في خضم مجاعة غزة طفلة فلسطينية تصارع من أجل البقاء أخبار غزة

مسؤول أممي: الفلسطينيون في غزة يواجهون «جحيمًا بكل أشكاله» مع تصاعد الهجوم على مدينة غزة

عظام وجلد فقط ما تبقى من الطفلة السبعينية ماي أبو عرار. الطفلة الفلسطينية هي واحدة من عشرات الآلاف من الأطفال الذين يعانون من سوء تغذية في غزة، فيما تتعمق المجاعة المصطنعة بفعل تشديد الجيش الإسرائيلي هجومه على مدينة غزة.

تروي والدتها، نادية أبو عرار، أن ابنتها كانت طفلة مرحة ونشيطة، لكنها فقدت الكثير من وزنها وتصارع الآن من أجل البقاء. «أخبرنا الأطباء أنها لا تعاني أمراضًا مزمنة؛ كل شيء ناتج عن نقص التغذية، ولم أرَ أي تحسن في حالتها»، قالت نادية لقناة الجزيرة.

أدى الجوع إلى إضعاف ماي إلى حد أنها لا تستطيع تناول سوى سوائل تُعطى عبر محقنة. يقول هشام أبو العون، مدير قسم الأطفال في مستشفى أصدقاء المريض بمدينة غزة، إن إسرائيل تمنع وصول الأدوية إلى القطاع، ما يجعل معالجة المصابين بسوء التغذية أمراً بالغ الصعوبة. «كلوريد البوتاسيوم أبسط دواء يمكن أن يصفه أي طبيب. حتى هذا الدواء ليس متوفراً لدينا. نموت أطفال لأننا نفتقر إليه. أحيانًا تصل إمدادات، لكنها قليلة جدًا»، أضاف.

يوم الجمعة، أكدت آلية التصنيف المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، بدعم أممي، للمرة الأولى أن أكثر من نصف مليون شخص يعانون المجاعة في شمال غزة. وحتى الآن، توفي ما لا يقل عن 289 شخصًا بينهم 115 طفلاً نتيجة الجوع في القطاع.

تفرض إسرائيل حصارًا خانقًا على غزة، وتسمح بكمية ضئيلة من الغذاء عبر سقوط المساعدات من الجو وبوساطة المجموعة المدعومة من الولايات المتحدة «GHF»، ما يضطرّ الفلسطينيين إلى المجازفة بحياتهم للوصول إلى مواقع المساعدات داخل مناطق تسيطر عليها القوات الإسرائيلية.

قال فيليبي لازاريني، مدير وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، يوم الأحد إن الفلسطينيين في غزة يعيشون «الجحيم بكل أشكاله». وأضاف أن «الإنكار هو أبشع تعبير عن تجريد الإنسان من إنسانيته». ودعا الحكومة الإسرائيلية إلى التوقف عن ترويج روايات مغايرة والسماح للمؤسسات الإغاثية بتقديم المساعدات دون قيود والسماح للصحفيين الدوليين بالتغطية المستقلة من غزة.

يقرأ  مكتب التحقيقات الفيدرالي يفتش منزل جون بولتونمستشار ترامب السابق الذي أصبح ناقدًا

وفي تقريرها، قالت IPC إن الحرب المستمرة أدت إلى نزوح ما يقرب من 1.9 مليون شخص مرتين، حيث أسفر الحصار الإسرائيلي عن مجاعة من صنع الإنسان.

إلى ذلك، قالت ليز ألوك، مدافعة عن الحقوق في منظمة «الإغاثة الطبية للفلسطينيين» (MAP)، لقناة الجزيرة إن الجوع يطال الجميع في غزة. «الواقع ينطبق على كامل القطاع يوميًا. ليس الأمر مقتصرًا على الأطفال الصغار فقط… بل يشمل كبار السن الذين لا يستطيعون الحصول على أي طعام، كما يشمل العاملين في قطاع الرعاية الصحية والعاملين في المساعدات الذين يغمى عليهم أثناء العمل لافتقارهم إلى ما يكفي من العَتَمِية (مأذونية غذاء)»، قالت — وهنالك نقص حاد في الإمدادات التي تؤمن استمرارهم في مهامهم.

من جهة أخرى، ينفي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرارًا أن الناس في غزة يتعرضون للمجاعة، ويلقي باللوم على وكالات الإغاثة وحماس لعدم توصيل الإمدادات إلى السكان. وأكدت الأمم المتحدة أنه رغم تزايد كميات المساعدات الجاهزة للتسليم على المعابر القريبة من غزة، فإن إسرائيل لم تمنح الوكالات الإذن اللازم لتسليم وتوزيع تلك المساعدات.

أضف تعليق