فيتو بولندي يعرّض وصول أوكرانيا الحيوي إلى ستارلينك للخطر — خلاف على مساعدات اللاجئين

جارتها بولندا كانت من أشدّ المؤيّدين لأوكرانيا منذ غزو روسيا في 2022.

قد تُقطع إمكانية أوكرانيا في الوصول إلى خدمة الإنترنت الفضائي “ستارلينك” المموّلة من بولندا، بعد قرار رئيس الدولة البولندي بفرض فيتو على قانون دعم اللاجئين، وفق ما أفاد نائب رئيس الوزراء البولندي، في خضمّ تصاعُد الخلاف بين الحكومة ورئيس الجمهورية الذي يقوّض دعم جارها الجريح الذي كان لا يتزعزع.

تؤمّن بولندا اشتراكَ استخدام ستارلينك لأوكرانيا، وهي خدمة حيوية توفر اتصالاً بالإنترنت للقوات والمدنيين أثناء محاولاتهم صدّ القوات الروسية الغازية.

في خطوة لافتة، استخدم الرئيس اليميني كارول ناوروتسكي يوم الإثنين حقه في الاعتراض على مشروع قانون يمدّد الدعم المالي الحكومي للاجئين الأوكرانيين، وأعلن نواياه تقييدَ حصولهم المستقبلي على مخصصات الأطفال والرعاية الصحية.

لكن نائب رئيس الوزراء ووزير الشؤون الرقمية، كريستوف جاكوفسكي، أوضح أن التشريع الذي وقع عليه الفيتو كان يتضمّن أيضاً الأساس القانوني لتوفير ستارلينك لأوكرانيا.

كتب جاكوفسكي على منصة إكس أن هذا يعني “نهاية الإنترنت عبر ستارلينك الذي توفره بولندا لأوكرانيا أثناء الحرب”.

رئيس الوزراء المعتدل دونالد توسك انتقد القرار، لكن حكومته لا تملك الأكثرية الثلثية اللازمة لتجاوز الفيتو في البرلمان.

وقالت وزيرة العمل أجنيسكا دزيمنيانوفيتش-باك: “لا يمكننا معاقبة الناس على فقدان وظائفهم — خصوصاً الأطفال الأبرياء. هذا هو أبجديات الكرامة الإنسانية”.

تأكيداً لذلك، شدّد جاكوفسكي على أن فيتو ناوروتسكي يعرّض استخدام أوكرانيا لستارلينك للخطر. وأضاف للوكالة البولندية للأنباء (PAP): “نرغب في الاستمرار بدفع تكاليف الإنترنت الفضائي لأوكرانيا. للأسف، هذا القرار الكارثي يُعقّد الأمور بشدة، وسنضطر إلى إبلاغ شركائنا بأن هذا الدعم سينتهي في نهاية سبتمبر”. (مماا أضعف موقع الدعم السياسي).

من جهته، قال المتحدث باسم ناوروتسكي لوكالة رويترز إن أساس تمويل ستارلينك يمكن استعادته إذا تبنّى البرلمان مشروع قانون اقترحه الرئيس قبل نهاية الشهر المقبل.

يقرأ  تركيا تتهم إسرائيل وقوات سوريا الديمقراطية بزعزعة استقرار سوريا الآخذة في التعافي

منذ غزو روسيا في 2022، استقرّ نحو مليون لاجئ في بولندا المجاورة؛ معظمهم من النساء والأطفال.

تُعد بولندا داعماً أساسياً لأوكرانيا وطريقاً رئيسياً لمرور المساعدات الغربية، لكن المواقف العامة تجاه الأوكرانيين أصبحت أكثر تشدّداً.

خلال حملته الانتخابية، تعهّد ناوروتسكي القومي بتقليص مزايا الرفاه الاجتماعي للأوكرانيين، وبعد توليه المنصب هذا الشهر قال لصحافيين: “لن أغيّر رأيي، وأعتقد أن هذا الدعم يجب أن يُقتصر على الأوكرانيين الملتزمين بالعمل في بولندا”.

وأضاف أن الأوكرانيين غير العاملين في بولندا لا ينبغي أن يحصلوا على العلاج الطبي المجاني كما يفعلون الآن، مؤكّداً: “هذا يضعنا في موقف يعامل فيه المواطنون البولنديون في وطنهم أقلّ من ضيوفنا الأوكرانيين”.

قال جاكوفسكي إن بولندا أنفقت نحو 77 مليون يورو (حوالي 90 مليون دولار) بين 2022 و2024 لشراء وأنظمة اشتراك ستارلينك لصالح أوكرانيا.

أبلغ مصدر دبلوماسي أوكراني وكالة رويترز أن كييف تَحلّل التأثير المحتمل للخطوة على الأوكرانيين المقيمين في بولندا، معتبراً أنهم “سيحظون بحماية حقوقهم على الأقل كما هو الحال في دول الاتحاد الأوروبي الأخرى”.

يستحق اللاجئون الأوكرانيون حالياً مخصص الأسرة الشهري بقيمة 800 زلوتي (حوالي 218 دولاراً) عن كل طفل إذا التحق أطفالهم بالمدارس البولندية. دول أوروبية أخرى، مثل ألمانيا، اقترحت أيضاً خفض بعض الإعانات مؤخراً.

في بولندا، يحق للرئيس اقتراح القوانين وفرض الفيتو على تشريعات الحكومة، وبالمقابل يمكن للحكومة عرقل ة اقتراحات الرئيس أو التصدي لها.

أضف تعليق