فيضانات شتوية تجتاح مخيمات النازحين في غزة — وإسرائيل تعيق وصول المساعدات

نُشِر في ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٥

انّ الأمطار الشتوية اجتاحت قطاع غزة خلال عطلة نهاية الأسبوع، وغمرت مخيمات النزوح بمياه تصل إلى مستوى الكاحل بينما يكافح الفلسطينيون للحفاظ على جفافهم داخل خيام بالية وهشة. هؤلاء هم مهجرون بعد أكثر من عامين من الحرب التي وصفتها إسرائيل بأنها استنزافية وأسفرت عن دمار واسع في القطاع المحاصر.

في خان يونس، زادت الأغطية المشبعة بالماء وأفران الطين المغمورة من معاناة الأهالي. وكان الأطفال يرتدون صنادل ويتنقلون عبر البرك بينما حاول البالغون ببؤس باستخدام المجارف وعلب الصفيح إخراج المياه من الخيام أو انتشال المآوي المتداعية من الوحل.

«تكونت برك والمكان تعبق برائحة كريهة»، قالت مجدولين طرابين، مهجرة من رفح في جنوب غزة. «طار الخيمة. لا نعرف ماذا نفعل أو إلى أين نذهب».

حاولت هي وأسرتها عصر الأغطية المشبعة باليد لكي تجف.

«استيقظنا صباحاً فوجدنا أن المياه دخلت الخيمة»، قالت إيمان أبو رزيق، مهجرة أيضاً في خان يونس. «هذه المراتب — كلها مشبعة بالماء تماماً».

وأضافت أنها وأهلها ما زالوا ينوحون على وفاة الزوج قبل أقل من أسبوعين.

«أين الوساطات؟ لا نريد طعاماً ولا شيء آخر، نحن منهكون. نريد فقط مراتب وأغطية»، تضرعت فاطمة أبو عمر وهي تحاول تثبيت مأوى يكاد ينهار.

أفادت السلطات في غزة أن ما لا يقل عن ١٥ شخصاً، بينهم ثلاثة رضّع، لقوا حتفهم هذا الشهر نتيجة برد شديد بعد هطول الأمطار وهبوط درجات الحرارة.

وحذّر عمال الطوارئ من البقاء في المباني المتضررة خشية الانهيار، إلا أن خيارات المأوى نادرة مع كون معظم الأراضي مكدسة بالأنقاض بعد القصف الإسرائيلي المتواصل. وتقديرات الأمم المتحدة في يوليو تُظهر أن نحو ٨٠٪ من مباني غزة قد دمرت أو تضررت.

يقرأ  أذكى، أسرع، أفضل٢٥ أداة ذكاء اصطناعي للتعلّم والتطوير

منذ سريان الهدنة بين إسرائيل وحماس، قُتل ٤١٤ شخصاً وأُصيب ١٬١٤٢ آخرون، فيما وصل إجمالي الضحايا الفلسطينيين إلى ما لا يقل عن ٧١٬٢٦٦ بحسب وزارة الصحة.

وتشير منظمات الإغاثة إلى أن الإمدادات الإنسانية إلى غزة لا تفي بالمعدلات المطلوبة بموجب الهدنة. وقالت السلطة العسكرية الإسرائيلية المشرفة على المساعدات الإنسانية إن ٤٬٢٠٠ شاحنة مساعدات دخلت غزة خلال الأسبوع الماضي، إلى جانب معدات للنظافة والامدادات الشتوية، لكنها امتنعت عن الإفصاح عن عدد الخيام المقدمة. وتؤكد منظمات الإغاثة أن الكميات الحالية لا تكفي لتلبية الاحتياجات الهائلة.

منذ الهدنة دخل إلى غزة قرابة ٧٢٬٠٠٠ خيمة و٤٠٣٬٠٠٠ غطاء بلاستيكي، بحسب عنقود المأوى، تحالف إغاثي دولي بقيادة المجلس النرويجي للاجئين.

«الناس في غزة يعيشون داخل خيام هشة مشبعة بالماء وبين أنقاض مدمرّة»، قال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين في فلسطين، على وسائل التواصل الاجتماعي. «لا شيء يقضي على هذا؛ الامدادات لا تُسمح بدخولها بالمقياس المطلوب».

أضف تعليق