الناجون يخبرون الجزيرة أنهم فقدوا كل شيء في الفيضانات ويحتاجون خيامًا لحماية أطفالهم
نُشر في 7 سبتمبر 2025
تأثر أربعة ملايين شخص بالفيضانات المدمرة في باكستان، ويعاني آلاف المزارعيين عبر الحدود في الهند أيضًا خسائر كبيرة في محاصيلهم، فيما يرى خبراء أن الاحتباس الحراري فاقم من حدة أمطار الرياح الموسمية التي تتعرض لها الدولتان الآن.
خلال الأسبوع الماضي، أدت أمطار غزيرة إلى ارتفاع منسوب ثلاثة أنهار تعبر إقليم البنجاب، أكثر أقاليم باكستان سكانًا، ما تسبب بدمار واسع النطاق في قلب البلاد الزراعي.
قال كمال حيدر، مراسل الجزيرة من ملتان، إن مدنًا بأكملها غُمرت تحت المياه. «الفيضانات تركت آلاف المزارع غارقة. فقدت محاصيل ثمينة»، وأضاف أن الحكومة تحاول تقديم المساعدات للمتضررين.
قال محمد أجمل، المتحدث باسم الرابطة المسلمة المركزية الباكستانية، للجزيرة إن حجم الأضرار «لا يُمكن تصوره». وأضاف: «حزبنا يعمل ليل نهار لمساعدة المتضررين في أنحاء البلاد. هذه الكارثة واسعة إلى حد أن الحكومه وحدها لا تستطيع مواجهتها».
من جانبها، وصفت الناجية صبيحة بيبي حجم الدمار قائلة: «في هذه الفيضانات فقدنا كل شيء: بيوتنا ومحاصيلنا — كل ما عملنا من أجله». وأضافت: «المساعدات محدودة، وهناك الكثير ممن يحتاجون إليها. أطفالنا يجلسون تحت السماء مكشوفين للشمس والمطر. نحن في حاجة ماسّة إلى خيام لحمايتهم».
أثناء جهود الإنقاذ، انقلب قارب كان ينقل الناس إلى بر الأمان في شرق باكستان يوم السبت بعدما اصطدم بجسم تحت الماء، ما أدى إلى مقتل امرأة تبلغ من العمر 70 عامًا وأربعة أطفال، كما أكدت السلطات يوم الأحد. وقال عرفان علي كاثيا، المدير العام لهيئة إدارة الكوارث الإقليمية، لوسائل الإعلام المحلية: «تم إنقاذ عشرة أشخاص آخرين، لكن للأسف خمس أرواح فُقدت في الحادث».
ووفقًا للمفوض الإقليمي لإغاثة البنجاب نَبیل جاويد، أجبرت فيضانات نهري الراوي والسوتليج والشناب أكثر من مليونين على الفرار من منازلهم. وقد أنشأت السلطات المئات من مخيمات الإغاثة والمرافق الطبية ونقاط الرعاية البيطرية لمساعدة الناس والماشية.
منذ يونيو، قُتل أكثر من 900 شخص في باكستان نتيجة فيضانات الرياح الموسمية، بحسب الأمم المتحدة.
وفي الجارة الهند، جرى إجلاء عشرات الآلاف مؤخرًا بسبب الفيضانات. ويخشى آلاف المزارعين الذين كانوا على وشك حصاد محاصيلهم من المستقبل، بعد أن أفادت السلطات في منطقة البنجاب الهندية بتضرر نحو 1620 كيلومترًا مربعًا من الأراضي الزراعية.
قال الفلاح ساتكار سينغ للجزيرة من المنطقة التي تُنتج نحو 40% من صادرات البلاد من أرز البسمتي: «أنواع الأرز التي زرعناها سابقًا — كل شيء ضاع».