلّة
الأسر كثيراً ما تتلقّى معلومات متضاربة ومُحملة بالوصمة حول التوحد. بإمكان المُعلِّم أن يوازن ذلك بمشاركة موارد دقيقة، مبنية على أبحاث ومصاغة بلغة بسيطة وسهلة الوصول. كثير من الآباء يواجهون صعوبة في تقبّل وضع طفلهم إذا طُبِع على أنه «مكسور» أو «بحاجة إلى إصلاح». خلال تدريبي المهني تعلّمت أن عائلات الأطفال ذوي الإعاقة تمر بمرحلة حزن على صورة الطفل التي كانوا يتخيلونها، وأن تغيير سرد القصة عمليًا يغيّر النتائج. ربطت أباً بقصص نجاح لأشخاص مصابين بالتوحد—علماء وفنانين ومهندسين نَمَت مواهبهم عندما تم تنميتها—فانقلب تصورُه نحو إمكانيات جديدة. واجبنا كمعلمين أن نقدم لأولياء الأمور معلومات تمكينية تركز على القدرات لا على العجز: ملخصات موجزة، نصائح عملية، وخيارات دعم متنوعة قابلة للتنفيذ.

يقرأ  قُتل أثناء السعي إلى الطعامجيريمي بوين عن إطلاق النار على عبد الله ونظام المساعدات القاتل في غزة

3) التعلم المهني المركز على الإعاقة
ادفعوا نحو برامج تطوير مهني أقوى ومستمرة حول الإعاقة ومواجهة المعلومات المضلِّلة. المتعلّمون يسمعون هذه السرديات ويستوعبونها لأن البالغين حولهم أحياناً يسيئون فهم التشخيص ويصدرون ادعاءات غير صحيحة. علينا أن نبني قدراتنا كما نبني قدرات الطلبة وأن نكون مصدراً للآخرين. يجب أن يكون التعلم المهني مبنياً على الأبحاث ويحوّل الأدلة إلى ممارسات قابلة للتطبيق داخل الفصول، لجميع المُعلِّمين وليس فقط لأخصائيي التربية الخاصة. وضع البحث حيز التنفيذ هو واجبنا تجاه المجتمع الذي نخدمه.

عندما يُبنى التعلم المهني على الخبرات المعيشة، والممارسات المعتمدة على الأصول، والعلوم الراهنة، نقوّي بيئاتنا التعليمية ضد وصمة المعلومات المضلِّلة والتحامل. كحد أدنى، دورنا كمعلمين هو حماية كرامة المتعلمين ومواجهة المعلومات الضارة. التوحد ليس بطاقة عار ولا علامة تحذير؛ على المعلمين أن يقودوا إعادة صياغة السرد حتى لا يُعرَّف المتعلّمون بالوصمة بل بالإمكانات.

كيف نتصرف بقيادة قائمة على الإمكانات للمتعلمين؟

ملاحظة أخيرة: في 29 أكتوبر 2025، أعاد روبرت ف. كينيدي جونيور — الذي يشغل الآن منصب وزير الصحة الأمريكي — صياغة تصريحاته السابقة حول تايلينول والحمل، قائلاً إن الأدلة «غير كافية» لإثبات السببية وداعياً إلى نهج حذر بدل إصدار تحذير قاطع. هذه العودة خطوة في الاتجاه الصحيح لكنها لا تعفي المجتمع التعليمي من مسؤولية مواجهة المعلومات المضللة وتقديم الدعم المبني على العلم.

أضف تعليق