غارات إسرائيلية تقتل شخصين في لبنان — والاتحاد الأوروبي يدعو إلى احترام وقف إطلاق النار

تصاعد الهجمات الإسرائيلية في لبنان وخروقات متكررة لوقف إطلاق النار

قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي مناطق في جنوب وشرق لبنان بشكل متواصل، متذرعةً بأنها تستهدف مواقع حزب الله، في انتهاك صارخ لهدنة دخلت حيز التنفيذ منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

مواجهات وضحايا
– أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية بمقتل شقيقين في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مركبة على الطريق بين بلدتي عين عطا والشيخة/شِبعا، في أحدث خرق للهدنة.
– في هجوم آخر، استهدفت طائرة مسيّرة سيارة قرب مستشفى صلاح غندور في بنت جبيل ما أدى إلى إصابة سبعة أشخاص، حيث أصابت صاروخان المركبة في منطقة مكتظة بالسكان.
– وسُجلت ضربة ثالثة طالت سيارة في منطقة برعشيت، وأظهرت صور نشرتها الوكالة أعمدة دخان تتصاعد من حطام محترق على الطريق، دون حصيلة نهائية للإصابات.

الإنذار الرسمي والدولي
طالب الأتحاد الأوروبي بوقف الانتهاكات ودعا إلى الالتزام الفوري بالهدنة. وصرّح المتحدث باسم السياسة الخارجية، أنور الأنوني، قائلاً: «نطالب إسرائيل بوقف كل الأعمال التي تنتهك قرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه قبل عام»، داعياً في الوقت نفسه حزب الله وكل الفصائل اللبنانية إلى «الامتناع عن أي خطوات قد تفجر الوضع أكثر».

الموقف اللبناني وحزب الله
حكومياً، اتهم الجيش اللبناني إسرائيل بمحاولات تقويض الاستقرار وعرقلة نشر القوات اللبنانية كاملةً كما نصت هدنة وقف إطلاق النار. وأدان الرئيس ميشال عون موجة الهجمات واعتبرها خرقاً فاضحاً للقانون الدولي؛ فيما وصفت إيران الضربات بـ«الهمجية» ودعت المجتمع الدولي للتدخل. من جهتها، أكدت قيادات حزب الله التزامها الظاهر بالهدنة لكنها تشدد على أنها لن تفرّط في سلاحها طالما استمرت إسرائيل في احتلال أراضٍ لبنانية وشن الاعتداءات.

القوات الدولية والجهود الأمنية
حذّر قوات الأمم المتحدة العاملة في لبنان (اليونيفيل) من أن الهجمات الإسرائيلية تعرض المدنيين للخطر وتضعف جهود الجيش اللبناني في ضبط «الأسلحة والبُنى غير المسموح بها» في الجنوب، إشارةً واضحةً إلى مواقع حزب الله.

يقرأ  اكتشاف أحفورييعيد كتابة قصة تطور قنفذ النمل وخُلد الماء

تصعيد احتمالي وسياسات الداخل
حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، من احتمال تكثيف العمليات في لبنان، ونفّذ وزير الدفاع تصريحات مماثلة مؤكداً مواصلة «التشديد الأقصى» لمنع أي تهديد لساكني الشمال. ردّاً على ذلك، كُلّف الجيش اللبناني بوضع خطة لتجريد حزب الله من السلاح في الجنوب بحلول نهاية العام كخطوة أولى قبل التوسع إلى بقية المناطق، وهو إجراء رفضه الحزب ووصفه بـ«المتعجل» والخطير. كما أوعز الرئيس عون للقوات المسلحة بالتصدي لأي توغل إسرائيلي محتمل بعد اقتحامات أدت إلى مقتل عامل بلدي خلال غارة ليلية.

خلفية وتداعيات
منذ إعلان الهدنة، أبقت إسرائيل قواتها في خمس نقاط بقطاع الجنوب ونفذت ضربات متفرقة تزعم أنها ضد بنى تحتية لحزب الله. وتفاقمت الحالة بعد اغتيال زعيم حزب الله السابق حسن نصرالله في سبتمبر/أيلول 2024، ما أدّى إلى الإطاحة بجزء كبير من قياداته العليا. وتنص بنود الهدنة على أن تقوم القوات اللبنانية بتجريد الجنوب من سلاح المجموعات المسلحة قبل نهاية العام، ثم تعميم العملية على كامل الأراضي اللبنانية، لكن حزب الله يرفض الاستسلام طالما بقيت إسرائيل تمارس الضرب واحتلال أجزاء من الأرض اللبنانية.

الخلاصة
تبقى الأوضاع متقلبة على الحدود بين البلدين، مع تزايد الضغوط الدولية والداخلية ومحاذير تفجّر الصراع مجدداً. وتبدو الحاجة إلى آلية رقابة والتزام دولي حقيقي أمراً ملحّاً لمنع انزلاق المنطقة إلى مواجهة أوسع. تسعا الجهات المعنية الآن إلى تحقيق تهدئة دائمة تحفظ أمن المدنيين وسيادة لبنان.

أضف تعليق