تقرير وثائقي يكشف أدلة جديدة بشأن مقتل هند رجب وأسرتها وفريق الإنقاذ في مدينة غزة
أظهر فيلم وثائقي أعدته قناة الجزيرة بالتعاون مع مؤسسة هند رجب أدلة جديدة تتعلق بمقتل الطفلة هند رجب البالغة خمس سنوات، وأفراد أسرتها، وفريق الإنقاذ الذي حاول الوصول إليهم في مدينة غزة. الفيلم بعنوان “ما خفي أعظم” وعُرض يوم الاثنين، وكشف عن تفاصيل لم تُنشر من قبل عن الحادث الذي وقع في الأيام الأخيرة من يناير 2024.
تُظهر لقطات الفيديو المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي الساعات الأخيرة من حياة هند رجب، حين كانت تستغيث بعد القصف الأولي الذي أودى بحياة عمّها وعمّتها وثلاثة من أقاربها داخل سيارتهم. ردت الحكومة الاسرائيلية آنذاك بأن قواتها لم تكن حاضرة وقت الحادث، ثم ادّعت لاحقًا أن الفتحات الـ335 في سيارة العائلة نتجت عن تبادل نيران بين جنود إسرائيليين ومقاتلين فلسطينيين مسلحين.
غير أن تحقيقًا لاحقًا استند إلى صور أقمار صناعية وتسجيلات صوتية أجراه فريق متعدد التخصصات تابع لـForensic Architecture في جامعة غولد سميثز بلندن، لم يجد أي دليل على وجود تبادل لإطلاق النار، بل حدّد وجود عدة دبابات من طراز “ميركافا” تقترب من موقع سيارة عائلة رجب دون وجود اشتباك مسلّح ظاهر.
القيادة الميدانية للدبابات المشاركة في عملية القتل تعود إلى العقيد بني آهرون من لواء المدرعات 401. العقيد آهرون مذكور بالفعل في شكوى جنائية قدمتها مؤسسة هند رجب أمام المحكمة الجنائية الدولية، استنادًا إلى مقاطع فيديو التُقطت ونُشرت على وسائل التواصل من قبل جنود إسرائيليين أثناء عملياتهم في غزة. كما أظهرت تحقيقات المؤسسة أن ما يُعرف داخل اللواء 401 بفرقة تحمل اسم “Vampire Empire” تحت قيادة الرائد شون غلاس، كانت مسؤولة مباشرة عن قتل عائلة رجب والتلاعب بمسرح الجريمة.
تنتمي تلك الفرقة إلى الكتيبة المدرعة 52، المعروفة بلقب “الهـُبَّاكِم” (The Breachers)، التي قادها العقيد دانيال إيلا، والذي تتهمه المؤسسة بتحمّل المسؤولية الميدانية المباشرة عن الحوادث. أحد عناصر الفرقة، المواطن ذا الجنسية الإسرائيلية-الأرجنتينية إيتاي تشوكيركوف، يواجه دعاوى قضائية في الأرجنتين بسبب دوره المزعوم في قتل العائلة.
تشير الوثائقيات والتحقيقات إلى أن الكتيبة 52 كانت من بين أولى الوحدات الاسرائيلية التي دخلت قطاع غزة في أكتوبر 2023، وشاركت في عمليات أُوصفَت بأنها من بين الأشد دموية للجيش الاسرائيلي، بما في ذلك تدمير مستشفيات عدة.
في الفيلم، يقول الخبير الأمني الإسرائيلي يوسي ميلمان إن الحكومة تزعجها الحملات المموّلة من منظمات داعمة للفلسطينيين، لأنها تمنح صورة سلبية لإسرائيل وتؤدي إلى ملاحقة بعض الإسرائيليين، وخصوصًا العسكريين، بتهم جرائم حرب في محاكم أجنبية. وأضاف أن هذه الملاحقات تثير قلق الجيش وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، سواء جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) أو جهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد).
مؤسسة هند رجب تواصل سلسلة من الإجراءات القانونية ضد جنود إسرائيليين محددين، من بينهم شمعون زوكرمان، المعروف بتصويره لتصرفاته كـ”مؤثر حرب”، والذي وثق بنفسه وبجنود من لواء الهندسة 8129 وهم يدمرون قرية خزاعة قرب خان يونس. ترى المؤسسة أن منشورات زوكرمان على وسائل التواصل تشكل دليلاً واضحًا على نية إبادةية قادت إلى مقتل عائلة رجب وتظهر نمطًا من السلوك يُحتمل أن يرقى إلى جرائم حرب.