فرّت عشرات الآلاف من مدينة الفاشر نحو مخيم للاجئين قريب، بعدما سيطرت قوات الدعم السريع، التشكيل شبه العسكري، على آخر مدينة كبرى في دارفور الغربية كانت لا تزال تحت سلطة الجيش السوداني.
قالت مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين يوم الثلاثاء إن أكثر من 26 ألف شخص وصلوا إلى مخيم تويلا، الذي يبعد نحو ستين كيلومتراً عن الفاشر.
وسجل فيليبو غرّاندي رئيس المفوضية على منصة إكس أن الوافدين الجدد يروون تحركات خطيرة وانتهاكات مروعة.
وقالت جاكلين ويلما بارليفليت، رئيسة مكتب المفوضية في السودان، إن الفارين من الفاشر أفادوا بوقوع عنف عشوائي واغتيالات وإعدامات طاولت أشخاصاً من ذوي الإعاقة.
وأضافت أن آخرين تعرضوا لإطلاق نار أثناء محاولتهم الفرار، وبقي كثيرون داخل المدينة لأنهم عجزوا عن الخروج.
وأعلن الجيش السوداني يوم الاثنين أنه انسحب من الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وهي آخر معقل للحكومة في إقليم دارفور الذي سيطرت قوات الدعم السريع على أجزاء واسعة منه.
كان عدد سكان المدينة، الذي كان يصل سابقاً إلى نحو 300 ألف نسمة، محاصراً من قبل قوات الدعم السريع لمدة سنة ونصف، وخلال تلك الفترة تعرض كثيرون للتعذيب والنهب والاغتصاب وتجنيد الأطفال في الجماعات المسلحة.
وكان مخيم تويلا في حالة مأساوية أصلاً، بعد أن وصلته نحو 400 ألف شخص خلال بضعة أشهر في وقت سابق هذا العام إثر سيطرة قوات الدعم السريع على مخيمات أخرى.
وتقول منظمات الإغاثة إن المخيم يفتقر بشدة إلى مياه شرب آمنة وغذاء ومرافق صحية، وانتشرت أمراض مثل الكوليرا.
وتشهد السودان صراعاً قاسياً على السلطة منذ أبريل 2023 بين الحاكم الفعلي عبدالفتاح البرهان ونائبه السابق محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع، ويخشى المراقبون أن يؤدي النزاع إلى انقسام دائم في البلاد.