عالم يكتشف فوزه بجائزة نوبل أثناء رحلة مشي منعزلة دامَت ثلاثة أسابيع

في اليوم الأخير من رحلة مشي استمرت ثلاثة أسابيع بصحبة زوجته لورا أونيل وكلبيهما، وفي عمق أراضٍ بولاية مونتانا المعروفة بموطن دببة الغرِيزلي، صرخت السيدة أونيل فجأة بصوتٍ عالٍ.

لم يكن سبب الصراخ مفترساً يقاطع سكون عطلتهم البعيدة عن الشبكات، بل تدفق من الرسائل النصية التي حملت الخبر: أن فريد رامسديل فاز بجائزة نوبيل في الطب.

كان هاتف رامسديل موضوعاً على وضع الطيران عندما حاولت لجنة نوبيل الاتصال به، فقال لبرنامج “نيوزآور” على البي بي سي إن ردة فعله الأولى عندما قالت زوجته «لقد فزتَ بجائزة نوبيل» كانت: «لم أفز». وردّت عليه أنها استلمت مئتي رسالة نصية تؤكد العكس.

نال رامسديل، إلى جانب عالِمين آخرين، الجائزة عن أبحاثهم في كيفية مهاجمة الجهاز المناعي للعدوى المعادية. ويُتقاسم الفائزون جائزة مالية قيمتها 11 مليون كرون سويدي (حوالي 870 ألف جنيه إسترليني).

بعد تلقي الرسائل، قادا سيارتهما إلى بلدة صغيرة في جنوب مونتانا بحثاً عن إشارة هاتف جيدة. «كان الوقت حينها نحو الساعة الثالثة عصراً هنا، فاتصلت بلجنة نوبيل، وكانوا بالطبع نياماً لأن توقيتهم يشير إلى الواحدة صباحاً تقريباً»، هكذا قال رامسديل.

في نهاية المطاف تمكن أخصائي المناعة من التواصل مع زملائه الحاصلين على الجائزة وأصدقائه ومسؤولي جمعية نوبل — بعد عشرين ساعة من المحاولة الأولى للوصول اليه.

«كان يوماً مثيراً للاهتمام»، هكذا لخص الحدث.

قال الدكتور توماس بيرلمان، الأمين العام لجمعية نوبل، لصحيفة نيويورك تايمز إنها كانت أصعب محاولة للاتصال بفائز منذ توليه المنصب في 2016. وقال متحدث باسم مختبره، سونوما بيوثيرابيوتكس، إنّه «كان يعيش أفضل لحظاته وكان بعيداً عن الشبكة في رحلة مشي مُخطط لها سلفاً».

وعندما سأله مراسل البي بي سي ما إذا كان يظن أنّها قد تكون مزحة نظّمَتها زوجته، رد رامسديل: «لديّ الكثير من الأصدقاء، لكنهم ليسوا منسقين بما يكفي لتنفيذ مزحة بهذا الحجم، ليس بهذا العدد وفي آنٍ واحد».

يقرأ  ثلاثة رؤساء سابقين لجهاز الشاباك يطالبون المحكمة العليا بإلغاء تعيين زيني

لم تكن هذه الحادثة سوى حلقة جديدة في سجلٍ طريف من مفارقات إبلاغ الفائزين بجوائز نوبيل. ظن الروائي كازوو إيشغورو أن نبأ فوزه بجائزة نوبيل للأدب عام 2017 خدعة إلى أن أكدت البي بي سي ذلك عبر مكالمة معه. وفي 2020، فصل الاقتصادي بول ميلغروم هاتفه عندما اتصلت لجنة نوبيل في منتصف الليل لإخباره بفوزه بجائزة نوبل في الاقتصاد، فاضطر زميله الحاصل على الجائزة بوب ويلسون إلى التوجه إلى منزله مرتدياً بيجامته وإبلاغه عبر كاميرا الأمان على باب المنزل.

وعندما أُخبرت الروائية دوريس ليسينغ بفوزها بجائزة نوبل للأدب عام 2007، ردّت بتعجبٍ قصير: «يا إلهي».

أضف تعليق