فيلم «صوت هند رجب» عن حرب غزة يحصد الجائزة الثانية في مهرجان البندقية

فيلم توثيقي تراجيدي عن مقتل طفلة فلسطينية تبلغ خمس سنوات خلال الحرب على غزة حصد جائزة الأسد الفضي في مهرجان البندقية.

فيلم “صوت هند رجب” للمخرجة الفرنسية‑التونسية كاوثر بن هنية حل ثانياً يوم السبت خلف فيلم “Father Mother Sister Brother” للمخرج المستقل الأميركي جيم جارموش. العمل يُعيد تصوير اللحظات الأخيرة في حياة هند رجب، التي قُتلت العام الماضي بينما كانت تحاول مع أهلها الإخلاء من مدينة غزة.

يعتمد الفيلم على تسجيلات صوتية حقيقية لمكالمة استمرت ساعات مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، حاول خلالها المسعفون تقديم الطمأنينة بينما كانت الطفلة محاصرة داخل سيارة مخترقة بالرصاص، بين جثث عمتها وعمتها (أو عمه؟) وعمها وثلاثة من أقاربها، جميعهم سقطوا إثر قصف إسرائيلي. ثم قُتلت الطفلة أيضاً، كما قُتل مسعفان توجهَا إلى المكان في محاولة إنقاذ.

عرض الفيلم في العرض الأول الأربعاء ونال وقوفاً حاداً دام 23 دقيقة، مما جعله الأكثر حديثاً على رصيف ليدو وتوقعه كثيرون كمرشح قوي للجائزة. عند استلامها الجائزة، قالت بن هنية إن قصة هند ليست قصة طفلة واحدة فحسب، بل مأساة “شعبٍ بأكمله يتحمل الإبادة”. وأضافت: “السنما لا تستطيع أن تُعيد هند إلى الحياة، ولا تمحو الفظاعة التي ارتُكبت بحقها. لا شيء يعيد ما سُلب، لكن السينما قادرة على حفظ صوتها، وجعله يتردد عبر الحدود”. وتابعت: “سيستمر صداها حتى تتحقّق المساءلة، وحتى يُنصف القانون”.

حرب إسرائيل على غزة، التي أودت بحياة أكثر من 64 ألف فلسطيني بمن فيهم أكثر من 18 ألف طفل، ألقت بظلالها على المهرجان بأكمله. في حفل توزيع الجوائز أشار جارموش، الحائز على الأسد الذهبي، إلى معارضته للحصار والقصف بارتدائه شارة مكتوب عليها “Enough” (كفى). كما أقرّ الأسبوع الماضي بأنه قلق من أن أحد موزعيه الرئيسيين تلقى أموالاً من شركة لها صلات بالجيش الإسرائيلي.

يقرأ  زخة شهب البرشاويات تضيء سماء المملكة المتحدة

فيلم جارموش الفائز بطله كيت بلانشيت إلى جانب آدم درايفر وتوم ويتس، وهو تأملٌ من ثلاثة أجزاء في العلاقات المتوترة بين الآباء وبناتهم وأبنائهم البالغين. وصف جارموش فوزه بأنه “شرف غير متوقع” وشكر لجنة التحكيم لتقديرها “فيلمنا الهاديء”.

في فئات أخرى نال الإيطالي توني سيرڤيلو جائزة أفضل ممثل لتجلّيه الساخر لدور رئيس متعب يقترب من نهاية ولايته في “لا غراتزيا”، فيما فازت الصينية شين جيلِي بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في “الشمس تشرق علينا جميعاً”، دراما تبحث في مسألة التضحية والذنب والمشاعر المعلقة بين عاشقين مفترقين يحملان سرّاً مظلماً. جائزة أفضل مخرج ذهبت إلى بيني سافدي عن “آلة السحق” الذي جسد فيه دواين “ذا روك” جونسون دور رائد الفنون القتالية المختلطة مارك كير.

حاز المخرج الإيطالي جيانفرانكو روسي على جائزة لجنة التحكيم الخاصة عن فيلمه الوثائقي بالأسود والأبيض “تحت الغيوم” الذي يتناول الحياة في مدينة نابولي الجنوبية المضطربة، المعرضة لزلازل متكررة وخطر ثوران بركان.

تحدث عدد من الحاصلين على الجوائز عن غزة من على المسرح، معبّرين عن “الإعجاب” بالنشاطين المشاركين في قافلة قوارب حاولت كسر الحصار. قال سيرڤيلو إنهم “قرروا الإبحار بشجاعة للوصول إلى فلسطين ولإيصال علامة إنسانية إلى أرض تُهان فيها الكرامة الإنسانية يومياً وبقسوة”.

في قسم “هورايزنز” الخاص بالاكتشافات، فازت المخرجة الهندية أنابورنا روي بجائزة أفضل مخرج عن فيلمها الأول “أغانٍ لأشجار منسية” الذي يروي حكاية امرأتين مهاجرتين في مومباي. كررت روي في كلماتها: “كل طفل يستحق السلام والحرية والتحرر، وفلسطين ليست استثناءً. أنا إلى جانب فلسطين. قد أغضب بلدي، لكن ذلك لم يعد يهمني.”

أيضاً سلطت مريم توزاني، التي حازت جائزة الجمهور من Armani Beauty عن فيلمها “كالي ملاقة” (Calle Málaga)، الضوء على الصراع في غزة: “كم من أم سُلبت أطفالها؟ كم عدد المزيد حتى ينتهي هذا الرعب؟ نرفض أن نفقد إنسانيتنا.”

يقرأ  الاتحاد الأوروبي يوقّع قرضًا بقيمة ٥٠٠ مليون يورو لحماية أمن الطاقة في أوكرانيا قبل حلول الشتاء

يُعد مهرجان البندقية انطلاقة موسم الجوائز، وغالباً ما يطرح مرشحين أقوياء للأوسكار؛ ففي السنوات الأربع الماضية جمعت الأعمال التي عُرضت هناك أكثر من 90 ترشيحاً للأوسكار وفازت بما يقرب من 20 جائزة.

من بين الأفلام التي خرجت من البندقية خالية الوفاض أعمال ثلاثية من نتفليكس: فيلم كاثرين بيغلو “بيت الديناميت” (A House of Dynamite) المتعلق بالتهديد النووي، إعادة غيليرمو ديل تورو لرواية فرانكنشتاين، وكوميديا‑دراما نوح باومباخ “جاي كيلي”. كما لم ينل “لا خيار آخر” للمخرج الكوري بارك تشان ووك أي جوائز رغم المراجعات القوية، وكذلك “بوغونيا” ليورغوس لانثيموس الذي شاركت في بطولته إيما ستون.

أضف تعليق