فتاة من غزة تحكي كيف وُجدت حية في المشرحة بعد هجوم إسرائيلي أخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

رغد العصار، 12 عاماً، لا تزال تعيش حالة صدمة بعد قصف منزلها في وسط غزة الذي أودى بحياة أختين من أخواتها.

استُعلِنَت رغد ميتة عقب الهجوم الإسرائيلي على منزل العائلة العام الماضي، فبقيت ملقاة في المرشحة لثماني ساعات قبل أن يُنقذها مصادفة رجل فلسطيني كان يبحث عن جثمان ابنه في المشرحة ورأى أصابع الفتاة تتحرك فوق slab البارد. كانت فتاة صغيرة وقد نُقلت من ثم إلى المستشفى حيث مكثت في غيبوبة أسبوعين، ثم استيقظت لتخبرها عائلتها بأنها وُضِعَت في ثلاجة الموتى.

«كنا جالسين في بيتنا مثل بقية الناس، وفجأة نزلت علينا طلقات ورصاص والطيارات وطائرات الدرون»، قالت رغد لـ «الجزيرة».

القصف الذي استهدف منزل العائلة في 8 يونيو 2024 أسفر عن استشهاد أختين وإصابة عديد من أقاربهم. «كل عائلتي تُصاب، وأخواتي اثنتان استشهدتا. حال أختي الكبرى أسوأ من حالي: فقدت البصر في عين، ولديها حروق وجروح عميقة ومشكلات في المعدة»، كشفت رغد.

قصة رغد واحدة من روايات كثيرة خرجت من الحرب الإسرائيلية على غزة، التي وصفها خبراء الأمم المتحدة بـ«إبادة جماعية». ووفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، فقد «قُتل أو تشوّه» نحو 64000 طفل في الهجمات على القطاع الساحلي.

تشير أرقام أخرى إلى أن الحرب أودت بحياة ما لا يقل عن 69,187 فلسطينياً وأدت إلى إصابة 170,703 منذ اندلاعها في أكتوبر 2023. أما العائلة فترجو الحصول على علاج نفسي وجسدي لرغد ولأختها في الخارج. تقول رغد: «أريد أن أسافر للعلاج؛ هذا حلمي. من حق الطفل أن يعيش مثل الأطفال في الخارج — أن يلعب وأن ينعم بصحّة جيدة».

أبوها محمد كان في عمله عندما استهدف المنزل، وتلقى اتصالاً من قريب أخبره بما حدث. «وصلتني الأخبار أن البيت قد استهدف. كنت في العمل، فهرعت إلى المستشفى لأتفقد الأمر. ذهبنا إلى البيت لنبحث عن رغد تحت الأنقاض ولم نجد لها أثرًا»، يحكي الأب. وبعد إعادة لمّ شمله مع ابنته لاحظ أنها تغيّرت كلياً على مستوى الصحة النفسية والشخصية: «الحادثة حولتها إلى شخص آخر. قد يحدث أن نسير في الشارع فتغشى عليها فجأة».

يقرأ  آلاف الحريديم يتجمّعون في القدس احتجاجًا على الخدمة العسكريةأخبار وتطورات النزاع الإسرائيلي الفلسطيني

تُعاني رغد من كوابيس وقلق متكرر كلما استرجعت يوم القصف: «لا أحب أن أذكر ما حصل، ولا أريد سماع أصوات الحرب. أتجنّب كل ما يعيد لي الذكريات؛ إذا سمعت قصفاً أو طائرات أرتعب».

على مدى عامين من القصف المتواصل دُمّرت كثير من المرافق الصحية وقتل المئات من الطواقم الطبية، مما أدى إلى انهيار شبه كامل في البنية التحتية الصحية بالقطاع. وبينما اتفقت حماس وإسرائيل الشهر الماضي على هدنة، تستمر إسرائيل في تنفيذ هجمات على القطاع، وقد قُتل ما لا يقل عن 260 شخصاً منذ بدء الهدنة في 10 أكتوبر.

أضف تعليق