دراسة: 91% من تلاميذ المدارس الاعدادية الأمريكية يشعرون بالتوتر عند طرح الأسئلة في الصف
تكشف دراسة جديدة أن طلاب المرحلة الاعدادية في الولايات المتحدة يعانون أعلى مستويات القلق والانسحاب الدراسي مقارنةً بمراحل التعليم الأخرى، إذ أفاد 91% منهم بأنهم يشعرون بالتوتر بشأن طرح الأسئلة في الصف على الأقل اسبوعياً. وتمثل هذه النسبة زيادة قدرها 29 نقطة مئوية مقارنة بطلاب المرحلة الابتدائية، ما يبرز تحولاً تطورياً حاداً يبدأ مع مطلع سن المراهقة.
ثغرة إدراكية بين الطلاب والمعلمين
تُظهر النتائج تبايناً واضحاً بين تجربة الطلاب التعليمية وتصوّر المعلمين لمستوى تفاعلهم. بينما يذكر 59% من طلاب الاعدادية أنهم يشعرون بتفاعل عالٍ مع تعلمهم، يرى المعلمون ذلك فقط لدى 36% من الطلاب، ما يخلق فجوة إدراكية تبلغ 23 نقطة وتزداد مقارنة بالمرحلة الابتدائية.
منهجية العينة
اعتمدت الدراسة على تقرير “Education Insights 2025–2026: Fueling Learning Through Engagement” وأجرته شركة Hanover Research لصالح Discovery Education في مايو 2025، بمشاركة 1,398 من المشرفين، ومديري المدارس، والمعلمين، وأولياء الأمور، والطلاب من نظام التعليم K–12 في أنحاء الولايات المتحدة.
ضعف المشاركة اللفظية وارتباطه بالقلق
تظهر البيانات أن ذروة توتر الطلاب تجاه المشاركة اللفظية تقع في سنوات الاعدادية: 62% فقط من طلاب هذه المرحلة يقولون إنهم غالباً ما يطرحون أسئلة مدروسة في الصف، مقابل 66% في المرحلة الابتدائية، بالرغم من أن المعلمين يعتبرون الأسئلة المؤثرة أهم مؤشر على التفاعل الطلابي.
المعلمون يواجهون صعوبة في ملاحظة أشكال التفاعل الهادئ
يشير المعلمون في الاعدادية إلى تردد أعلى في ظهور مواقف سلبية تجاه المدرسة مقارنةً بالمراحل الأخرى، وغالباً ما يلاحظون سلوكيات أكثر من تلك التي يقرّ بها الطلاب أنفسهم. هذا يوحي بأن المعلمين قد يفسرون أشكال التفاعل الداخلية أو الهادئة كفقدان للاهتمام. فعلى سبيل المثال، بينما يرى 72% من المعلمين أن طرح الأسئلة المدروسة هو أقوى دليل على التفاعل، فإن ثلثهم فقط يلاحظون هذا السلوك بشكل متكرر، لا سيما في الاعدادية والثانوية.
مقاييس حسب المرحلة
– الابتدائية: 66% يطرحون أسئلة غالباً، 62% يشعرون بالتوتر اسبوعياً، الفجوة الإدراكية 19 نقطة.
– الاعدادية: 62% يطرحون أسئلة غالباً، 91% يشعرون بالتوتر اسبوعياً، الفجوة 23 نقطة.
– الثانوية: 59% يطرحون أسئلة غالباً، 86% يشعرون بالتوتر اسبوعياً، الفجوة 25 نقطة.
تحول أنماط الانسحاب من سلوكي إلى سلبي
تشير الدراسة إلى أن الانسحاب في الاعدادية يبدأ بالانتقال من سلوكيات اجتماعية واضحة إلى أنماط أكثر سلبية وسرية. ففي حين كانت الدلالات التقليدية للانسحاب في الابتدائية تشتمل على الدردشة مع الزملاء (76%) والسلوك العاصي (68%)، تظهر في الاعدادية موازنة بين الاضطرابات التقليدية والسلوكات السلبية مثل الاستخدام المكثف للهاتف أو النوم في الصف.
زاد استعمال الهواتف أثناء الدوام حوالي 30 نقطة مئوية في الاعدادية مقارنة بالابتدائية، كما يذكر 76% من المعلمين أنهم يتنافسون مع وسائل التواصل الاجتماعي لجذب انتباه الطلاب. ومع نماء النضج الاجتماعي وحساسية تقييم الأقران في مرحلة المراهقة المبكرة، قد يلجأ الطلاب إلى إخفاء عدم الاهتمام عبر سلوكيات تجنبية بدلاً من المقاومة العلنية، ما يجعل الكشف عن الانسحاب ومعالجته أكثر صعوبة.
استنتاج
تربط نتائج الدراسة ارتفاع القلق وانخفاض المشاركة اللفظية لدى طلاب الاعدادية بزيادة الوعي الاجتماعي والخوف من الحكم الاجتماعي في سن المراهقة المبكرة، الأمر الذي يحدّ من استعدادهم للمشاركة الشفهية في الصف ويستدعي استراتيجيات تعليمية تُتيح أشكال تفاعل بديلة يمكن أن تكشف عن اهتمام حقيقي مخفي.