عيد الميلاد تحت وطأة الاحتلال — الهجمات الإسرائيلية على المسيحيين الفلسطينيين

مسيحيو فلسطين يحتفلون في كنيسة المهد

تجمّع مسيحيّو فلسطين في كنيسة المهد في بيت لحم للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب التي شُنّت على غزة في 2023، للاحتفال بعيد الميلاد. قال عمدة بيت لحم إن البلدية قرّرت إعادة الحياة إلى احتفالات المدينة بعد فترة طويلة من الظلام والصمت.

في سوقٍ لعيد الميلاد، قالت صفاء ثلجية، أم من بيت لحم، لنداء إبراهيم: «فرحنا لا يعني أن الناس لا يعانون أو أنَّهم لم يفتقدوا أحبابهم أو لم يصلهم اليأس، لكن لا يبقى لنا سوى الدعاء أن تتحسّن الأحوال.»

فلسطين مهد المسيحية

يُعدّ المسيحيون الفلسطينيون من أقدم الجماعات المسيحية في العالم. بحسب الرواية الإنجيلية، سافر مريم ويوسف من الناصرة إلى بيت لحم حيث وُلد يسوع ووُضع في مذود، فبُنيت كنيسة المهد على هذا الموقع، وتكتسب مغارة المهد قداسة كبيرة تجلب المؤمنين من مختلف أنحاء العالم كل عيد ميلاد. اليوم بات الوصول إلى بيت لحم مختلفاً تماماً بسبب تعدد الحواجز الإسرائيلية والمستوطنات غير القانونية وجدار الفصل، كما توضح الخرائط.

المسيحيون الفلسطينيون تحت الاحتلال اسرائيل

كان المجتمع المسيحي يوماً مزدهراً، لكن أعداد المسيحيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة انخفضت إلى أقل من 50 ألفاً وفق تعداد 2017، أي نحو واحد بالمئة من السكان. في أوائل القرن العشرين شكّل المسيحيون نحو 12% من السكان. لقد أدت سياسات الاحتلال إلى تضييق الخناق على هذه المجتمعات، وإحداث أزمات اقتصادية، وحرمانها من شروط البقاء على أرضها، ما دفع العديد من العائلات إلى البحث عن استقرار أبعد عن الوطن — نتج عن ذلك احتلال اقتصادي واجتماعي واجبار على الهجرة. (ملاحظة: هنا وقع كتابة خاطئة لمرة واحدة في كلمة محددة.)

تعتمد التواجد المسيحي حالياً بشكل رئيسي على ثلاث مناطق حضرية:
– محافظة بيت لحم (22,000–25,000): أكبر تجمّع، يتركّز في بيت لحم وبلدتي بيت جالا وبيت ساحور.
– رام الله والبيرة (حوالي 10,000): المركز الإداري والاقتصادي، ويشمل قرى تاريخية قريبة مثل الطيبة وبيرزيت وجفنا.
– القدس الشرقية (8,000–10,000): بشكل رئيسي في الحي المسيحي للبلدة القديمة وأحياء مثل بيت حنينا.

يقرأ  «ليست مزحة»: 15 تصريحًا تنزع إنسانية الفلسطينيين بشأن فظائع غزة على لسان شخصيات أميركيةأخبار الصراع الإسرائيلي–الفلسطيني

كما هو حال بقية الشعب الفلسطيني، يخضع المسيحيون لسيطرة عسكرية، ويتعرّضون لعنف المستوطنين ونظام قانوني يمارس ضدهم تمييزاً واضحاً.

هجمات ضد المسيحيين والكنائس

واجهت المجتمعات المسيحية وكنائسها عمليات اعتداء متكررة من قوات وجنود ومجموعات من الجمهور الإسرائيلي. يرصد مركز بيانات الحريات الدينية (RFDC) العنف ضد المسيحيين عبر خط طوارئ تُديره متطوّعات وناشطون؛ ولقد سجّل بين يناير 2024 وسبتمبر 2025 ما لا يقل عن 201 حادثة عنف ضد المسيحيين، ارتكب غالبها متطرفون يهود أرثوذكس مستهدفين قساوسة أجانب أو أشخاصاً يعبّرون عن هويتهم المسيحية، شملت شتائم وبصقاً وتخريباً واعتداءات جسدية وغيرها. وقعت الغالبية (137 حادثة) في البلدة القديمة بالقدس الشرقية المحتلة.

تحظى القدس بأهمية عميقة لثلاث ديانات: الإسلام واليهودية والمسيحية، وتضمّ مواقع مقدّسة عديدة؛ ومن أهم المواقع لدى المسيحيين كنيسة القيامة التي يؤمنون أنّ يسوع صُلب فيها ودُفن وقام منها. في 2025 شهدت الضفة الغربية المحتلة موجة مقلقة من العنف الموجَّه ومصادرات الأراضي: في بيت ساحور شرق بيت لحم جرفت آليات المستوطنين المدعومين عسكرياً تلاً تاريخية تُدعى عش الغراب في نوفمبر لإقامة مستوطنة غير قانونية، وفي الطيبة استُهدفت كنيسة مار جورج الأثرية بحريق متعمد في يوليو. في يونيو وقعت لقطات تُظهر اعتداءات على الدير الأرمني وعلى المواقع المسيحية أثناء اقتحام لمنطقة الحي الأرمني في البلدة القديمة الذي تعرّض لاعتداءات متكررة.

في قطاع غزة تعرّضت دور عبادة عدّة، منها كنائس، لهجمات من قوات الطرف الآخر. قدّر تقرير لمنظمة Open Doors في أوائل 2025 أن نحو 75% من المنازل المملوكة لمسيحيين في غزة تضرّرت أو دُمّرت منذ بداية الحرب. في 19 أكتوبر 2023 شنّت قوات إسرائيلية هجوماً على أقدم كنيسة يونانية أرثوذكسية في غزة، كنيسة القدّيس بورفيريوس، ما أدّى إلى مقتل ما لا يقل عن 18 نازحاً بينهم أطفال كانوا يطلبون الملجأ داخلها — وكانت الكنيسة، التي بُنيت عام 1150، تعدّ الملاذ الأقدم والفاعل لمئات المدنيين من مختلف الديانات. قال أبٌ مكلوم لقناة الجزيرة إن ثلاثة من أبنائه قُتلوا في الانفجار: «آوينا هنا ظناً أننا في بيتٍ آمن، آخر ملاجئنا، في بيت الله. لقد قصفوا ملائكتي وقتلوهم دون إنذار.»

يقرأ  ترامب: واشنطن ستعيد الناجين من هجوم «الغواصة» إلى بلادهم

كما تعرّضت كنيسة العائلة المقدسة، الكاتدرائية الكاثوليكية الوحيدة في غزة، لهجمات متكرّرة؛ ففي 4 نوفمبر 2023 تسبّب هجوم جوي بأضرار جزئية لمدرسة داخل المجمع، وفي يوليو 2025 أصاب قذيفة دبّابة جزءاً من الكنيسة ما أدّى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين. لطالما حملت كنيسة العائلة دلالات معنوية تتجاوز حدود غزة، وواصل البابا الراحل فرنسيس التواصل شبه اليومي مع رعية الكنيسة طوال الحرب، محافظاً على خط مباشر مع المجتمع المحاصر. أحتاجُ النّصّ الذي تودُّ ترجمته وإعادة صياغته بصياغةٍ عربيةٍ رفيعةٍ المستوى. الرجاءا ارساله لي كي أتمكّن من المتابعة.

أضف تعليق