فنزويلا تُعلّق اتفاقية الغاز مع ترينيداد وتوباغو بعد زيارة سفينة حربية أمريكية أخبار دونالد ترامب

علّقت فنزويلا صفقة كبيرة لتوريد الغاز مع جارتها ترينيداد وتوباغو، مبرِّرة القرار باستقبال الأخيرة لسفينة حربية أميركية قرب سواحلها. وجّه الرئيس نيكولاس مادورو أوامره بـ«التعليق الفوري» للاتفاق، وفق ما نقلته محطة تلفزيون الدولة TeleSUR يوم الاثنين.

قصص موصى بها

أوضحت السلطات الفنزويلية أن ترينيداد تستضيف إحدى سفن الحرب التابعة للولايات المتحدة، واحتوت السفينة على عناصر مشاة بحرية أميركية قبل تمارين عسكرية مشتركة مقرَّرة. وهاجمت حكومة مادورو قرار العاصمة البورت أوف سبين استضافة السفينة واعتبرته استفزازاً، متهمة إدارة دونالد ترامب (دارة ترامب) بالسعي لتغيير نظام الحكم في البلاد.

اتهم مادورو رئيسة وزراء ترينيداد وتوباغو كاملا برساد-بيسيسار بتحويل بلادها «إلى حاملة طائرات للإمبراطورية الأميركية ضد فنزويلا». وأضاف أن ترينيداد «نَفِدت» لديها إمدادات الغاز قبل أن توافق فنزويلا على المساعدة بموجب الصفقة، واعتبر أن هذا المأزق يبرر إيقاف التوريدات.

وردّت برساد-بيسيسار بوضوح، مؤكدة لصحيفة Newsday أن مستقبل بلادها «لا يعتمد على فنزويلا ولم يعتمد أبداً». وأوضحت أن حكومتها ابتعدت تدريجياً عن الاعتماد على مشروع حقل الغاز المشترك المعروف باسم دراغون، الذي يقع داخل المياه الفنزويلية قرب ترينيداد، وقالت: «الحكومة السابقة وضعَت آمالها كلها خطأً على مشروع دراغون. نحن لم نفعل ذلك». ومن ثم أكدت أن بلادها «ليست عرضة لأي ابتزاز سياسي من الفنزويليين».

ومع ذلك نفت أن تكون هناك توترات متصاعدة بين البلدين، علماً أنهما يفصلهما خليج ضيّق لا يزيد عرضه عن نحو 11 كم في أضيق نقاطه.

«تهديد عسكري غير قانوني وغير أخلاقي»

وصلت المدمرة الموجَّهة الصواريخ USS Gravely يوم الأحد إلى بورت أوف سبين حاملة قوات مشاة بحرية أميركية، في خطوة قُدّرت على أنها تمهيد للتدريبات المشتركة. من جانبها، قالت الولايات الفنزويلية إن وجود السفينة يمثل تصعیداً، بينما شددت حكومة ترينيداد على أن التدريبات المشتركة مع الولايات المتحدة تجري بانتظام.

يقرأ  الأمم المتحدة تطالب بوقفٍ دائم لإطلاق النار بعد اشتباكات حدودية بين باكستان وأفغانستان أودت بحياة العشرات

منذ سبتمبر، شَنّت إدارة ترامب عشرة ضربات ضد زوارق في المنطقة اتُّهمت بحمل مخدرات، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 43 شخصاً. ونشرت البنتاغون حتى الآن سبع سفن حربية، وغواصة، وطائرات مسيّرة، وطائرات مقاتلة في البحر الكاريبي، إضافة إلى سفينة حربية أخرى في خليج المكسيك. كما أعلنت الولايات المتحدة عن «وصول وشيك» لحاملة الطائرات USS Gerald R. Ford، أكبر حاملة طائرات في العالم، القادرة على استيعاب نحو 90 طائرة ومروحية هجومية.

قارن كثير من قادة أمريكا اللاتينية والكاريبي هذه الضربات بعمليات إعدام خارج إطار القضاء، بينما عبّرت برساد-بيسيسار عن دعمها لحملة واشنطن، قائلة إنها تفضّل رؤية تجار المخدرات «مُبَدَّدين» على أن يقتلوا مواطني بلادها.

من جهتها، تقول فنزويلا إن هذه الهجمات تهدف في الواقع إلى تمهيد الطريق لقوى خارجية للنهب من ثروتها النفطية والغازية الهائلة. وصرّح وزير الخارجية إيفان جيل بينتو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن الولايات المتحدة تضع «تهديداً عسكرياً غير قانوني وغير أخلاقي فوق رؤوسنا».

واتهم عدد من كبار المسؤولين واشنطن بأنها تستغل تبريرات الحرب على المخدرات لتهيئة الأرضية لمحاولة إطاحة حكومة مادورو، التي واجهت انتقادات دولية بعد انتخابات وصفت بأنها غير حرة ولا نزيهة.

مشروعا دراغون وماناتي للغاز

اتفق البلدان أول مرة على حفر مشترك للغاز عام 2018، لكن مشروع دراغون تعثّر طويلاً بفعل عقوبات أميركية على فنزويلا وتعقيدات فنية وسياسية. وصرح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الشهر الماضي بأن واشنطن تدعم مقترح ترينيداد بشأن دراغون، لكنها ستتخذ خطوات لضمان ألا يعود المشروع بفائدة كبيرة على حكومة مادورو.

تحت الترخيص الممنوح للحقل، مسموح لشركة شل البريطانية متعددة الجنسيات ولشركة الغاز الوطنية في ترينيداد بتطوير حقل دراغون رغم العقوبات المطبقة على فنزويلا. أما شركة شل فتعمل كذلك على مشروع ماناتي على الجانب الترينيدادي من الحدود البحرية، وقد منحتها حكومة مادورو تصريحاً لتطويره من الجانب الترينيدادي بشكل مستقل. ولم يتضح فوراً ما إذا كان هذا المشروع سيواجه هو أيضاً خطراً بالإيقاف أو التعطيل، حسبما نقلت وكالات الأنباء.

يقرأ  مسؤول في البنتاغون ينفي تقريراً عن حملة تجنيد عسكرية نسبت إلى تشارلي كيركأخبار العنف المسلّح

يُقدَّر احتياطي حقل دراغون بنحو 119 مليار متر مكعب من الغاز، وهو وقود أحفوري يساهم في تفاقم تغير المناخ. وحذرت وكالة الطاقة الدولية في 2021 من أن إطلاق مشاريع نفط وغاز جديدة يتعارض مع تحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ.

تعتمد ترينيداد وتوباغو على الغاز لتوفير نحو 92.6% من احتياجاتها الطاقة، بينما تمثل المنتجات النفطية حوالي 7.3%، وتُساهم مصادر الطاقة المتجددة، كالرياح والطاقة الشمسية، بنسبة ضئيلة تبلغ حوالي 0.02%، وفق بيانات وكالة الطاقة الدولية.

أضف تعليق