غارة إسرائيلية على ريف دمشق تودي بحياة ٩ سوريين، حسب الإعلام الرسمي — أخبار حرب سوريا

أدى اقتحام بلدة بيت جن إلى اندلاع مواجهات تخلّلها قصف مدفعي وصاروخي، ما أسفر عن وقوع إصابات من الطرفين؛ أفادت وسائل الإعلام الحكومية بمقتل ما لا يقل عن تسعة سوريين وإصابة عدد من المدنيين، فيما جُرح ستة جنود اسرائيليون أيضاً خلال الاشتباكات.

أشارت التقارير إلى أن الغارة الإسرائيلية التي نُفّذت عند الفجر في ريف دمشق أدّت إلى نزوح عشرات العائلات من بيت جن إلى مناطق مجاورة أكثر أمناً، في حين تستمر طائرات الدرون الإسرائيلية في التحليق فوق المنطقة.

أكدت مصادر محلية لـــالجزيرة مقتل وإصابة عدة أشخاص نتيجة قصف المدفعية والصواريخ على البلدة، واندلعت مواجهات بين السكان والقوة المقتحمة بعد الاقتحام. وصرّح الجيش الإسرائيلي أن ستة من جنوده أصيبوا في تبادل إطلاق نار، ثلاثة منهم في حالة خطرة.

ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن قوة إسرائيلية دخلت قرية بيت جن السورية وأُحاطت بها، ما دفع القوات الإسرائيلية إلى اللجوء إلى غارات جوية وقصف مدفعي لسحب قواتها وإجبارها على الانسحاب؛ وهو ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين والمقاتلين السوريين. كما شهدت المنطقة تبادلاً لإطلاق النار تضمن مشاركة مروحيات عسكرية إسرائيلية.

سياق متصاعد
الجيش الإسرائيلي يشن بشكل متكرر عمليات برية داخل الأراضي السورية، خصوصاً في محافظات القنيطرة وريف دمشق وفي مرتفعات الجولان المحتل. تصاعدت هذه العمليات، وتيرتها وعنفها، منذ أن وسّعت إسرائيل احتلالها لجنوب سوريا إثر سقوط بشار الأسد في ديسمبر 2024، بحسب تقارير متعددة.

احتلت إسرائيل هضبة الجولان السورية بعد حرب 1967 ولا تزال تسيطر عليها. وبعد انهيار نظام الأسد انتهكت إسرائيل اتفاقية 1974 ودخلت مرّة أخرى أراضي الجارة، موسّعة احتلالها على الحدود وموّطقة مناطق تحت ذريعة «منطقة عازلة»، بما في ذلك القمة الاستراتيجية لجبل الشيخ.

يقرأ  المملكة المتحدة تحذّر إسرائيل من الردّ على المساعي نحو إقامة دولة فلسطينية

حملة القصف الإسرائيلية على سوريا لم تقتصر على مرحلة ما بعد سقوط الأسد؛ فقد شنت ضربات منذ وقت طويل ضد حليف طهران، وتكثّفت الغارات هذا العام لتشمل العاصمة دمشق، مع سقوط قتلى من الجنود السوريين واستهداف مبانٍ رسمية من بينها وزارة الدفاع.

التداعيات السياسية
أثارت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مواقع تواجد القوات في الأراضي السورية المحتلة غضب دمشق وقوّضت فرص التوصّل إلى صفقة أمنية بين البلدين. زيارة نتنياهو، بصحبة عدد من كبار مسؤوليه، جسّدت تمسّكه بموقف متشدد تجاه سوريا رغم ضغوط وتشجيع من الولايات المتحدة على تغيير المسار.

على امتداد محافظة القنيطرة أقام الجيش الإسرائيلي نقاط تفتيش ودوريات وحتى بوابات عسكرية، حيث يجري توقيف وتفتيش المدنيين، وسُجّلت حالات اختطاف واعتقالات اعتبرتها السلطات السورية ومنظمات حقوقية اعتداءات غير قانونية؛ وقد أُبلغ عن احتجاز نحو أربعين شخصاً في الأسابيع الأخيرة.

في ظل تكرار القصف والاقتحامات، تكافح الحكومة الوليدة للرئيس السوري أحمد الشراعaa للحفاظ على الاستقرار واحتواء موجات عنف طائفي متفرّقة، بينما تسعى البلاد، بعد أربعة عشر عاماً من الحرب الأهلية المدمّرة، إلى الخروج من عزلتها وإعادة الانخراط في المجتمع الدولي وتأمين خطوط إنقاذ اقتصادية حيوية.

أضف تعليق