بعد غارات للجيش في ميانمار على مراكز احتيال في أكتوبر 2025 دفعت أكثر من ألف شخص إلى الفرار نحو تايلند، تداول مستخدمو منصات التواصل مقطع فيديو قديماً زُعم أنه يصوّر قصف أحد مراكز الاحتيال السيبراني. الحقيقة أنه يُظهر غارة جوية على دير في إنداو شمال ميانمار جرت في أبريل 2025.
في 24 أكتوبر 2025 نُشر على تيك توك منشور باللغة التايلاندية يقول إن المبنى الاحتيالي في حديقة KK تعرّض للقصف، وإن الجولة الثانية من التفجيرات كانت أشد دوياً من الأولى وأن شظايا وصلت إلى مقاطعة ماي سوت التايلاندية. اشتمل المنشور على هاشتاغين (#ScammersinMyanmar و#MyanmarScammerBuildingExplosion) وحقق أكثر من 1.9 مليون مشاهدة و64 ألف إعجاب، مرفقاً مقطعاً جويّاً مدته 15 ثانية يظهر انفجاراً في مبنى ذو سقف أخضر قرب ستوبا ذهبية مع إحداثيات على الشاشة توحي بأنه مصور بطائرة دون طيار.
منشورات أخرى باللغتين التايلاندية والإنجليزية شاركت نفس الفيديو وادّعت الادعاء ذاته على منصات مثل تيك توك وفيسبوك.
أعلنت السلطات التايلاندية في ذلك اليوم أن أكثر من ألف شخص، غالبيتهم من الصينيين، دخلوا تايلند هرباً بعد أن شن الجيش الميانماري غارة على أحد أكبر مراكز الاحتيال بالبلاد. وأبلغت السلطات أن غالبية الفارين يُعتقد أنهم من كي كي بارك، وهو مركز احتيال سيبراني سيّئ السمعة في بلدة مياودي.
خلال سنوات الحرب الأهلية الطويلة، ازدهرت مراكز الاحتيال الإلكترونية المترامية على طول الحدود حيث تمارس عصابات الاحتيال عملياتها عبر الإنترنت. في 24 أكتوبر وزّعت وكالة الأنباء صوراً للدخان المنبعث من كي كي بارك مرئياً من الجانب التايلاندي، فيما أفادت مؤسسات إعلامية محلية أن قوات ميانمار فجّرت مبانٍ تابعة لمراكز الاحتيال في المجمع ذاته. مع ذلك، لا يصوّر المقطع الجوي المتداول هجوم المداهمة على مركز الاحتيال كما ادّعِي.
فحص بصري وبحث عكسي بالإطارات الرئيسية للفيديو قاد إلى نسخة أطول نُشرت على صفحة فيسبوك تابعة لجماعة مقاومة محلية اسمها Indaw Revolution في 26 سبتمبر، وتقول التسمية باللغة البورمية إنها تُظهر غارة جوية على دير إنداو ميوما في إقليم Sagaing بتاريخ 1 أبريل. ويمكن سماع صوت يعلن انهيار الدير في المقطع.
بحثٌ إضافي على حساب Indaw Revolution كشف منشوراً بتاريخ 1 أبريل شارك صوراً فضائية لمنطقة إنداو وذكر سقوط مدنيين اثنين جراء القصف، ومنشوراً آخر في 4 أبريل شارك لقطات للدير المدمر. ومقارنة صور جوجل إيرث لمنطقة إنداو كشفت تطابقاً في معالم المباني والبوغاّدة مع المشاهد الواردة في المقطع المتداول، ما يؤيد أن الفيديو يعود فعلاً لغارة على الدير في أبريل.
منظمة Myanmar Witness وثّقت أن مقاتلتين تابعتين لسلاح الجو الميانماري ألقَتا قنابل على دير إنداو ميوما في 1 أبريل، كما أفادت إذاعة Democratic Voice of Burma بسقوط ضحايا مدنيين بعد قصف الدير على مدى يومين (1 و2 أبريل).
سبق لوكالة الأنباء أن فكّكت ونشرت تحقيقات بشأن معلومات مضللة مرتبطة بمراكز الاحتيال هذه.