غارة بطائرة مُسيَّرة على مدينة سودانية محاصرة تُودي بحياة العشرات

قُتل عشرات الأشخاص في غارة بطائرة مسيَّرة استهدفت مأوى للنازحين في الفاشر، المدينة السودانية المحاصرة والتي تُشير تقارير إلى أنها على شفا الانهيار، بحسب ناشطين محليين.

قالت لجنة المقاومة في الفاشر، المكوَّنة من مواطنين وناشطين، إن قوات الدعم السريع (RSF) استهدفت مخيم دار الأرقم داخل حرم جامعي بغارتين مسيّرتين وثماني قذائف مدفعية.

وأضافت اللجنة في بيان أن “أطفال ونساء وكبار سن قُتلوا بدم بارد، كما احترق كثيرون بالكامل”.

ووصف شهود عيان مشاهد ذعر وهرج ونجدة أثناء إخراج فرق الإنقاذ الجثث من تحت الأنقاض.

وذكر “شبكة أطباء السودان” أن الغارة أودت بحياة 57 شخصًا، بينهم 17 طفلًا، وأصيب 17 آخرون. بينما قال ناشطون إن عدد القتلى لا يقل عن 60 شخصًا.

حتى الآن لم تُدلِ قوات الدعم السريع بأي تعليق.

المستشفيات، التي كانت تعاني أصلًا تحت وطأة حصار امتد لشهور، عجزت عن استيعاب الأعداد، حيث يضطر الأطباء لمعالجة الجرحى على الأرض وفي الممرات.

لقد أحاطت قوات الدعم السريع بالفاشر على مدار السبعة عشر شهرًا الماضية في محاولة للسيطرة على آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور.

وصفت لجنة المقاومة الوضع في الفاشر بأنه “تجاوز الكارثة والإبادة الجماعية”.

شهد السودان صراعًا مدمّراً منذ عام 2023 إثر تدهور العلاقة بين قادة قوات الدعم السريع والجيش السوداني، واندلاع صراع مرير على السلطة أدى إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

يسيطر الجيش على معظم الشمال والشرق، فيما تبقى الفاشر آخر مركز حضري كبير في دارفور تحت سيطرة الجيش وحلفائه. وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم دارفور وجزء كبير من كردفان المجاورة.

إذا سقطت الفاشر فإن قوات الدعم السريع ستسيطر على كامل إقليم دارفور، حيث يهدفون إلى تشكيل هيكل حاكم موازٍ.

يقرأ  إلغاوتو تطلق بطاقة التقاط خارجية جديدة بدقة 4K60 لتجربة ألعاب سينمائية مذهلة

في الأسابيع الأخيرة كثفت قوات الدعم السريع هجماتها على الفاشر، ما دفع خبراء إلى التحذير من احتمال سقوط المدينة قريبًا ما لم تتلقَ القوات الحكومية تعزيزات فورية.

أظهرت أبحاث أن قوات الدعم السريع أنهت بناء سور ترابي حول الفاشر، مما عزز الحصار وجعل خروج المدنيين أكثر صعوبة.

قالت الأمم المتحدة إن نحو 250 ألف مدني محاصرون في الفاشر، وحذّرت من أن استمرار الضربات على مناطق مدنية قد يرقى إلى جرائم حرب.

انتشر الجوع والأمراض في أرجاء المدينة مع استمرار القصف ونقص الإمدادات الغذائية والطبية.

وقبل يومين فقط قُتل 13 شخصًا بعد قصف قوات الدعم السريع لأحد المستشفيات القليلة المتبقية في الفاشر.

أدان مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر ترك استمرار قتل وإصابة المدنيين، قائلاً إنه “مصاب بالدهشة من تجاهل قوات الدعم السريع المتواصل والعبثي لحياة المدنيين”.

قُدر عدد القتلى في النزاع عبر البلاد بأكثر من 150 ألف شخص، بينما فرّ نحو 12 مليون من منازلهم.

أضف تعليق