تروي مذكرات نشرت بعد وفاتها أن فيرجينيا جيوفري تتهم دوق يورك بأنه تصرّف وكأن له حقًّا مولودًا في الاستئثار بها، وأن اعتداءات جنسية حدثت في مناسبات متكررة ضمن شبكة جيفري إبستين وجمهرة من الأثرياء والمعارف المقربين.
المذكرات، التي تحمل عنواناً عربياً يمكن قراءته كـ «فتاة لا أحد»، كتبها جيوفري بمشاركة الكاتبة إيمي والاس، وتعرض شهادتها الشخصية عن استغلال جنسي متكرر. تصف الكتاب بأن إبستين كان «ماهراً في التلاعب» وأنه استدرج فتيات شابات وضعيفات، منهن من كنّ ضحايا اعتداءات سابقة أو فقيرات أو بلا مأوى، فكنّ عرضة لاستغلاله حينما بدا كمن يراعيهنّ.
تورد المذكرات ثلاثة لقاءات تزعم فيها أنها مارست معها علاقة جنسية مع الأمير أنددرو، الأولى في منزل غيسلين ماكسويل بلندن في مارس 2001 عندما كانت تبلغ من العمر 17 عاماً. تسرد كيف أيقظتها ماكسويل وقالت لها إنّه سيكون «يوماً مميزاً»، وكأنها سندريلا ستقابل أميراً وسيمًا. وعندما حضر الأمير، تقول إنّه طُلب منه أن يخمن عمرها فأجاب 17، مع تعليق منه عن أن بناته أصغر بقليل، وماكسويل ردّت مازحةً بأنها «ستضطر لتبديلها قريباً».
تقول جيوفري إنها جلبت كاميرا من غرفتها ليستعيدوا صورة تذكارية؛ تذكَر كيف وضع الأمير ذراعه حول خصرها بينما كانت ماكسويل تبتسم إلى جانبه، وأخذ إبستين الصورة. بعد العشاء، ذهبوا إلى نادي ليلي ثم عادا، وتذكر أنها أُبلغت من قبل ماكسويل عند الرجوع إلى المنزل أن تفعل للأمير ما تفعل لإبستين. تصف اللقاء بأن الأمير كان ودوداً إلى حدٍ ما لكنه تصرّف كأنه مُستحقّ؛ «كأن ممارسة الجنس معي كانت حقاً مولوداً له». كما تذكر تفاصيل مثيرة للقلق عن اهتمامه بقدميها وتدليلهما، وتقول إن إبستين دفع لها لاحقاً مبلغ 15 ألف دولار لقاء ما اعتُبر وقتها.
تورد المذكرات أيضًا لقاءين آخرين تدّعي فيهما حدوث اتصال جنسي بالموقعين الآخرين المذكورين سابقاً: منزل إبستين في نيويورك وجزيرته الخاصة في جزر العذراء الأميركية. هذه الادعاءات سبق أن ظهرت في إفادات وشهادات مرّة سابقة، لكن المذكرات تجمع الأحداث وتعرضها من منظورها الشخصي.
تتحدث جيوفري بصراحة عن أثر العمل في شبكة إبستين على صحتها النفسية، وتكشف أنها كانت تتناول مهدئات لتتحمل الأوضاع، وأحياناً تصل إلى ثماني حبوب زانكس في اليوم. وتشرح لماذا لم تترك «مخبأ إبستين» فوراً رغم إدراك ما يريده منها: لم يكن القرار سهلاً لأن كثيرات منهن كنّ قد تعرّضن لأذى سابق أو كنّ في حالة هشاشة منعتهن من رؤية مخرج واضح، كما أن إبستين كان بارعاً في اكتشاف جروحهن واستغلالها.
بعد انفصالها عن إبستين استقرت جيوفري في أستراليا مع زوجها وأولادها الثاثة، لكنها أنهت حياتها بانتحارها عن عمر يناهز 41 عاماً. وقد انتحر إبستين في السجن أثناء انتظار محاكمته، بينما حُكم على غيسلين ماكسويل بالسجن بتهم متصلة بالإتجار الجنسي.
على صعيدٍ آخر، سدد الأمير أندرو تسوية مالية لجيوفري في إطار تسوية مدنية، لكنه ظل ينفي جميع المزاعم ويصرّ بشكل قاطع أنه لم يحدث أي اتصال جنسي معه في أي من الأماكن الثلاثة، وأنه لا يتذكر مقابلة جيوفري ولا تذكر صورة التقطت لهما معاً. مع ذلك واجه بعض التناقضات في روايته، منها ظهور رسالة إلكترونية تشير إلى استمرار تواصله مع محيط إبستين بعد الموعد الذي قال إنه قطعه فيه العلاقات.
في ختام شهادتها تحذّر جيوفري من أن مَن في محيط إبستين لم يخفِ ما كان يحدث، بل إن إبستين كان يستمتع أحياناً بجعل الآخرين يشاهدون. كما تبرز المذكرات جانباً إنسانياً مؤلمًا لضحايا الاعتداء الجنسي: الفتيات اللاتي لم يكن لهنّ من يقف معهنّ، فتبنّاهنّ إبستين بادّعاء الرعاية قبل أن يستغلّهنّ.
إذا كنت تعاني من ضيق نفسي أو أفكار يائسة، فالمساعدة متاحة عبر خطوط دعم متخصصة في بلدك ومراكز الاستشارة المحلية.