هدوء نسبي يعود إلى قطاع غزة للمرة الأولى منذ أشهر، إذ يأمل الفلسطينيون أن تنهي صفقة المرحلة الأولى الحرب.
تعرض الفلسطينيون في غزة لقصف مستمر وتجويع أدى إلى حالة من الخوف والضيق، فاستقبلوا إعلان وقف إطلاق النار بارتياح وفرح عارم، على أمل أن يضع حدًا لما وصفوه بحرب إبادة طال القطاع.
مع انتشار خبر الاتفاق داخل القطاع المحاصر، خرج سكان جنوب غزة في خان يونس إلى الشوارع للاحتفال بما اعتبره كثيرون أول فسحة حقيقية من هجمات الجيش الإسرائيلي منذ انهيار الهدنة الهشة قبل أكثر من ستة أشهر.
“الحمد لله على هذا الوقف لإطلاق النار، نهاية إراقة الدماء والقتل… كل غزة سعيدة”، هكذا قال عبد المجيد عبد ربه، أحد سكان غزة، لقناة الجزيرة. وأضاف خالد شعث: “هذه لحظات تاريخية طال انتظارها من قبل المواطنين الفلسطينيين. الفرحه التي شهدناها قبل قليل في الشارع هي انفراج عن مجازر والقتل والإبادة.”
مراسل الجزيرة في غزة هاني محمود وصف المشهد بأنه كان “زفرة collective من الراحة” بين سكان القطاع المترنحين. وقال: “هذه لحظة تاريخية — وعلى الصعيد الشخصي، شعورٌ بالارتياح الكبير.”
بعد شهور من المجاعة التي فُرضت بفعل القصف والحصار، تتجه الأنظار الآن إلى متى يمكن أن تبدأ عمليات توزيع المساعدات الحيوية والغذاء والإمدادات الطبية بمستويات تقارب ما شهدته فترة الهدنة القصيرة في وقت سابق من العام.
الصفقة التي أعلنها مساء الأربعاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تتعلق بالمرحلة الأولى من خطة أوسع لإنهاء الحرب التي استمرت عامين. وتنص المرحلة الأولى على إطلاق سراح بقية الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين، وسحب القوات الإسرائيلية إلى “خط متفق عليه”، بحسب تصريحات ترامب. وقال الوسيط القطري إن تفاصيل إضافية ستُعلن لاحقًا.
المرحلة الثانية، التي لا تزال قيد التفاوض، من المتوقع أن تشمل انسحابًا إسرائيليًا كاملاً، ونزع سلاح حماس، وإرساء ترتيبات أمنية وإدارية جديدة في غزة.
خلال ليلة الإعلان، قال محمود إن الفلسطينيين استقروا في ليلٍ استثنائي من الهدوء النسبي بعدما تراجعت الغارات الجوية التي أصبحت روتينية إلى حد كبير. ومع ذلك، أعلنت الدفاع المدني في غزة أن بعض الضربات استمرت بعد الإعلان، بما في ذلك “سلسلة غارات جوية مكثفة” في مدينة غزة.
في إسرائيل أيضاً، حيث تزايدت المعارضة لاستمرار الحرب، خرجت حشود إلى الشوارع للاحتفال بخبر وقف إطلاق النار. تجمّع كثيرون، ومنهم أقارب أسرى ومؤيدون، في ساحة الرهائن بتل أبيب.
“نحن متحمسون، والدموع لا تتوقف عن السقوط، إنها فرحة تامة”، قالت عيناڤ زنغاوكر، والدة الأسير الإسرائيلي ماتان زنغاوكر، لقناة آرتس شيفا.
منتدى العائلات والأسرى المفقودين، وهو الجهة الرئيسية التي تمثل أقارب الرهائن الإسرائيليين، رحب بخبر وقف إطلاق النار لكنه شدد على أن “نضالنا لم ينته” حتى يعود كل الأسـرى.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إنه سيعقد حكومته يوم الخميس للمصادقة على اتفاق المرحلة الأولى، واصفًا إياه بـ”يوم عظيم لإسرائيل”.