دعوى في ديلاوير تتهم مفاتيح الوقود المعطوبة بالتسبب في تحطم طائرة «إير إنديا» بوينغ 787
نُشر في 17 سبتمبر 2025
رفعت رفعت دعوى قضائية أمام محكمة ديلاوير العليا تتهم شركتي بوينغ و«هونيويل» — مصنّعتي مفاتيح الوقود — بالمسؤولية عن تحطم رحلة 171 التابعة لإير إنديا بعد ثوانٍ من إقلاعها من أحمد آباد باتجاه لندن، في حادث أودى بحياة 260 شخصًا.
تستند الدعوى إلى تحفّظات بشأن مفاتيح قطع الوقود، مشيرةً إلى توجيه صادر عن إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية (FAA) عام 2018 أوصى، ولم يفرِض، على مشغّلي عدة طرازات من بوينغ، بينها 787، فحص آلية قفل مفاتيح قطع الوقود لضمان عدم تحرّكها عن طريق الخطأ. وورد في الدعوى أن موقع المفاتيح في قمرة القيادة يجعلها عرضة للضغط غير المقصود، ما «يضمن فعليًا» أن النشاط العادي في القمرة قد يؤدي إلى قطع الوقود بالخطأ.
أفاد مكتب التحقيق في حوادث الطائرات بالهند (AAIB) في تقريره الاولي أنّ شركة إير إنديا لم تقم بالمعاينات الموصى بها، وأن سجلات الصيانة أظهرت استبدال وحدة التحكم في دواسات الخانق، التي تتضمن مفاتيح الوقود، في عامَي 2019 و2023 على الطائرة المعنية. كما أشار التقرير إلى أن «جميع تعليمات صلاحية الطيران وتنبيهات الخدمة ذات الصلة قد نُفّذت على الطائرة والمحركات».
رفضت بوينغ التعليق، بينما لم ترد هونيويل فورًا على طلبات الإدلاء برأيها. وفي المقابل، تشير تسجيلات صوتية من قمرة القيادة إلى أن قائد الرحلة قد أوقف تدفق الوقود إلى المحركات.
من جانبهم، قال خبراء سلامة الطيران لوكالة رويترز إن تصميم وموقع هذه المفاتيح يجعلان احتمال تحريكها عن طريق الخطأ غير مرجح، وهو ما يتناقض مع المزاعم الواردة في الدعوى.
تُعد هذه الدعوى، بحسب التقارير، الأولى من نوعها في الولايات المتحدة المتعلقة بهذا الحادث. وتطالب بدفعات تعويضية لم تُحدَّد قيمتها عن وفاة أربعة أشخاص هم كانتابين ديروبهّاى باغهادال، نافيا تشيراغ باغهادال، كوبربهاي باتيل وبابيبين باتيل، الذين كانوا من بين 229 راكبًا لقوا حتفهم. كما قُتِلَ 12 من طاقم الطائرة و19 شخصًا على الأرض، بينما نجا راكب واحد فقط. وينحدر المدّعون ويقيمون إما في الهند أو في المملكة المتحدة.
أظهر التقرير التحقيقي الاولي الهندي ما يوحي بتبرئة بوينغ وصانعة المحركات «جي إي إيروسبيس» من باعث الحادث، لكن بعض عوائل الضحايا انتقدت المحققين ووسائل الإعلام لتركّزهم المفرط على تصرفات الطيّارين. ويشير محلّلو القانون إلى أن ممثلي أسر الضحايا عادةً ما يستهدفون الشركات المصنعة لأن تلك الشركات لا تحظى بنفس حدود المساءلة القانونية التي تتمتع بها شركات الطيران، كما أن رفع الدعاوى في المحاكم الأميركية قد يزيد فرص كسب تعويضات أكبر مقارنة بعدد من المحاكم الأجنبية.
وعلى أثر نبأ الدعوى أغلقت أسهم بوينغ على تراجع طفيف بلغ نحو 0.2%، في حين شهدت أسهم هونيويل تقلبًا مبكرًا ثم انتعاشًا لتغلق مرتفعة بحوالي 0.3%.